التعافي ما بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي
لطالما كانت إصابات الركبة من الإصابات الشائعة بين الرياضيين وغير الرياضيين على حد سواء. ومن بين إصابات الركبة الخطيرة، نجد تمزق الرباط الصليبي الأمامي حيث ينقطع أو يتمزق هذا الرباط المهم في مفصل الركبة. ويمكن أن يحدث هذا التمزق بسبب حركة دورانية فجائية أو إصابة مباشرة أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية مثل كرة القدم أو السلة.
وتشمل أعراض تمزق الرباط الصليبي الأمامي ألماً شديداً في الركبة عند حدوث الإصابة مع تورم وعدم استقرار في المفصل. كما قد يشعر المريض بعدم ثبات و خيانة الركبة. ولتشخيص هذه الإصابة، يجب إجراء فحص سريري شامل من قبل جرّاح العظام مع اختبارات مثل اختبار لاكمان Lachman Test. كما قد يلزم إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على صورة واضحة للرباط الممزق.
وقد ينصح جرّاح العظام بإعادة بناء الرباط الصليبي من خلال جراحة ترميمية تسمى جراحة إعادة بناء الرباط الصليبي. وفي هذه الجراحة، يتم وضع رباط جديد مكان الرباط التالف لاستعادة وظيفة واستقرار الركبة. ويمكن استخدام جزء مأخوذ من الوتر الرضفي او احد اوتار الفخذ للمريض نفسه.
و بعد الجراحة، يبدأ المريض برنامج إعادة تأهيل طويل لاستعادة قوة وحركة الركبة ووظيفتها. وقد يشمل ذلك العلاج الطبيعي لعدة أشهر. ومن المهم الالتزام بتعليمات الطبيب وأداء التمارين بانتظام لضمان تعافٍ ناجح.
ومع التقدم في التقنيات الجراحية والعلاج الطبيعي، أصبح معدل نجاح جراحات إعادة بناء الرباط الصليبي مرتفعًا جدًا.
حيث يتمكن حوالي 90٪ من المرضى من استعادة نشاطهم ووظائف الركبة بالكامل بعد التعافي.
مراحل ما بعد عملية الرباط الصليبي وإعادة التأهيل
المرحلة المبكرة بعد الجراحة
يتم إبقاء المريض في قسم الجراحة اليومية لبضع ساعات تحت الملاحظة قبل السماح له بالعودة إلى المنزل. وغالبًا ما يكون الألم شديدًا خلال الـ48 ساعة الأولى. لذلك من المهم تناول المسكنات كما هو موصوف دون تأخير للسيطرة على الألم. كما ينصح باستخدام العكازات للمشي فى الفترة ا لاولى بعد الجراحة.
وفيما يتعلق بالعلاج الطبيعي، يتم التركيز في البداية على تمارين تحفيز الدورة الدموية كتمارين تحريك الكاحل وتحريك أصابع القدم للحد من خطر تجلط الدم. كما يجب بدء تمارين تدريجية لزيادة مرونة الركبة ومدى الحركة.
وبعد مرور حوالي 10-14 يومًا، يتم إزالة الغرز بشكل روتيني.
مراحِل التعافي بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي
تُقسم مراحل التعافي بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي إلى خمس مراحل رئيسية، تختلف فيها الأهداف والتركيز والإجراءات المتبعة.
المرحلة الأولى: ما بعد الجراحة مباشرةً (الأيام 1-3)
في هذه المرحلة، يكون الهدف الأساسي هو تخفيف الألم والتورّم ومنع حدوث مضاعفات. قد يوصي الطبيب باستخدام جبيرة أو دعامة لتثبيت الركبة، كما قد يصف مسكنات الألم ومضادات الالتهاب.
تشمل الأنشطة المسموح بها في هذه المرحلة ما يلي:
- استخدام الثلج لتخفيف الألم والتورّم.
- وضع الركبة مرتفعةً على وسادة أو كرسي.
- القيام بحركات بسيطة لتمديد الركبة وثنيها.
المرحلة الثانية: التحكّم بالألم والتورّم (الأسبوع 1-2)
يبدأ الألم والتورّم بالانخفاض في هذه المرحلة، ويُبدأ بتمارين تقوية العضلات الخفيفة بقيادة معالجٍ فيزيائيّ.
تشمل الأنشطة المسموح بها في هذه المرحلة ما يلي:
- استخدام الثلج بعد التمارين.
- وضع الركبة مرتفعةً أثناء الراحة.
- القيام بتمارين تقوية العضلات الخفيفة، مثل تمارين شد العضلات الرباعية وعضلات الفخذ الخلفية.
المرحلة الثالثة: استعادة الحركة ونطاق التمدّد (الأسبوع 2-6)
تزيد صعوبة التمارين تدريجياً في هذه المرحلة مع التركيز على استعادة نطاق الحركة الكامل للركبة. يمكنك البدء بالمشي وبعض التمارين الخفيفة.
تشمل الأنشطة المسموح بها في هذه المرحلة ما يلي:
- المشي لمدة 30 دقيقة على الأقل يومياً.
- القيام بتمارين تقوية العضلات المتوسطة، مثل تمارين القرفصاء .
- القيام بتمارين التمدد للعضلات حول الركبة.
المرحلة الرابعة: تقوية العضلات واستعادة الوظيفة (الأسبوع 6-12)
تزداد التمارين تحدّياً لتقوية العضلات بشكلٍ أكبر وتحسين التوازن والتنسيق. قد تتمكن من العودة للأنشطة اليومية الاعتيادية، لكن تجنّب الأنشطة الرياضية عالية التأثير.
تشمل الأنشطة المسموح بها في هذه المرحلة ما يلي:
- القيام بتمارين تقوية العضلات المكثفة، مثل تمارين المقاومة باستخدام الأوزان.
- القيام بتمارين التوازن والتنسيق.
المرحلة الخامسة: العودة للرياضة (الأشهر 3-6)
يمكنك البدء تدريجياً بالأنشطة الرياضية الخفيفة والمتوسطة تحت إشرافٍ طبي ورياضي متخصّص.
تشمل الأنشطة المسموح بها في هذه المرحلة ما يلي:
- الجري لمسافات قصيرة.
- السباحة.
- ركوب الدراجة.
وتشمل أهدافًا مثل:استعادة القوة العضلية بنسبة 80-90٪ مقارنةً بالرجل السليمةتحسين التوازن والاستقرار الوظيفي للركبةالاستعداد للعودة إلى الرياضة/ الأنشطة ذات التحمل العالي. ويواصل المريض ممارسة التمارين وزيارة العيادة لقياس مدى التقدم حتى الشفاء الكامل خلال 9-12 شهر.
أهمّ نصائح التعافي
- التزم بخطة العلاج الطبيعي: هي الدعامة الأساسية لتعافٍ سريعٍ وآمن. اتبع تعليمات المعالج الفيزيائي بدقة ولا تهمل التمارين.
- الراحة الكافية: تحتاج ركبتك للراحة حتى تتعافى. تجنّب الإجهاد الزائد واستمع لجسمك.
- التغذية السليمة: تناول الأغذية الغنية بالبروتين والكالسيوم لتعزيز ترميم الأنسجة العضلية والعظمية.
- تخفيف الألم: استخدم مسكنات الألم التي يصفها طبيبك مع اتباع الإرشادات بدقّة.
- استخدام دعامة الركبة: قد يوصي الطبيب باستخدامها لتوفير حمايةٍ إضافية للركبة بعد الجراحة.
- الانتباه لحالة الجرح: راقب الجرح باستمرار وتأكد من نظافته وخلوه من الاحمرار أو التقيُّح. أبلغ طبيبك في حال لاحظت أيّ تغيراتٍ غير طبيعية.
أسئلة وأجوبة شائعة حول إعادة تأهيل الرباط الصليبي الأمامي
تستغرق عملية إعادة التأهيل في المتوسط من 6 إلى 9 أشهر. قد تمتد في بعض الحالات إلى عام كامل. يعتمد الأمر على شدة الإصابة ومدى التزام المريض ببرنامج إعادة التأهيل.
في الأيام القليلة الأولى، ينصح بعدم وضع أي وزن على الرجل واستخدام العكازات للمشي. بعد أسبوعين، يسمح تدريجياً بالوقوف مع دعم جزئي للوزن ثم المشي مع دعامة واحدة.
تشمل التمارين الأساسية تحريك الكاحل وأصابع القدم لتنشيط الدورة الدموية ومنع تجلطات الأوردة العميقة بعد الجراحة، بالإضافة إلى تمارين تدريجية لزيادة مرونة الركبة ومدى الحركة.
بشكل عام، يمكن العودة تدريجيا إلى بعض التمارين الخفيفة بين 3-5 أشهر ثم الأنشطة ذات الأداء العالي بعد 9 أشهر كحد أدنى وبموافقة الطبيب.
نعم، يجب تجنب تمارين القرفصاء بالكامل خلال الـ8 أسابيع الأولى على الأقل. كما يجب تجنب تمارين المقاومة وتمارين الوثب إلا تحت إشراف مؤهل.
يوصى بالذهاب من 2-3 مرات أسبوعيا في المراحل المبكرة ثم التقليل تدريجياً إلى مرة واحدة أسبوعياً أو مرة كل 10-14 يوم. مع أداء التمارين يومياً في المنزل.
تساعد الكمادات الباردة على الحد من التورم والالتهاب بعد الجراحة مما يخفف الألم. كما يمكن استخدام أكياس الثلج لتخفيف أي ردات فعل التهابية أثناء التأهيل.
عند وجود ألم غير طبيعي أو تورم مفاجئ أو احمرار أو حرارة موضعية تشير إلى عدوى، أو إذا ظهرت تخثرات وريدية أو صعوبة في التنفس أو التحرك.
