من المعروف ان التدخين يسبب مضاعفات كثيرة لصحتنا. و التدخين لا يؤثر فقط على حياة المدخن، ولكن أيضا على حياة أولئك الذين يتعرضون للتدخين السلبي بجوارهم.
والتحذير الموجود على علبة السجائر يقول أن التدخين قد يسبب سرطان الرئة. أما ما لا يذكره التحذيرفهو أن دخان السجائر به العديد من المواد الكيميائية مثل النيكوتين وأول أكسيد الكربون، وسيانيد الهيدروجين. و هذه المواد الكيميائية تنتقل من الرئتين إلى مجرى الدم ثم الى باقي أعضاء الجسم و منها العظام و المفاصل و العضلات حيث تؤدي هذه السموم الى المخاطر التالية:
- في كل عام تتسبب كسور مفصل الفخذ فى السيدات الى وفيات أكثر من تلك الناتجة عن سرطان الثدي. و يعتبر التدخين من العوامل التى تؤدي الى الإصابة بمرض هشاشة العظام. و قد وجد أن كبار السن المدخنين هم 35٪ أكثر عرضة للكسر من غير المدخنين. فالتدخين يضعف العظام بعدة طرق، منها:
- أنه يقلل تدفق الدم إلى العظام، كما هو الحال في العديد من أنسجة الجسم الأخرى.
- النيكوتين في السجائر يؤدي إلى إبطاء إنتاج الخلايا المكونة للعظام و بالتالي تقل كمية العظام بالجسم.
- التدخين يقلل من امتصاص الكالسيوم من الغذاء. والكالسيوم ضروري لتكوين العظام، و بالتالي تكون العظام ضعيفة.
- التدخين يساعد على تكسيرهرمون الاستروجين في الجسم. و الاستروجين مهم لبناء والحفاظ على هيكل عظمي قوي.
- التدخين يؤثر أيضا على الأنسجة الهيكلية الأخرى مثل الأوتار و العضلات مما يزيد من مخاطر الإصابة والمرض.
- فنسبة إصابات عضلات الكتف لدى المدخنين تقارب ضعفي تلك لدى غير المدخنين، و ذلك ناتج عن ضعف الأوتار لدى المدخنين.
- المدخنين مرة و نصف أكثر عرضة للإصابة بإلتهابات الأوتارمن غير المدخنين.
- ويرتبط التدخين أيضا مع زيادة الشكوى من آلام أسفل الظهر ومرض الروماتويد.
- المدخنين لديهم فرصة أكبر للإصابة بمرض الذئبة الحمراء و هو من أمراض المناعة الذاتية يؤدي الى حدوث تقرحات بالجلد والتهاب المفاصل، وفقر الدم، وغالبا ما تؤثر على الكلى والطحال وأعضاء أخرى مختلفة.
- التدخين له تأثير ضار على الكسور والتئام الجروح. فمادة النيكوتين تسبب نقصا في تدفق الدم إلى جميع الأنسجة في جسم الإنسان. و تدفق الدم بصورة سليمة أمر حيوي لالتئام الجروح و الكسور و بالتالي فإن الكسور تستغرق وقتا أطول للشفاء لدى المدخنين. كما أن معدل حدوث المضاعفات بعد الجراحة – مثل التئام الجروح والإلتهابات الصديدية – فى المدخنون أكثر من غير المدخنين.
- كما تشير الدراسات إلى أن الأمهات الذين تعرضوا لدخان السجائر أكثر عرضة لإنجاب أطفالا ذوو أوزان منخفضة يعانون من تأخر نمو العظام.
- التدخين له تأثير على معدل إجراء جراحة تركيب مفصل ركبة صناعي،
في دراسة نشرت مؤخرًا وجد الأطباء إنه تم تركيب مفصل ركبة صناعي فى 27 شخص من كل 1,000 شخص أقلع عن التدخين ، وعلى الجانب الآخر من كل 1000 شخص مدخن يحتاج 17 شخص فقط أنهم يعملوا تغيير مفصل الركبة.
هل هذا يعني أن التدخين يجنبك إجراء جراحة مفصل الركبة الصناعي؟
في الحقيقة، هذا الاعتقاد خاطئ. فعند تحليل الأطباء للنتيجة المفاجئة لهذه الدراسة، وجد الأطباء أن الأمر متعلق بزيادة الوزن و ان الذين تم اجراء الجراحة لهم هم الذين زاد وزنهم بعد الإقلاع عن التدخين. فمن المعروف أن أغلب من يقلعوا عن التدخين يعانوا من زيادة سريعة في الوزن، ذلك لأن مادة النيكوتين الموجودة في السجائر تسرع من عملية التمثيل الغذائي وبالتالي يتم حرق الدهون بشكل أسرع ويزيد النيكوتين من كمية السعرات الحرارية التي يستهلكها جسمك أثناء الراحة بحوالي 7٪ إلى 15٪. بالإضافة إلى ذلك، السجائر تقلل الشهية، ولذلك عند الإقلاع عن التدخين قد تشعر بالجوع كما أنك قد تشتهي الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية لتحل محل السجائر.
ولذلك من الأفضل بعد التوقف عن التدخين أن تتجنب الزيادة في الوزن التي تعد عامل أساسي في الإصابة بخشونة الركبة وزيادة التحميل على المفاصل واللجوء لجراحة تركيب مفصل الركبة الصناعي. للمحافظة على وزنك بعد الإقلاع عن التدخين، ننصحك بالنوم بشكل جيد وممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي سليم وتناول العلك (اللبان) بدون سكر للتغلب على الرغبة في معاودة شرب السجائر مرة أخرى
و لذا أدعو كل القراء أن يناشدوا أصدقائهم و أحبائهم من المدخنين للتوقف عن التدخين فى أقرب وقت حفاظا على صحتهم و صحة من حولهم.