عملية الرباط الصليبي الأمامي أحد أكثر جراحات الركبة انتشارًا خاصًة بين الرياضيين. وتكمن أهميتها في إتاحة الفرصة مرة أخرى للمصابين بقطع الرباط الصليبي الأمامي بالعودة لممارسة ألعابهم الرياضية. وكذلك تمثل أهمية كبرى لغير الرياضيين حيث تمكنهم من ممارسة أنشطتهم اليومية دون ألم وأيضًا تجنب الخشونة المبكرة في حالة عدم العلاج.
(يمكنك الإطلاع على الرابط التالي لمعرفة معلومات عن إصابة قطع الرباط الصليبي الامامي.)
تجهيز المريض قبل عملية الرباط الصليبي
قبل إجراء الجراحة يناقش الطبيب معك نوع التخدير وخيارات العلاج الجراحي المتاحة، ومن أين سيحصل الجراح على الوتر المزروع والمصادر المتاحة تشتمل على:
أوتار عضلية من جسم المريض:
- الوتر الرضفي؛ وهو الوتر الرابط بين عظمة الساق (الظنبوب) وعظمة الرضفة (الصابونة أو رأس الركبة).
- أوتار الركبة (أوتار المأبض)؛ وهي الأوتار التي تربط بين عضلات الفخذ الخلفية وعظمة الساق.
- وتر العضلة الرباعية؛ وهو الوتر الذي يربط عضلات الفخذ الأمامية بعظمة الرضفة. ويميز الأوتار السابق ذكرها أنها ذاتية التبرع، أي من جسم المصاب، مما يضمن عدم رفض الجسم ومهاجمة الجهاز المناعي للوتر المزروع.
- وتر من متبرع متوفى.
- استخدام الأربطة الصناعية.
كذلك يقوم الطبيب بفحص الركبة وتبيان مدى مجال حركتها، وتقديم النصائح للمصاب لتقليل التورم والألم وتحويله لطبيب العلاج الطبيعي الذي يقوم بتحضير المريض بدنياً للجراحة وهذه الخطوة الهامة قد تستغرق أسابيع قبل الجراحة. فتجاهل تورم الركبة أو قلة مجال حركتها أو تيبسها عوامل تؤثر على درجة نجاح عملية الرباط الصليبي.
كما يسأل الجراح مريضة عن أية أدوية يتناولها المريض، ويطلب منه التوقف عن تناولها قبل الجراحة إذا وجد تعارضًا بينها وبين التخدير. ويوصي بضرورة التوقف عن تناول أدوية سيولة الدم مثل الأسبرين لتجنب حدوث نزيف. ومن الإجراءات المتبعة أيضا التوقف عن الطعام والشراب لمدة يحددها الطبيب تبعًا لنوع التخدير المستخدم.
طريقة اجراء جراحة الرباط الصليبي
تتم عملية الرباط الصليبي في حالات قطع الرباط الصليبي الأمامي .وخلالها, لا يتم خياطة الرباط المقطوع. وذلك نظرًا لعدم قدرته على الالتئام، بل يتم إزالة الجزء المقطوع من الرباط بواسطة المنظار ثم يتم إعادة بناء رباط صليبي بديل جديد، باستخدام جزء (رقعة) من الأنسجة المحيطة بالركبة تكون بنفس قوة الرباط الأصلي او أقوى.
وتتم عملية الرباط الصليبي عن طريق منظار الركبة دون الحاجة لفتح الركبة. فتقنية المنظار الجراحي تساعد على سرعة شفاء المريض، وعودته لمزاولة نشاطه في وقت قصير، كما أنه يقلل من ألم العملية الجراحية. أثناء هذه الجراحة، يتم من خلال المنظار عمل ثقب صغير في عظمة القصبة، وآخر في عظمة الفخذ. ثم يتم تمرير رقعة الرباط الجديدة من خلال هذه الثقوب، وتثبيتها في الثقبين بواسطة مسامير ذاتية الذوبان. لتصبح الرقعة هي الرباط الصليبي الأمامي الجديد.
في كثير من الاحيان يصاحب قطع الرباط الصليبي الأمامي إصابات اخرى بالركبة مثل؛ تمزق الغضاريف الهلالية فيتم علاجها خلال نفس الجراحة.
مصدر الرقعة المستخدمة في إعادة بناء الرباط الصليبي
الرقعة التي تستخدم في جراحة الرباط الصليبي عادة ما تكون من أحد المصادر التالية:
- الثلث الأوسط من الرباط الذي يربط عظمة الرضفة (الصابونة) بالقصبة (كما في الرسم). ولكن هذه الطريقة قد تزيد من فرص حدوث الم خلف عظمة الصابونة ولا سيما اثناء السجود.
- أوتار عضلات موجودة بالجهة الداخلية للركبة. وهذه الطريقة هي الاكثر شيوعا، حيث تتميز بأنها تتم من خلال جرح لا يتعدى ثلاث سنتيمترات لا يترك أثر على الجلد ويكون الألم بعد الجراحة قليلا للغاية، مما يساعد على سرعة رجوع المريض لمزاولة حياته بصورة طبيعية.
- وتر العضلة الرباعية مع جزء صغير من الصابونة. ويستخدم عادة في حالات إعادة جراحة الرباط الصليبي. وذلك في الدول التي يُصَرَح فيها استخدام أوتار من أشخاص متوفين. وهذه الطريقة تقلل وقت الجراحة. ولكن نتائجها ليست في مستوى باقي المصادر، كما ان هذه الطريقة قد تؤدي الى نقل بعض الأمراض في حالات نادرة.

طريقة تثبيت الرقعة الجديدة
يتم تثبيت هذه الرقعة في عظام الفخذ من جهة، وبعظمة القصبة من الجهة الأخرى. فتقوم بالتالي بأداء الدور الذي كان يقوم به الرباط الصليبي الأمامي. وهناك عدة طرق يتم بها تثبيت الرباط الصليبي الجديد في مكانه:
- مسامير معدنيه او بلاستيكية او ذاتيه الذوبان. وأفضلها ذاتيه الذوبان. وهناك انواع متعددة من هذه المسامير تتفاوت في السعر والكفاءة. والمسامير البلاستيكية او ذاتيه الذوبان لا تظهر في الأشعة العادية، لكنها تظهر فقط في اشعه الرنين او الأشعة المقطعية.
- الزر المعدني (endobutton) او الدعامة الزراية الخارجية التي تستند على السطح الخارجي من العظمة. ويربط بها خيط قوي لا يذوب يتم تعليق الرقعة عليه. وهناك انواع مختلفة منها. فمنها ما يكون خيطها ثابت الطول، ومنها متغير الطول وهو الأفضل حيث يقلل نسبه الاخطاء التي ربما تحدث عند حساب طول الانفاق، وهو ما قد يحدث في النوع ثابت الطول.
- طرق اخري اقل شيوعًا مثل؛ المسامير أو الاوتاد العرضية أو السلك المعدني والدبوس المعدني. وهي طرق اقل شيوعًا ولا تستعمل بصوره كبيرة.
أنواع رئيسية لجراحة الرباط الصليبي الامامي
يمكن تقسيم جراحات اعادة بناء الرباط الصليبي الامامي عادة لثلاثة انواع:
- إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي بحزمة واحدة (single-bundle ACL reconstruction): وهذه الجراحة هي الاكثر شيوعا. بسبب نتائجها الممتازة وذلك ما يجعل أغلب الابحاث تؤيد استخدامها. في هذه العملية يتم استخدام وترين من أوتار الفخذ يتم خياطتهم مع بعضهما، ثم يتم طيهما ليكونوا حزمة تتكون من أربعة اوتار. ويتم تثبيت هذه الحزمة من خلال ثقب في عظمة القصبة وآخر في عظمة الفخذ.

2. إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي حزمة مزدوجة (Double-bundle ACL reconstruction)
منذ عدة سنوات أقترح بعض الجراحين عمل ثقبين في عظمة الفخذ وأثنين في عظمة القصبة وعمل حزمتين من الأوتار بلا من حزمة واحدة وكان ذلك بناءً على دراسات أثبتت ان الرباط الصليبي الامامي في الركبة الطبيعية يتكون من حزمتين وليس حزمة واحدة. ولكن الى الآن لم يثبت ان هذه الطريقة أفضل من طريقة الحزمة الواحدة بل يعيبها ان الجراحة تتطلب وقتا أطول من الجراحة التقليدية كما تحتاج لجرح إضافي. ولذا لا يزال أغلب الجراحين المتخصصين في جراحة الركبة يقومون بإجراء جراحة الحزمة الواحدة.

3 • إعادة بناء حزمة انتقائية ( Selective bundle reconstruction): اذا وجد دكتور العظام المتخصص في عملية الرباط الصليبي أثناء الجراحة ان هناك جزء محدد فقط من الرباط مقطوع و ان باقي الرباط الصليبي سليم تماما, يمكن عمل إعادة بناء للجزء المقطوع فقط.
تابعونا لمعرفة كل جديد
خياطة الرباط الصليبي المتمزق
حاول الكثير من الجراحين على مدار العقود السابقة، خياطه واصلاح الرباط الصليبي الامامي ولكن الأغلبية العظمى من هذه الجراحات فشل نتيجة حدوث تهتك في انسجه الرباط والياف الكولاجين الموجود به، وأيضًا بسبب تباعد أطراف القطع عن بعضهما البعض.
هناك وسيلة حديثة يمكن استخدامها في خياطة وإصلاح الرباط الصليبي بعد تمزقه، تعرف بتقنية ليغاميز (Ligamys® System) وهي تقنية حديثة. بمساعدة تلك التقنية يتم تثبيت الرباط المتمزق بواسطة دعامات صناعية. تعمل هذه الدعامات على تثبيت الرباط أثناء مراحل العلاج. وبالتالي ثبات المفصل حتى تمام التئام الرباط الصليبي.
تقنية ليغاميز تحافظ على جميع الأعصاب الموجودة بالرباط الصليبي الأصلي، وبالتالي الحفاظ على تحكم المريض بشكل أفضل في جميع الاتجاهات الحركية للركبة. وهو أمر هام بالنسبة للرياضيين. كما أن ما يميز تقنية نظام ليغاميز هو أنه لا يتم إزالة أي أوتار عضلية من جسد المريض لزراعتها بديلاً للرباط. وبالتالي يتجنب المريض الآثار الجانبية لتلك الزراعة مثل الشعور بالألم وضعف العضلات. كما يمكن للمرضى التحميل الكامل على الركبة بعد عدة أيام من إجراء الجراحة. يمكن الإستعانة بتقنية ليغاميز فقط خلال الثلاثة أسابيع الأولى من الاصابة، ويتم إزالة الدعامات الصناعية جراحيًا بعد 6 إلى 9 أشهر من إجراء الجراحة.
ولكن لا زالت نتائج هذه الجراحة في مرحلة الدراسة للتأكد من مدى جدواها على المدى الطويل. وذلك نظرًا لحداثتها، فلم يتم استخدام هذه التقنية إلا عام 2014، أي أن نتائجها بعيدة المدى لم تظهر بعد.
وبالتالي؛ لازالت حتى الان جراحة اعاده بناء الرباط الصليبي الامامي هي الجراحة المثالية لحالات قطع الرباط الصليبي إذا استدعت حاله المريض ذلك.
استخدام الأربطة الصناعية في عملية الرباط الصليبي
حاول العلماء استخدام أنسجة صناعية لبناء الرباط الصليبي الامامي، حتى لا يضطروا الى أخذ أوتار من جسم المريض، وكذلك لاختصار وقت الجراحة. وتم استخدام العديد من المواد في تصنيع هذه الأربطة الصناعية مثل الداكرون وألياف الكربون وبوليمرات مختلفة. ولكن مع الأسف؛ فقد أثبتت الدراسات المُطَوَلة، أن هذه الأربطة وإن كانت تعطي نتائج ممتازة خلال الفترة الأولى بعد الجراحة، فإنها تضعف وتنقطع بمرور الوقت على عكس الانسجة الحية. وبالتالي فلازالت الاوتار المحيطة بالركبة هي المصدر الذي يُعتمد عليه في جراحة إعادة بناء الرباط الصليبي الى أن تظهر النتائج طويلة المدى للأربطة الصناعية الحديثة.
:يتم إجراء جراحة الرباط الصليبي فقط للمرضى الذين يعيشون حياة نشيطة و الذين ثبت بالفحص ان ركبتهم غير ثابتة. لأن إهمال علاج هذه الحالات قد يؤدي الى قطع الغضاريف الهلالية، وحدوث خشونة مبكرة لمفصل الركبة.
بصفة عامة الجراحة ليست عاجلة ويمكن تأجيلها لتلائم الموعد المناسب للمريض. و الى ان يتم إجراء الجراحة ينصح المريض بتجنب الرياضات التى تتطلب تغيير الإتجاهات. ولكن من الافضل المواظبة على الرياضة مثل السباحة او الدراجة الهوائية. وفي حالة وجود قطع مصاحب فى الغضروف الهلالي يمكن تصليحه و خياطته, فمن الأفضل التعجيل بالجراحة.
قبل العلاج جراحي، قد يتم إرسال المريض إلى العلاج الطبيعي. المرضى الذين لديهم تورم شديد بالركبة او كانت الركبة لا تتحرك بمدى حركة كافي في وقت الجراحة. قد يكون لديهم مشاكل في استعادة الحركة بعد الجراحة. و عادة ما يستغرق الأمر ثلاثة أسابيع أو أكثر من وقت الإصابة للوصول إلى نطاق كامل من الحركة.
هذه الجراحة آمنة للغاية اذا قام بإجراءها جراح متخصص عظام متخصص فى عملية الرباط الصليبي. ومضاعفات عملية الرباط الصليبي قليلة الحدوث. كما ان الالم بعد عملية الرباط الصليبي يكون بسيطا. و لا تتطلب هذه الجراحة من المريض المبيت فى المستشفى حيث يستطيع الخروج من المستشفى فى نفس اليوم. وعادة لا يكون هناك الم شديد بعد الجراحة و سيتم وصف أدوية ومسكنات لتجنب حدوث ألم شديد بعد الجراحة. و عادة يختفي الالم بعد اسبوع او اثنين من الجراحة.
تستغرق الجراحه حوالي ساعة (تتراوح عادة ما بين 45 – 60 دقيقة). ولكن قد تطول المدة قليلًا اذا كان هناك إصابات أخرى بالركبة (مثل قطع بالغضروف الهلالي) تحتاج لعلاج. او اذا كان هناك جراحة اخرى مصاحبة لها مثل جراحة استعدال تقوس الساقين
يمكن للسباحة وممارسة الدراجة بعد ستة أسابيع من الجراحة. يبدأ الركض ما يقرب من اثني عشر إلى أربعة عشر أسبوعًا بعد الجراحة.
إلا ان العودة إلى الألعاب الرياضية التنافسية والعنيفة مثل كرة القدم فيكون بعد حوالي 9 شهور من الجراحة
فى نسبة كبيرة من المرضى يكون القطع كاملا و للاسف فالرباط الصليبي الامامي قدرته على الإلتئام محدودة للغاية لعدة أسباب. احد هذه الأسباب ان القطع يكون فى داخل مفصل الركبة والذى يوجد به السائل الزلالي و الذى يحول دون تكون جلطة دموية التى تبدأ عملية الإلتئام فى الأنسجة بصفة عامة.
و بعض حالات القطع الجزئي قد تلتأم بدرجة تؤدي الى ثبات المفصل بصورة كافية و لكن حالات اخرى قد تلتأم فى وضع مترهل مما يؤدي على عدم ثبات المفصل.
فى أغلب الحالات يستطيع المريض المشي على رجله فى اليوم التالي للجراحة بواسطة عكازات مع ارتداء جبيرة ساندة للركبة. و يحدث الالتئام بعد حوالي شهرين من الجراحة و لكن الرجوع لممارسة الرياضات العنيفة مثل كرة القدم تكون بعد 6 – 9 شهور حتى تون العضلات قد أستعادت قوتها.
يمكن اليدء فى ثني الركبة بعد الجراحة مباشرة و لكن الثني الكامل قد يستغرق حوالي شهر للحصول عليه بعد ان يقل التورم الذى يصحب الجراحة.
لا يكون المريض مستعدا لقيادة السيارة الا بعد مرور 6 اسابيع من الجراحة. و لكن اذا كانت الجراحة قد أجريت فى الجهة اليسرى فيمكن قيادة السيارات الاوتوماتيك بعد 3 اسابيع من الجراحة. و عادة يجب أن تكون قادرًا على الوقوف على قدم واحدة لمدة دقيقة واحدة حتى تكون لائقًا للقيادة.
في البداية، سوف تكون على عكازين لمدة سبعة إلى عشرة أيام تقريبًا بعد الجراحة. و بعض الحالات قد تحتاج لإرتداء ركبة داعمة لتوفير الإستقرار للركبة الى ان تعوًد العضلات لقوتها الطبيعية.
يمكن للمريض الذى اجرى جراحة الرباط الصليبي بالمنظار ان يعود لعمله بعد أسبوعين من الجراحة اذا كان عمله مكتبي. و لا يوجد ما يمنع ذهابه لعمله بالعكازات. و لكن اذا رغب فى الذهاب للعمل بدون عكازات فيكون ذلك بعد حوالي 4 اسابيع من الجراحة. اما المرضى الذي يتطلب عملهم صعود و هبوط السلم والمشي لمسافات طويلة, فتكون اجازتهم لمدة 6 اسابيع تقريبا. و تجديد الأجازات يحدده الطبيب المعالج بناءا على الفحص و تحديد مدى قوة العضلات.
لأن القوة التي تؤدي الى تمزق النسيج المعقد لألياف الكولاجين في الرباط الصليبي الأمامي تؤدي الى تهتكه و فصل طرفي القطع عن بعضهما البعض.
فاذا تخيلنا ان الرباط الصليبي مثل الحبل, فعندما يتم شد الحبل فوق طاقته ينقطع نسيجه و يتهتك، و لا يتم فصله الى جزئين سليمين مثلما يحدث لو تم قصه بمقص مثلا. وهذا هو سبب استبدال الرباط الصليبي الأمامي الممزق في أغلب الأحيان (إعادة بنائه) بدلاً من إصلاحه.
ويحدث القطع قرب عظمه الفخذ او قرب عظمه القصبة او في منتصف الرباط. ويصاحب ذلك انسكاب الدم من الاوعيه الدمويه التي تمزقت داخل الرباط لتؤدي الي تورم الركبة وتضخم الرباط الصليبي كما يظهر فى الرنين المغناطيسي. كما يؤدي التمزق الى تباعد طرفي القطع بعيدا عن بعضهما البعض وبالتالي لا تتمكن اجهزه الجسم من اعاده التئام الرباط بشكله الطبيعي. وقد يحدث في بعض الحالات ان يلتئم جزء من الرباط الصليبي الامامي مع جزء من الرباط الصليبي الخلفي المجاور له. و لكن هذا الالتئام يكون عادة ضعيف و لا يحافظ على ثبات الركبة.
وقد حاول الكثير من الجراحين على مدار العقود السابقه خياطه واصلاح الرباط الصليبي الامامي ولكن الاغلبيه العظمى من هذه الجراحات فشل نتيجه حدوث تهتك في انسجه الرباط و الياف الكولاجين الموجود به ونتيجه تباعد اطراف القطع عن بعضهما البعض وبالتالي فلذلك فلازالت حتى الان جراحة اعاده بناء الرباط الصليبي الامامي هي الجراحه المثاليه لحالات قطع الرباط الصليبي اذا استدعت حاله المريض ذلك.
ما هو العمر المناسب لعمل جراحة الرباط الصليبي؟
للأطفال
إذا فشل العلاج الغير جراحي في إعادة ثبات الركبة وتجنب “الخيانة”. يتم اللجوء للخيارات الجراحية لتجنب تدهور حالة الركبة وحدوث إصابات إضافية أخرى بها مثل قطع الغضاريف الهلالية و خشونة المفصل. فقد أظهرت احد الدراسات ان تأخير الجراحة لهؤلاء الأطفال لمدة ستة أشهر، يزيد من فرص حدوث قطع بالغضاريف الهلالية لخمس أضعاف. وقد تم تطوير تقنيات خاصة لإجراء الجراحة في الاطفال للحد من إمكانيات إصابة مراكز النمو اثناء الجراحة. هذه التقنيات تتطلب عمل ثقوب صغيرة بعيدا عن مراكز النمو وليس من خلالها. أو عن طريق تجنب الثقوب تماما وتثبيت الرباط حول العظام.
للبالغين
تم عمل أبحاث لمرضى تتراوح اعمارهم من 40 الى 60 عامًا، اجريت لهم جراحة اعادة بناء الرباط الصليبي الامامي. واظهرت هذه الابحاث ان المرضى الذين يعانون من عدم ثبات الركبة نتيجة هذه الإصابة، والذين كانوا يمارسون الرياضة بصفة منتظمة قد استفادوا من إجراء الجراحة لهم مما ساعدهم على الرجوع لممارسة الرياضة وتجنب حدوث مشاكل اخرى للركبة.
كما ان بحث آخر قد أُجري على مرضى يبلغ متوسط أعمارهم 61 سنة، يمارسون الرياضة ولا يعانون من خشونة بمفصل الركبة وأصيبوا بقطع في الرباط الصليبي الامامي، حيث تم اجراء جراحة لهم لإعادة بناء الرباط الصليبي الامامي ومتابعة حالتهم لمدة 4 سنوات. وأظهرت الدراسة ان أكثر من 80% منهم عادوا الى ممارسة الرياضة دون مضاعفات او مشاكل في الركبة.
وبالتالي، اتجه تفكير العديد من اطباء العظام حول العالم الى ان مدى نشاط المريض ومواظبته على الرياضة. هو عامل أهم من عامل السن في تحديد المرضى الذين سيستفيدون من جراحة إعادة بناء الرباط الصليبي الامامي.
قطع الرباط الصليبي مع تقوس الساق
اذا كان هناك تقوس في الساق التي بها قطع في الرباط الصليبي فلابد من اجراء عملية استعدال وتصليح التقوس الساق قبل او اثناء جراحه الرباط الصليبي حيث ان عدم تصليح التقوس يؤدي الى فشل جراحه الرباط الصليبي الامامي بعد فتره وتجدد الإصابة به كما انه يساعد على حدوث خشونة في مفصل الركبة.
ومن الافضل ان تتم جراحه استعدال التقوس مع جراحه الرباط الصليبي في نفس العملية فذلك يعطي أفضل نتيجة للمريض ويساعد على الحفاظ على الرباط الجديد.
جراحة الرباط الصليبي لكبار السن
هل اذا أصيب احد كبار السن بقطع فى الرباط الصليبي يتطلب ذلك إجراء جراحة له ام يتم الإكتفاء بعمل تمارين تقوية لعضلات الفخذ. فعلى سبيل المثال اذا كان هناك امرأة فى الخمسينات من عمرها و مواظبة على ممارسة الرياضة و أصيبت بقطع الرباط الصليبي الامامي, فهل إجراء الجراحة لها سيكون مفيدا لها؟
عادة ما كانت جراحة إعادة بناء الرباط الصليبي الامامي تتم للمرضى المصابين من سن المراهقة و حتى الثلاثينات من عمرهم و لا سيما فى الرياضيين منهم. و لكن مع حلول عام 2011 تم نشر مجموعة من الأبحاث لمرضى تتراوح اعمارهم من 40 الى 60 عاما اجريت لهم جراحة اعادة بناء الرباط الصليبي الامامي. و اظهرت هذ الدراسات ان االمرضى الذين يعانون من عدم ثبات الركبة نتيجة هذه الإصابة و الذين كانوا يمارسون الرياضة بصفة منتظمة قد استفادوا من إجراء الجراحة لهم مما ساعدهم على الرجوع لممارسة الرياضة و تجنب حدوث مشاكل اخرى للركبة.
و مؤخرا نشر بحث أجري على مرضى يبلغ متوسط أعمارهم 61 سنة يمارسون الرياضة و لا يعانون من خشونة الركبة و أصيبوا بقطع فى الرباط الصليبي الامامي, حيث تم اجراء جراحة لهم لاعادة بناء الرباط الرباط الصليبي الامامي و متابعة حالتهم لمدة 4 سنوات. و أظهرت الدراسة ان اكثر من 80% منهم عادوا الى ممارسة الرياضة دون مضاعفات او مشاكل فى الركبة.
و بالتالي اتجه تفكير العديد من اطباء العظام حول العالم الى ان مدى نشاط المريض و مواظبته على الرياضه هو عامل أهم من السن فى تحديد المرضى الذين سيستفيدون من جراحة إعادة بناء الرباط الصليبي الامامي.
تكلفة عملية الرباط الصليبي الأمامي
تعتبر هذه الجراحة متوسطة التكلفة، نظرا لاستخدام المنظار بها واستهلاك مستلزمات لتثبيت الرباط الجديد مثل المسامير ذاتية الذوبان. وتتفاوت تكلفة العملية من دولة الى أخرى ومن مستشفى الى أخرى. ويقوم الطبيب بتحديد التكلفة بعد فحص المريض والاطلاع على أشاعته، وذلك لتحديد الأسلوب الأمثل لإجراء الجراحة ومستلزماتها وبالتالي تكلفتها.
تعليمات ما بعد الجراحة وإعادة التأهيل
عادة ما يخرج المريض الذي تم إجراء عملية الرباط الصليبي له من المستشفى في نفس يوم الجراحة أو في اليوم الذي يليه. ويتم إعطاء المريض مسكنات لمساعدته على تجنب الم العملية الجراحية. ويسمح للمريض بالمشي على قدميه في اليوم التالي للجراحة مع ارتداء ركبة لا تسمح بأي درجة إنثناء للركبة، والإرتكاز على عكازات أثناء المشي. على أن يترك العكازات بعد فترة أسبوعين تقريبا ويمشي بصورة طبيعية مرتديا ركبة خاصة. ويعود معظم المرضى لممارسة الرياضة بصورة طبيعية بعد مرور حوالي 6 شهور من الجراحة. وخلال هذه الشهور يجب على المريض الإلزام بالتمارين التي يصفها له الطبيب المعالج والتي تساعد المريض على استعادة قوة عضلاته والتوافق العضلي العصبي حيث ان ذلك يجنب المريض رجوع الإصابة له عند عودته لممارسة الرياضة مرة اخرى.

أسباب فشل جراحة الرباط الصليبي
عادة ما يخرج المريض الذي تم إجراء عملية الرباط الصليبي له من المستشفى في نفس يوم الجراحة أو في اليوم الذي يليه. ويتم إعطاء المريض مسكنات لمساعدته على تجنب الم العملية الجراحية. ويسمح للمريض بالمشي على قدميه في اليوم التالي للجراحة مع ارتداء ركبة ساندة ومعاونة عكازات على أن يترك العكازات بعد فترة أسبوعين تقريبا ويمشي بصورة طبيعية مرتديا ركبة خاصة. ويعود معظم المرضى لممارسة الرياضة بصورة طبيعية بعد مرور حوالي 6 شهور من الجراحة. وخلال هذه الشهور يجب على المريض الإلزام بالتمارين التي يصفها له الطبيب المعالج والتي تساعد المريض على استعادة قوة عضلاته والتوافق العضلي العصبي حيث ان ذلك يجنب المريض رجوع الإصابة له عند عودته لممارسة الرياضة مرة اخرى.
وهناك عدة أسباب لفشل جراحة الرباط الصليبي يمكن تقسيمها الي ثلاث مجموعات على حسب سبب المشكلة التي تستدعي إجراء جراحة اخرى.
1. عدم ثبات الركبة
إذا حدث بمرور الوقت عدم ثبات لمفصل الركبة واستمرار الخيانة أثناء الحركة والجري وتغيير الاتجاه، فذلك قد يستدعي اعادة اجراء الجراحة مرة أخرى. وهناك عدة أمور قد تؤدي الى قطع الرباط مرة اخرى او على الاقل تمدده بصورة تحول بينه وبين أداء وظيفته المطلوبة. ومن أسباب ذلك:
1. التعجيل بتمارين إعادة التأهيل بصورة غير متناسبة مع تفاصيل الجراحة، سن المريض وقوة عضلاته وتعجل المريض بالعودة لممارسة الرياضة قبل اكتمال تأهيله بصورة كافية. وهذا قد يؤدي بمرور الوقت الى قطع الرباط الصليبي الجديد او استطالته.
٢. وجود خطأ في الجراحة نفسها مثل عدم تثبيت الرباط الجديد في وضع سليم. مما يؤدي الى وجود تحميل شديد على الرقعة وهو ما يؤدي بمرور الوقت الي تلف الرباط الجديد.
٣. وجود اصابات مصاحبة لقطع الرباط الصليبي الامامي لم يتم تشخيصها وعلاجها مما يؤدي بمرور الوقت إلى زيادة التحميل على الرباط الجديد. وانقطاع اوسطها ومثال على ذلك وجود تقوس في الساق، أو وجود قطع في أحد الاربطة الجانبية.
٤. ضعف تثبيت الرباط الجديد بصوره قوية في عظمتي الفخذ والقصبة. مما يؤدي الى تحرك الرقعة من موضعها وعدم قيامها بوظيفتها المطلوبة. او تثبيت الرقعة في وضع مرتخي.
٥. عدم التئام الرقعة مع العظام، وذلك قد يكون نتيجة حدوث التهابات صديدية بعد الجراحة، او حدوث حركات عنيفة بصورة مبكرة.
2. استمرار الألم بعد جراحة الرباط الصليبي
إذا استمر وجود الالم بعد جراحة الرباط الصليبي فذلك يمنع المريض من مزاولة نشاطه بصورة طبيعية. وهناك عدة أسباب لحضور الم واستمراره بعد الجراحة مثل: حدوث خشونة في مفصل الركبة بمرور الوقت او حدوث التهابات صديدية بعد الجراحة، او عدم علاج مشاكل اخرى في مفصل الركبة مثل قرح غضاريف الركبة والتي قد تصاحب إصابة الرباط الصليبي.
وهذه الامور يجب علاجها بصوره سليمه. حتى يتمكن المريض من العودة لممارسة نشاطه الطبيعي بدون الم ويستفيد من الجراحة التي قام بإجرائها.
3. تيبس مفصل الركبة
هذا الامر قد يحدث نتيجة وجود التصاقات داخل الركبة او حولها بعد الجراحة، مما يؤدي الى عدم رجوع حركة المفصل للمدى الكامل له. وغالبا ما يتم علاج ذلك بواسطة العلاج الطبيعي ولكن في بعض الحالات قد يتم اللجوء لإجراء منظار مرة أخرى لفك الالتصاقات التي تكونت داخل المفصل وتحريك الركبة بصورة كاملة.
References:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5982687/
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/29852516https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5937439/