أسباب آلام الكاحل
يُعد مفصل الكاحل أحد أكبر مفاصل الهيكل العظمي ، وله أهمية كبيرة تتمثل في دعم وتوازن الجسم خاصة اثناء الحركة. وهناك عدة اسباب قد تؤدي الى الإصابة بآلام في مفصل الكاحل، وتنقسم هذه الأسباب إلى حدوث أمراض أو إصابات تصيب عظام الكاحل أو الأربطة أو الأوتار أو حتى حدوث التهابات في المفصل.
لعلاج ألم مفصل الكاحل لا بد من التوصل الى السبب الرئيسي الذي ينتج عنه الألم، ويصل الطبيب إلى التشخيص المثالي للألم بعمل الفحص الاكلينيكي السريري وفي بعض الحالات قد يحتاج إلى عمل الأشعات سواء الأشعات السينية أو الأشعات المقطعية أو حتى الرنين المغناطيسي.
وتتمثل أسباب آلام الكاحل في:
أمراض تصيب مفصل الكاحل
النقرس – (Gout)
النقرس هو احد اشكال الالتهابات التي تصيب المفاصل بشكل عام ومن الوارد ان يصيب مفصل الكاحل. وينتج عن النقرس الم شديد مصاحب بتورم في الكعب او في القدم وبخاصة الاصبع الاكبر، حيث تتراكم بلورات حمض اليوريك حول المفصل والأنسجة الرخوة المحيطة بمفصل الكاحل مسببة آلامًا شديدة.
قد يصاحب الأم الناتج عن النقرس سخونة في منطقة الكاحل بالإضافة إلى احمرارها، كما أنه مع الوقت قد يحدث تصلب في الكاحل ويصعب على المريض تحريك قدمه بشكل عام.
وتنقسم مراحل تطور النقرس الى 4 مراحل وهم:
- فرط حمض اليوريك في الدم.
- نوبات النقرس الحادة.
- فترة ما بين النوبات
- النقرس المزمن.
يمكنك القراءة عن كل مرحلة على حدى من هنا. يتم تشخيص مرض النقرس من خلال الفحص الاكلينيكي ومراجعة التاريخ المرضي للمريض المصاب بالنقرس.
كما قد يقوم الطبيب بطلب تحليل لمعرفة نسبة حمض اليوريك في الدم، أو قد يقوم باستخراج عينة من السائل المحيط بمفصل الكاحل المصاب والذي يشبه تمامًا بذل الركبة لتحليل السائل وبيان وجود ترسبات حمض اليوريك به من عدمها.
ويعتمد العلاج على المرحلة التي وصل إليها مرض النقرس فإما يكون علاج دوائي مثل دواء الكولشيسين وذلك لتقليل الم المفاصل او مضادات الالتهابات اللاستيرودية مثل النابروكسين ، أو تكون ادوية للحد من انتاج حمض اليوريك او التخلص منه.
أما عن العلاج الغير دوائي فنوصي بشرب كميات وفيرة من المياه و الحد من استهلاك المشروبات التي تحتوي على قدر كبير من السكريات أو المشروبات الكحولية بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي متوازن.
التهاب المفصل الصديدي – Pericarditis
هو إلتهاب يحدث نتيجة العدوى ببكتيريا (جرثومة)، وغالبًا ما تكون العدوى غير مباشرة، وذلك نتيجة إنتقال العدوى عن طريق الدم او مباشرة عن طريق جرح قريب من مفصل الكاحل.
وفي حالة اصابة المريض بالتهاب بالمفصل الصديدي قد يعاني المريض من وجود ألم و تورم واحمرار في مفصل الكاحل، وفي بعض الاحيان يصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة المريض.
و يتم التشخيص عن طريق الفحص السريري ، وقد يحتاج الطبيب أخذ عينة من السائل الزلالي من المفصل بإستخدام ابره و تحليل هذه العينة وذلك للكشف عن وجود اي بكتيريا و عمل مزرعة لمعرفة نوع المضاد الحيوي المناسب للعلاج.
يحتاج المريض أثناء العلاج الى الراحة للمساعدة على استشفاء مفصل الكاحل، كما يحتاج للتغذية الجيدة لتحسين مناعة جسم المريض.
اما عن العلاج ففي الاغلب يكون مضاد حيوي يتم وصفه حسب نتيجة المزرعة وتقييم الطبيب. يمكنك القراءة اكثر عن التهابات المفاصل الصديدي من هنا..
قصور الوتر الظنبوبي الخلفي – Posterior tibial tendon dysfunction (PTTD)
يعد قصور الوتر الظنبوبي الخلفي أحد أكثر مشكلات القدم والكاحل شيوعًا والذي يظهر عند التهاب أو تمزق الوتر الظنبوبي الخلفي مما يؤدي إلى ظهور مشكلة أخرى وهي تسطح القدم المكتسب.
وتختلف الأعراض حسب درجة قصور الوتر منها الشعور بالألم داخل القدم والكاحل بالإضافة إلى التورم في منطقة الكعب، ومع تطور المرض قد يتغير اتجاه مشط وأصابع القدم للخارج بينما يلتف الكاحل نحو الداخل.
وهناك بعض العلامات التي تدل على وجود قصور الوتر الظنبوبي الخلفي مثل :
- تورم بطول الوتر من أسفل الساق حتى القدم ومرورًا بالكاحل
- تغير في شكل القدم
- القدرة على رؤية أصابع القدم عند النظر للكعب من الخلف والذي لا يظهر في الطبيعي في القدم السليمة
وفي التشخيص يختبر الطبيب مرونة القدم ومدى مجال حركتها على الجانبين ، كما يقوم الطبيب باختبار مجال حركة الكاحل كما قد يطلب بعض الأشعات بالاضافة الى معرفة تاريخه المرضي.
تختلف مراحل قصور الوتر الظنبوبي كما تتعدد انواع العلاج من علاج تحفظي إلى تدخل جراحي وغيره تبعًا للحالة، لذا يمكنك القراءة بشكل مفصل عن قصور الوتر الظنبوبي الخلفي من هنا.
التهاب العظام والغضروف السالخ
التهاب العظام والغضروف السالخ هو مرض يحدث عندما تبدأ أطراف أحد العظام في الانفصال عما حولها من عظام وغضاريف نتيجة لنقص أو عدم وصول الدم إلى هذه المنطقة مسببًا عدم وصول الغذاء اللازم للمفصل والعظام.
أكثر المفاصل تعرضًا لالتهاب العظام والغضروف السالخ هو مفصل الركبة، ولكن في بعض الأوقات قد يظهر التهاب العظام والغضروف السالخ في مفصل الكاحل.
يسبب التهاب العظام والغضروف السالخ آلام شديدة في منطقة الكاحل بالإضافة إلى تورم وانتفاخ هذه المنطقة، كما قد يسمع المريض صوت طقطقة “فرقعة” بمفصل الكاحل”.
على الأغلب تقوم العظام بإصلاح نفسها من تلقاء نفسها، بالإضافة إلى ذلك قد يلجأ المرضى إلى تجبير منطقة الكاحل واستخدام العكازات أثناء الحركة والمحاولة من الحد من الحركة والتمارين الرياضية حتى تقوم العظام بالاستشفاء والالتئام.
يقوم الطبيب بالتدخل الجراحي لتخفيف التورم والألم في عدة حالات منها فشل الطرق التحفظية لعلاج الالتهاب أو إذا كانت شظايا العظام قد انفصلت بشكل كامل وكان حجمها أكبر من 1 سم.
هناك عدة جراحات يمكن إجرائها لعلاج التهاب العظام والغضروف السالخ منها تثبيت الشظية في العظام عن طريق الشرائح والمسامير. حفر في العظام الموجودة في المفصل المصاب لخلق طرق جديدة للأوعية الدموية لضمان توصيل الدم والغذاء اللازم للمفصل أو عن طريق استبدال المنطقة التالفة من العظام بقطعة جديدة من العظم والغضاريف. يمكنك القراءة أكثر عن التهاب العظام والغضروف السالخ من هنا.
خشونة (تآكل) مفصل الكاحل – Ankle osteoarthritis
غالبًا ما تصيب خشونة مفصل الكاحل صغار السن بعد الحوادث أو إصابات كرة القدم والتي بدورها تؤدي الى تآكل في مفصل الكاحل وتكون مصحوبة بألم شديد في الكاحل مع تورم بسيط.
كما أنه من الممكن أيضًا أن يؤدي الروماتيزم والنقرس والسمنة “زيادة التحميل على مفصل الكاحل” إلى تآكل المفصل والإصابة بالخشونة.
ومن الأعراض التي قد تدل على خشونة مفصل الكاحل: سخونة المفصل وعدم القدرة على المشي لفترة طويلة ومسافات بعيدة بالإضافة إلى الألم الشديد الناتج بعد اي مجهود بدني، واحيانًا قد يصبح الكاحل متيبس ومتصلب ويشعر المريض بعدم القدرة على تحريكه نهائيًا.
ولتشخيص خشونة مفصل الكاحل يقوم الطبيب بالفحص السريري ومتابعة تاريخه المرضي بالإضافة الى السؤال اذا كان المريض يشعر بالراحة عند القيام بنشاطات معينة بالإضافة الى فحص المفصل نفسه و تقييم مدى حركته وأماكن الألم به.
وعادة ما يلجأ الأطباء أولا إلى العلاج التحفظي حيث ينصح الأطباء بتقليل الوزن لتقليل الحمل الواقع على مفصل الكاحل وذلك في حالات الخشونة البسيطة مع الحرص على القيام بالعلاج الطبيعي ووضع لاصقات الحرارة.
و مع حالات الخشونة المتوسطة قد يلجأ الطبيب إلى حقن الخلايا الجزعية والتي تساعد في تسريع عملية الالتئام واستشفاء الغضاريف ، أما عن الحالات المتقدمة فلا بديل عن التدخل الجراحي. لمعرفة اكثر عن خشونة مفصل الكاحل اقرأ من هنا.
إصابات مفصل الكاحل
التواء الكاحل – Ankle sprains
تحدث اصابة التواء الكاحل عند تعرض واحد أو أكثر من أربطة الكاحل للتمدد المفرط أو التمزق والتي من وظائفها الإحاطة وربط عظام الساق والقدم عند التقاءهما لتكوين مفصل الكاحل.
وتحدث الإصابة عند لف الكاحل بصورة مفاجئة مما يؤدي لتمدد الأربطة بصورة أكبر من قدرتها الطبيعية على التمدد، وفي حالة تعرض الكاحل للالتواء تظهر بعض هذه الأعراض منها تورم الكعب ، فكلما كانت درجة الالتواء كبيرة ازداد التورم، كما قد تظهر بعض الكدمات ويتغير لون الكاحل الى اللون الأزرق.
وأثناء التشخيص يقوم الطبيب بمحاولة تحريك الكاحل للتحقق من نطاق حركته بعد الإصابة و مدى ثبات المفصل. كما سيقوم الطبيب بفحص وتر أكيلس لمعرفة ما إذا كان قد أُصيب أم لا.
وتتفاوت درجات الالتواء ولكل منها طريقة علاج تختلف عن الأخرى، يمكنك القراءة عن درجات التواء الكاحل وعلاجه من هنا.
كسور الكاحل – Ankle fractures
كسور الكاحل من أكثر الكسور تعقيدًا و تتراوح حدة كسور الكاحل من حالة لأخرى، فقد تقتصر الإصابة على الشرخ أو الكسر وقد تصل إلى الكسر المفتوح وهو اقتران كسر العظام باختراقها للجلد بالإضافة الى الكسور الاجهادية
ومن ضمن اسباب حدوث كسور بالكاحل السقوط بعد القفز أو التعرض للعرقلة أو السقوط أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية أو دوران الكاحل والتفافه بصورة شديدة ومفاجئة.
تتشابه أعراض كسور الكاحل مع أعراض التواء الكاحل إلى حدٍ كبير وهي تورم الكاحل والشعور بألم شديد في الكعب بالإضافة الى تغير لون الكاحل الى الازرق، وفي بعض .الحالات قد يحدث نتوء العظام خارج الجلد خاصة في حالة الكسر المفتوح
وتختلف انواع الكسور فمنها كسر الكعب الوحشي وهو أكثر كسور الكاحل انتشارًا وكسر الكعب الانسى وكسر ميزونوف و كسر يماثل كسر الكعبين وغيرهم.
يتم علاج الكسور بالطريقة المناسبة بعد الفحص تبعًا للحالة وشدة الكسر ونوعه ، لتعرف اكثر عن كسور الكاحل اقرأ من هنا.