التعافي ما بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي: دليل شامل لإعادة التأهيل
لطالما كانت إصابات الركبة من الإصابات الشائعة بين الرياضيين وغير الرياضيين على حد سواء. ومن بين إصابات الركبة الخطيرة، تمزق الرباط الصليبي الأمامي والذي يحتاج لفترة تمتد لشهور للعلاج والتعافي ما بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي.
في هذا المقال، سنتعرف على ما بعد جراحة الرباط الصليبي، وأهم النصائح بعد عملية الرباط الصليبي، بالإضافة إلى العلاج الطبيعي بعد عملية الرباط الصليبي ومدة ثني الركبة بعد عملية الرباط الصليبي.
نظرة عامة على إصابة وجراحة الرباط الصليبي
ينقطع أو يتمزق هذا الرباط المهم في مفصل الركبة بسبب حركة دورانية فجائية أو إصابة مباشرة أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية مثل كرة القدم أو السلة.
وتشمل أعراض تمزق الرباط الصليبي الأمامي ألماً شديداً في الركبة عند حدوث الإصابة مع تورم وعدم استقرار في المفصل. كما قد يشعر المريض بعدم ثبات و خيانة الركبة.
ولتشخيص هذه الإصابة، يجب إجراء فحص سريري شامل من قبل جرّاح العظام مع اختبارات مثل اختبار لاكمان Lachman Test.
كما قد يلزم إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على صورة واضحة للرباط الممزق.
وقد ينصح جرّاح العظام بإعادة بناء الرباط الصليبي من خلال جراحة ترميمية تسمى جراحة إعادة بناء الرباط الصليبي.
وفي هذه الجراحة، يتم وضع رباط جديد مكان الرباط التالف لاستعادة وظيفة واستقرار الركبة. ويمكن استخدام جزء مأخوذ من الوتر الرضفي او احد اوتار الفخذ للمريض نفسه.

و بعد الجراحة، يبدأ المريض برنامج إعادة تأهيل طويل لاستعادة قوة وحركة الركبة ووظيفتها. وقد يشمل ذلك العلاج الطبيعي لعدة أشهر. ومن المهم الالتزام بتعليمات الطبيب وأداء التمارين بانتظام لضمان تعافٍ ناجح.
ومع التقدم في التقنيات الجراحية والعلاج الطبيعي، أصبح معدل نجاح جراحات إعادة بناء الرباط الصليبي مرتفعًا جدًا.
حيث يتمكن حوالي 90٪ من المرضى من استعادة نشاطهم ووظائف الركبة بالكامل بعد التعافي.

مراحِل تعافي ما بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي
تُقسم مراحل التعافي بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي إلى خمس مراحل رئيسية، تختلف فيها الأهداف والإجراءات المتبعة.
المرحلة الأولى: ما بعد الجراحة مباشرةً (الأيام 1-3)
بعد الخضوع لعملية إعادة بناء الرباط الصليبي، يبقى المريض تحت الملاحظة لبضع ساعات قبل العودة إلى المنزل. في هذه المرحلة، من الضروري اتباع الإرشادات التالية:
- السيطرة على الألم والتورم: يُنصح باستخدام كمادات الثلج بانتظام ورفع الركبة لتقليل التورم.
- تناول المسكنات الموصوفة: لتخفيف الألم خلال الـ 48 ساعة الأولى.
- استخدام العكازات: لمنع الضغط على الركبة في الأيام الأولى.
- بدء التمارين الخفيفة: مثل تحريك الكاحل وأصابع القدم لتحفيز الدورة الدموية ومنع تجلط الدم.
- رفع الركبة: وضع الساق المصابة على وسادة أو كرسي.
بعد 10-14 يومًا، تتم إزالة الغرز الجراحية، ويبدأ المريض في تحريك الركبة تدريجيًا.
المرحلة الثانية: التحكّم بالألم واستعادة الحركة (الأسبوع 1-2)
- تخفيف الألم والتورم باستخدام الثلج.
- بدء تمارين شد العضلات الرباعية وتمديد الركبة.
- استخدام أجهزة الدعم مثل الجبيرة إذا أوصى بها الطبيب.
المرحلة الثالثة: استعادة مرونة الركبة وزيادة المدى الحركي (الأسبوع 2-6)
في هذه المرحلة، يهدف العلاج الطبيعي إلى زيادة مدى حركة الركبة تدريجياً، من خلال:
- المشي لمسافات قصيرة بدون إجهاد.
- القيام بتمارين تقوية العضلات الخفيفة مثل تمرين شد العضلات الخلفية للفخذ.
- العمل على زيادة درجة ومدة ثني الركبة بعد عملية الرباط الصليبي تدريجياً حتى الوصول إلى 90 درجة.
المرحلة الرابعة: تقوية العضلات واستعادة التوازن (الأسبوع 6-12)
تزداد التمارين تحدّياً لتقوية العضلات بشكلٍ أكبر وتحسين التوازن والتنسيق. قد تتمكن من العودة للأنشطة اليومية الاعتيادية، لكن تجنّب الأنشطة الرياضية عالية التأثير.
تشمل الأنشطة المسموح بها في هذه المرحلة ما يلي:
- زيادة شدة التمارين لتحسين قوة العضلات حول الركبة.
- التدرج في تمارين التوازن والتنسيق.
- بدء تمارين المقاومة تحت إشراف مختص.
المرحلة الخامسة: العودة إلى الأنشطة اليومية والرياضية (الأشهر 3-6)
يمكنك البدء تدريجياً بالأنشطة الرياضية الخفيفة والمتوسطة تحت إشرافٍ طبي ورياضي متخصّص.
تشمل الأنشطة المسموح بها في هذه المرحلة ما يلي:
- الجري لمسافات قصيرة.
- السباحة.
- ركوب الدراجة.
وتهدف هذه المرحلة إلى:
- استعادة القوة العضلية بنسبة 80-90٪
- مقارنةً بالرجل السليمة
- تحسين التوازن والاستقرار الوظيفي للركبة
- الاستعداد للعودة إلى الرياضة
- الأنشطة ذات التحمل العالي.
ويواصل المريض ممارسة التمارين وزيارة العيادة لقياس مدى التقدم حتى الشفاء الكامل خلال 9-12 شهر.

أهمية العلاج الطبيعي بعد عملية الرباط الصليبي
يُعد العلاج الطبيعي بعد عملية الرباط الصليبي الركيزة الأساسية للتعافي الناجح، حيث يساعد على:
- استعادة قوة العضلات المحيطة بالركبة.
- تحسين المرونة والحركة الطبيعية للمفصل.
- منع المضاعفات مثل التيبّس أو ضعف العضلات.
ينصح بالالتزام بجلسات العلاج الطبيعي الموصى بها من قبل الطبيب، والتي تبدأ في الأسابيع الأولى بعد الجراحة وتستمر حتى تحقيق الشفاء التام.
نصائح بعد عملية الرباط الصليبي لضمان تعافٍ أسرع
- الالتزام بخطة العلاج الطبيعي: تجنب التمارين العشوائية واتباع إرشادات المعالج الفيزيائي.
- عدم تحميل الوزن الزائد على الركبة: استخدام العكازات في المراحل الأولى.
- الحفاظ على نظافة الجرح: تجنب الالتهابات من خلال مراقبة مكان الجراحة.
- اتباع نظام غذائي متوازن: تناول الأطعمة الغنية بالبروتين والكالسيوم لتعزيز التئام الأنسجة.
- الراحة الكافية والنوم الجيد: لضمان تعافي الأنسجة بشكل مثالي.
- المتابعة المستمرة مع الطبيب: لضمان تقدم العلاج بشكل صحيح وتجنب أي مضاعفات.
مدة ثني الركبة بعد عملية الرباط الصليبي: متى يمكنني استعادة الحركة؟
تعتمد مدة ثني الركبة بعد عملية الرباط الصليبي على مدى استجابة المريض للعلاج الطبيعي، ولكن عادةً:
- في الأسبوع الأول: يتم تحريك الركبة بلطف حتى 30-40 درجة.
- بحلول الأسبوع الرابع: تصل درجة الثني إلى 90 درجة.
- بعد 8-12 أسبوعًا: يكون المدى الحركي الطبيعي قد اقترب من التمام.
يجب تجنب التمارين العنيفة والضغط الزائد على الركبة خلال هذه الفترة لضمان تعافٍ آمن.
متى يمكن العودة إلى الرياضة بعد الجراحة؟
يعتمد توقيت العودة إلى الرياضة على مدى تحسن قوة العضلات واستقرار الركبة، وعادةً ما يكون كالتالي:
- الجري الخفيف: بعد 3-4 أشهر.
- الرياضات التي تتطلب تغييرات مفاجئة في الاتجاه مثل كرة القدم أو السلة: بعد 9-12 شهرًا وبموافقة الطبيب.
ختامًا
يعد التعافي بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي رحلة تحتاج إلى الصبر والالتزام بتعليمات الطبيب وبرنامج التأهيل لضمان استعادة الحركة الطبيعية للركبة.
من خلال اتباع العلاج الطبيعي بعد عملية الرباط الصليبي والالتزام بأهم النصائح بعد عملية الرباط الصليبي، يمكنك تحقيق تعافٍ ناجح والعودة إلى أنشطتك اليومية والرياضية بثقة.
مقالات ذات صلة
نصائح بعد عملية الرباط الصليبي
تمرينات بعد جراحة الرباط الصليبي
أهم الأسئلة حول عملية الرباط الصليبي
أسئلة وأجوبة شائعة حول إعادة تأهيل الرباط الصليبي الأمامي
يخف الألم تدريجيًا خلال أول أسبوعين بعد العملية، ويستمر التحسن مع العلاج الطبيعي واستخدام المسكنات حسب توجيهات الطبيب.
في الأيام القليلة الأولى، ينصح بعدم وضع أي وزن على الرجل واستخدام العكازات للمشي. بعد أسبوعين، يسمح تدريجياً بالوقوف مع دعم جزئي للوزن ثم المشي مع دعامة واحدة.
يتم ذلك تدريجيًا تحت إشراف الطبيب أو أخصائي العلاج الطبيعي، بدءًا من تمارين بسيطة مثل تحريك الركبة بلطف وهي ممدودة، ثم زيادتها تدريجيًا باستخدام أجهزة الحركة السلبية (CPM) أو تمارين محددة.
يحتاج الرباط الجديد إلى 3-6 أشهر ليبدأ في الالتئام بشكل قوي، لكن الشفاء التام واستعادة القوة الطبيعية قد يستغرق 9-12 شهرًا.
نعم، يجب تجنب تمارين القرفصاء بالكامل خلال الـ8 أسابيع الأولى على الأقل. كما يجب تجنب تمارين المقاومة وتمارين الوثب إلا تحت إشراف مؤهل.
يخف الانتفاخ تدريجيًا خلال 3-6 أسابيع، لكن قد يستمر تورم خفيف لعدة أشهر خاصة بعد التمارين.
يمكن الاستحمام بعد 48-72 ساعة مع تغطية الجرح جيدًا، وبعد 10-14 يومًا يمكن الاستحمام بشكل طبيعي بعد إزالة الغرز والتأكد من التئام الجرح.
يمكن تحقيق المد الكامل للركبة في 4-6 أسابيع مع العلاج الطبيعي المنتظم، لكن ذلك يعتمد على التزام المريض بالتمارين وإرشادات الطبيب.
References
https://www.emoryhealthcare.org/centers-programs/acl-program/recovery/rehab-timeline