عند إجراء جراحة تركيب مفصل الركبة الصناعي يتم أولا تشكيل سطح عظمتي الفخذ و القصبة ليتوافقوا مع شكل المفصل الصناعي. ثم يتم تركيب نماذج معدنية لتغطية أسطح عظمتي الفخذ و الفصبة تشابه تماما شكل المفصل الصناعي الحقيقي. ثم يتم تجربة أجزاء بلاستيكية مختلفة توضع بين سطحي العظمتين و ذلك لتحديد السمك المناسب لهذا الجزء بحيث تكون أربطة الركبة مشدودة بدرجة كافية دون ارتخاء و فى نفس الوقت دون ان تكون مشدودة بدرجة كبيرة تؤدي الى تقليل مدى حركة مفصل الركبة الصناعي.
و هذه الخطوة تتطلب خبرة من الجراح لتحديد السمك المناسب للجزء البلاستيكي و لتحديد و تصليح اي فرق فى درجة شد الأربطة على الجهة الداخلية و الخارجية للمفصل. و لتقليل فرص حدوث أخطاء فى هذه الخطوة للجراحين ممن لا يملكون بعد خبرة كبيرة فى مجال المفاصل الصناعية تم إختراع أجزاء بلاستيكية ذكية بدلا من الأجزاء البلاستيكية التقليدية.
فى عصرنا هذا أصبح العديد من الناس حريصه على المواظبة على الرياضة خلال مراحل عمرهم المختلفة و ليس فقط خلال سنوات الشباب. فهل اذا أصيب احد كبار السن بقطع فى الرباط الصليبي يتطلب ذلك إجراء جراحة له ام يتم الإكتفاء بعمل تمارين تقوية لعضلات الفخذ. فعلى سبيل المثال اذا كان هناك امرأة فى الخمسينات من عمرها و مواظبة على ممارسة الرياضة و أصيبت بقطع الرباط الصليبي الامامي, فهل إجراء الجراحة لها سيكون مفيدا لها؟
عادة ما كانت جراحة إعادة بناء الرباط الصليبي الامامي تتم للمرضى المصابين من سن المراهقة و حتى الثلاثينات من عمرهم و لا سيما فى الرياضيين منهم. و لكن مع حلول عام 2011 تم نشر مجموعة من الأبحاث لمرضى تتراوح اعمارهم من 40 الى 60 عاما اجريت لهم جراحة اعادة بناء الرباط الصليبي الامامي. و اظهرت هذ الدراسات ان االمرضى الذين يعانون من عدم ثبات الركبة نتيجة هذه الإصابة و الذين كانوا يمارسون الرياضة بصفة منتظمة قد استفادوا من إجراء الجراحة لهم مما ساعدهم على الرجوع لممارسة الرياضة و تجنب حدوث مشاكل اخرى للركبة.
و مؤخرا نشر بحث أجري على مرضى يبلغ متوسط أعمارهم 61 سنة يمارسون الرياضة و لا يعانون من خشونة الركبة و أصيبوا بقطع فى الرباط الصليبي الامامي, حيث تم اجراء جراحة لهم لاعادة بناء الرباط الرباط الصليبي الامامي و متابعة حالتهم لمدة 4 سنوات. و أظهرت الدراسة ان اكثر من 80% منهم عادوا الى ممارسة الرياضة دون مضاعفات او مشاكل فى الركبة.
و بالتالي اتجه تفكير العديد من اطباء العظام حول العالم الى ان مدى نشاط المريض و مواظبته على الرياضه هو عامل أهم من السن فى تحديد المرضى الذين سيستفيدون من جراحة إعادة بناء الرباط الصليبي الامامي.
تتفوات أحجام العظام و شكلها من مريض الى آخر و بالتالي فهناك مقاسات مختلفة من أجزاء المفاصل الصناعية التى يتم تركيبها أثناء جراحات المفاصل الصناعية. فكيف يحدد الطبيب مقاس و شكل المفصل الصناعي المناسب للمريض؟
قبل الجراحة يتم تصوير أشعات عادية للمفصل الذى سيتم إستبداله و يراعى عند عمل هذه الأشعات تحديد مقدار التصغير أو التكبير فى صورة الاشعة مقارنة بالحجم الطبيعي للعظام. ثم يقوم الطبيب بوضع الأشعات على فانوس الاشعة و أستخدام شرائح بلاسستيكية شفافة خاصة (توفرها الشركات المنتجة للمفاصل الصناعية) مرسوم عليها كافة مقاسات الجزء المراد تركيبه للمريض بحيث يختار الطبيب المقاس الأقرب لحجم عظام المريض. و فى السنوات الأخيرة تم اللجوء لقياس أبعاد العظام عن طريقة برامج خاصة على أجهزة الكمبيوتر بعد تغذيته بصور الأشعات دون إستخدام الشرائح البلاستيكية الشفافة.
إلا أن المقاس يتحدد بصورة نهائية أثناء الجراحة نفسها إذ يقوم الطبيب أثنائها بإستخدام آلات خاصة لقياس العظام. و لذا تقوم الشركات المنتجة للمفاصل الصناعية بتوفير نماذج هيكلية معدنية او بلاستيكية لكافة مقاسات كل جزء من أجزاء المفاصل الصناعية ليتم تجريبها أثناء الجراحة و التأكد من ملائمتها لشكل عظام المريض قبل تركيب المفصل الحقيقي و الذى سجب توفر جميع مقاساته أيضا أثناء الجراحة.
طرف القفاز يكون مطوي ليتم ارتدائه دون لمس السطح الخارجي
عند إجراء أي جراحة يقوم الجراح و التمريض بتعقيم ايديهم قبل الدخول الى غرفة العمليات. و يتم ذلك بغسل اليدين حتى المرفق بمادة مطهرة مثل البيتادين لعدة دقائق.
و لكن هل هذا يكفي لتعقيم اليد تماما؟
و الحقيقة أنه لا يوجد حتى الآن أي طريقة آمنة لتعقيم اليدين بصورة تامة بحيث تصبح خالية تماما من أي ميكروبات دون ان يحدث ذلك ضررا بالجلد. كل ما يفعله التعقيم قبل الجراحة هو مجرد تقليل عدد الميكروبات الموجودة على سطح الجلد و ليس القضاء عليها نهائيا.
و لذا يقوم الجراح و التمريض بإرتداء قفازات جراحية معقمة تماما قبل بدء الجراحة. و عليهم ألا تلامس ايديهم السطح الخارجي لهذه القفازات عند إرتدائها و الا قاموا بتلويث سطحها و الغاء تعقيمها. و لهذا السبب يتم وضع هذه القفازات فى عبواتها المعقمة بحيث يكون طرفها مطويا للخارج حتى يتمكن التمريض من الإمساك بها و ارتدائها دون ملامسة السطح الخارجي. ثم يقوم التمريض الذى ارتدى القفازات المعقمة بمساعدة الجراح على ارتداء قفازاته بعد ان يكون قد ارتدى ملابس العمليات المعقمة.
و نظرا لأنه هناك احتمال لحدوث قطع بالقفاز اثناء اجراء الجراحة تظهر أهمية غسل اليدين جيدا قبل ارتدائهم بمادة مطهرة وذلك لتقليل فرص نقل ميكروبات للجرح. كما يفضل فى أغلب الحالات ارتداء قفازين فى اليد الواحدة تجنبا لحدوث اي تلوث اذا حدث اي تلف فى القفاز الخارجي. و عادة ما يكون لون القفازين مختلف بحيث يسهل رؤية اي قطع يحدث فى القفاز الخارجي.
جراحات مفاصل الركبة الصناعية من الجراحات الناجحة للغاية و التى تساعد المرضى على التخلص من آلام الركبة و مزاولة حياتهم بصورة طبيعية. و من الشائع أن يكون هناك خشونة متقدمة فى مفصلي الركبة و ليس فى مفصل واحد فقط. و بالتالي فقد يحتاج المريض لإجراء جراحة تركيب مفصل ركبة صناعي فى الركبتين. و هنا يتم المفاضلة بين إجراء جراحة فى كل جهة على حدة أو إجراء الجراحة فى الركبتين فى مرة واحدة؟
تركيب مفصل صناعي فى الركبتين فى نفس الجراحة له عدة مميزات عن إجراءها فى جراحتين:
التعرض للتخدير مرة واحدة (حوالي 3 - 4 ساعات)
البقاء فى المستشفى مدة أقل
فترة واحدة لإعادة التأهيل (قد تكون أطول من فترة تأهيل ركبة واحدة فقط)
تكلفة أقل
و يكون إجراء الجراحة فى الركبتين مفضلا عندما:
تكون حالة المفصلين سيئة بدرجة كبيرة بحيث أن إجراء الجراحة فى جهة واحدة فقط لن يمكن المريض من المشي بصورة جيدة.
إذا كان هناك تقوس شديد بالساقين حيث أن إجراء جراحة فى جهة واحدة و إستعدال التقوس بها سيؤدي الى وجود فرق كبير فى الطول بين الساقين لا يسمح للمريض بالمشي بصورة طبيعية.
و لا يفضل إجراء الجراحة فى الجهتين فى نفس الوقت فى المرضى فوق سن الثمانين و المرضى الذين يعانون من أمراض أخرى شديدة مثل أمراض القلب و التنفس. فى هذه الحالة يتم عمل الجراحة فى ركبة واحدة ثم يتم إجراء جراحة الجهة الأخرى بعد عدة اسابيع أو شهور.
يمكن دكتور العظام بعلاج بعض حالات تقوس الساقين بدءا من عمر سنتين و نصف و خاصة فى المرحلة العمرية من 3 الى 12 عاما عن طريق التحكم فى سرعة نمو العظام فى اماكن محددة. حيث يتم وضع شريحة صغيرة على احد جوانب مركز النمو لتقليل سرعة نمو العظمة فى هذا الجانب مع السماح للجانب المقابل بالنمو بالمعدل الطبيعي. فيتم مع النمو الطبيعي إستعدال التقوس الموجود بالعظمة. و بعد الوصول العظام للإستقامة السليمة يتم رفع الشريحة للسماح للعظام بإستكمال النمو بصورة طبيعية.
https://www.youtube.com/watch?v=wAYuRHL-0Yc
مزايا هذه الجراحة:
تتم من خلال جرح صغير
يستطيع المريض المشي على رجله فى اليوم التالي للجراحة دون الحاجة لوضع جبس أو جبيرة.
بعد مرور حوالي 10- 14 يوم من الجراحة يتم فك غرز (خياطة) الجرح. و كثيرا ما يندهش المرضى من وجود دبابيس معدنية بدلا من غرز الخيوط الجراحية التقليدية.
و الحقيقة أن التدبيس يستخدم فى الجراحة منذ سنوات عديدة و ليس فقط لخياطة الجلد بل يستخدم أيضا فى جراحات أخرى مثل جراحات الجهاز الهضمى. و الدباسة الجراحية الحديثة هى آله بلاتستيكية تستخدم مرة واحدة و تكون محملة بعدد من الدبابيس.
و يتميز إستخدام الدباسة الجراحية بأنه أسرع فى خياطة الجلد من إستخدام الخيوط الجراحية العادية. كما أنها أكثر دقة و تناسقا منها.
و يتم فك الدبابيس بإستخدام آلة خاصة تقوم بفتح الدبوس دون التسبب فى ألم للمريض.
من الشائع أن يتم تثبيت الكسور بإستخدام شرائح و مسامير أو مسامير نخاعية. و الهدف من هذه الشرائح و المسامير هو تثبيت الكسر فى الوضع المثالي له بدلاً من ربطه بالجبس الى أن يلتئم مع السماح للمريض بتحريك مفاصله حتى لا تتيبس. و بعد إلتئام الكسور تصبح هذه الشرائح بلا فائدة. فهل يتوجب إزالتها من الجسم بعد ذلك؟
فى الواقع أنه فى اغلب الحالات لا يتم رفع الشرائح و المسامير حيث أنها مصنوعه من مواد لا تتفاعل مع الجسم و لا تسبب له أي مضار صحية له بمرور الوقت. و لكن هناك بعض الحالات التي تستلزم رفع الشرائح:
إذا كانت المسامير تحتك بأنسجه أخرى قريبة منها مما يسبب ألم للمريض أو تمنع تحريك المفصل بصورة طبيعية. و لكن من المهم فى هذه الحالات التأكد أولا من أن الشريحة هى بالفعل مصدر الالم و ليس أي شيء آخر حتى لا يتم إجراء الجراحة بدون فائدة.
إذا حدث ألتهاب صديدي فى موضع الجراحة لان وجود الشريحة قد يعيق العلاج و التخلص من الميركوب (البكتريا) المسبب للالتهاب و هذا قد يمنع التئام الكسر
فى أغلب حالات الأطفال لأن العظام تنمو فى هذه المرحلة
فى الرياضيين الذين يمارسون رياضات عنيفه مثل كرة القدم و الكاراتيه ...
اذا كانت الشريحة او المسامير بارزة تحت الجلد بصورة تضايق المريض مثل شرائح عظمة الترقوة و القصبة
إذا كان هناك إحتياج لعمل رنين مغناطيسي حيث أن وجود الشرائح و المسامير يحول دون عمل الرنين و يؤدي الى عدم ظهور صور الأشعة بوضوح (و لكن هذا لا ينطبق على الشرائح و المسامير المصنوعة من مادة التيتانيوم).
اذا كانت الشريحة او المسامير قد كسرت او خرجت من موضعها و لم تصبح تقوم بوظيفتها لتثبيت الكسر
شريحة مكسورة بالساعد تستلزم رفعها
https://youtu.be/1vikZkSkGxQ
من الأفضل عدم رفع الشرائح إلا بعد مرور حوالى 18 شهر على إلتئام الكسر حتى تكون العظام قد عادت بدرجة كبيرة لقوتها. و رفع الشريحة و المسامير يؤدي الى حدوث ضعف مؤقت فى العظام بسبب وجود الثقوب الناتجة عن المسامير. و هذا الضعف يختفي بعد مرور حوالي ثلاث شهور من الجراحة عندما تملأ العظام هذه الثقوب.
يجب عدم العودة للرياضات العنيفة إلا بعد مرور ثلاث شهور من رفع الشرائح و المسامير (هذا لا ينطبق على المسامير النخاعية) حيث أن الثقوب الناتجة عن إزالة المسامير تكون نقطة ضعف خلال هذه الفترة مما قد يعرض العظمة للكسر إذا حدثت إصابة قوية فى هذاالوقت..
و يجب عدم الاستهانه بجراحات رفع الشرائح و المسامير حيث انه فى بعض الحالات قد يجد الطبيب بعض الصعوبات فى اخراج المسامير:
اذا كان هناك عظام تغطي موضع المسامير
اذا كان هناك تلف فى رأس المسمار بحيث لا يمكن تركيب المفك عليه لازالته
اذا حدث تلف او كسر فى المسمار اثناء رفعه
اذا كان المسمار النخاعي غائرا داخل العظمة
و رغم ذلك فيمكن رفع الشريحة و المسامير فى اغلب هذه الحالات ايضا بدون إحداث تلف فى العظام و ذلك باستخدام آلات مخصصة للرفع على الطبيب ان يكون قد حضرها قبل الجراحة
و لكن تسائل العديد من جراحي العظام: لماذا نغير سطح مفصل الركبة بأكمله إذا كان التآكل محصورا فى جزء واحد فقط و لا سيما إذا كان المريض صغير نسبيا فى السن؟ و لذا لجأ البعض لتطوير مفاصل صناعية تستبدل فقط الجزء المتآكل تحت عظمة الصابونة و الجزء المقابل لها من عظمة الفخذ. و تتميز هذه الجراحة بأنها تحافظ على الغضاريف السليمة من المفصل و يتم إجراءها من خلال جراح أصغر من جراحة المفصل الصناعي الكامل مما يساعد على عودة المريض لممارسة حياته بصورة أسرع.
و قد أثبتت الدراسات الأولية أن أغلبية المرضى قد تخلصوا من الألم بعد إجراء الجراحة. و لكن يتبقى أن تثبت الدراسات طويلة المدى أن هذا المفصل الجديد يصمد فى الركبة لسنوات عديدة دون الحاجة لإعادة الجراحة و ذلك حتى يتمكن الجراحين من أستخدام هذا النوع من المفاصل الصناعية.