التعايش مع قطع الرباط الصليبي

التعايش مع قطع الرباط الصليبي

هل يمكن التعايش مع قطع الرباط الصليبي؟

التعايش مع قطع الرباط الصليبي ممكنً. وهذا ما قد يفاجئ البعض، فمن المعروف أنه لا يوجد علاج لقطع الرباط الصليبي غالبا سوى الجراحة، والتي قد يتجنبها المرضى أحيانًا لأسباب تختلف من شخص لآخر. سواء كان ذلك لأسباب مادية أو أسباب شخصية مثل الرهاب أو الخوف من العمليات الجراحية.

ولكن، ومثل أي شئ في الحياة، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بالصحة، يوجد ثمن أو مقابل لتأجيل أو تجنب اجراء عملية الرباط الصليبي تمامًا. فهل أنت مستعد لدفعه؟

في هذا المقال نلقي الضوء على المضاعفات المحتمله لعدم تلقي العلاج المناسب، ونخص بالذكر هنا العلاج الجراحي، وبعض النصائح التي تٌمَكنك من التعايش مع قطع الرباط الصليبي.

فإذا كنت مصابًا بقطع أو تمزق في الرباط الصليبي الأمامي ولا تريد اللجوء للحل الجراحي، فندعوك لقراءة هذا المقال. والتعرف على طرق العلاج التحفظي في محاولة للتخفيف من أضرار قطع الرباط الصليبي المتوقعه في حالة عدم علاجه جراحيًا.

افضل دكتور عظام و مفاصل فى مصر

الفرق بين قطع وتمزق الرباط الصليبي

معرفة الفارق بين إصابة الرباط الصليبي بالقطع أو اصابته بالتمزق ضرورية. وذلك لتحديد العلاج المناسب سواء كان جراحيًا أو تحفظيًا. كما أن الفارق بين القطع والتمزق يُشكل أهمية كبرى في حالة رفض المريض أو رغبته في تأجيل جراحة الرباط الصليبي كما سيتضح لنا لاحقًا. وتعتمد معرفة الفارق بين القطع والتمزق على ما يلي:

شدة الإصابة:

  • القطع: هو انقطاع كامل لألياف الرباط الصليبي، مما يؤدي إلى فقدان وظيفته بشكل كامل.
  • التمزق: هو شق أو تمزق جزئي في ألياف الرباط الصليبي، مع بقاء بعضًا من وظيفته.
الفرق بين قطع وتمزق الرباط الصليبي
الفرق بين القطع الكامل للرباط الصليبي والتمزق البسيط والتمزق الشديد في الرباط الصليبي

الأعراض:

  • القطع: عادةً ما يكون مصحوبًا بألم حاد مفاجئ، وفقدان مفاجئ للاستقرار في الركبة، وصعوبة في المشي أو تحريك الركبة.
  • التمزق: قد يسبب ألمًا، وتورمًا، وصعوبة في المشي.

الفحص الطبي:

  • القطع: يمكن للطبيب عادةً تشخيص القطع من خلال الفحص البدني، حيث يشعر بعدم ثبات الركبة عند تحريك المقصل بيده.
  • التمزق: قد يتطلب التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتأكيد التشخيص وتحديد شدة التمزق.

العلاج:

  • القطع: عادةً ما يتطلب جراحة لإصلاح أو استبدال الرباط الصليبي.
  • التمزق: قد يُعالج التمزق الجزئي بالعلاج الطبيعي، بينما قد تتطلب التمزقات الشديدة الجراحة.

الشفاء:

  • القطع: يستغرق الشفاء بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي عادةً 6-9 أشهر.
  • التمزق: قد يستغرق الشفاء من تمزق الرباط الصليبي الجزئي بضعة أسابيع أو أشهر، بينما قد يستغرق الشفاء من التمزقات الشديدة 6 أشهر أو أكثر.

وبناءً على ما أسلفنا، فإن عدم اللجوء للحل الجراحي في حالة التمزق أقل في المضاعفات من حالة القطع الكامل للرباط الصليبي. كما يتكيف المريض في حالة التمزق بصورة أسهل من التكيف مع حالة قطع الرباط.

التعايش مع قطع الرباط الصليبي بدون علاج جراحي

تعتمد امكانية التعايش على شدة إصابتك بالرباط الصليبي ونمط حياتك. بشكل عام، من الممكن التعايش مع قطع الرباط الصليبي دون علاج جراحي في بعض الحالات البسيطة، خاصةً إذا كنت لا تمارس أنشطة بدنية مكثفة.

في حين أن بعض الأشخاص قد يتمكنون من العيش مع قدر محدود من عدم الاستقرار في الركبة، إلا أن ذلك ينطوي على مخاطر ومضاعفات كبيرة.

ألم وعدم استقرار الركبة من مضاعفات التعايش مع قطع الرباط الصليبي بدون علاج
ألم وعدم استقرار الركبة من مضاعفات عدم علاج قطع الرباط الصليبي

المضاعفات بعيدة الأمد لعدم الخضوع لجراحة اصلاح الرباط الصليبي:

  • التنكس المفصلي المبكر: يؤدي فقدان ثبات الرباط الصليبي إلى زيادة الضغط على الغضاريف، مما يجعله أكثر عرضة للتلف وكذلك الاصابة بخشونة الركبة.
  • عدم الاستقرار المزمن للركبة: قد تعاني من آلام وخلع متكرر في الركبة، مما يحد من قدرتك على ممارسة الأنشطة اليومية والرياضية.
  • ضعف العضلات: يؤدي قلة الاستخدام بسبب الألم وعدم الاستقرار إلى ضعف عضلات الفخذ، مما قد يزيد من مشاكل الركبة ويصعب إعادة التأهيل.

في معظم الحالات، يُعد إصلاح الرباط الصليبي جراحياً أفضل مسار للتعافي.

تساعد الجراحة على استعادة ثبات الركبة وتحسين وظيفتها وتقليل خطر الإصابة بمضاعفات طويلة الأمد. ومع ذلك، فإن قرار الخضوع للجراحة أم لا هو قرار شخصي يجب اتخاذه بالتشاور مع طبيبك.

نصائح للتعايش مع قطع الرباط الصليبي بدون جراحة

في بعض الحالات النادرة، قد يقرر الطبيب عدم إجراء جراحة لقطع الرباط الصليبي، وذلك بناءً على:

  • عمر المريض ومستوى نشاطه.
  • شدة تمزق الرباط.
  • وجود إصابات أخرى في الركبة.

في هذه الحالات، قد يوصي الطبيب بما يلي:

  • راحة كاملة للركبة لعدة أسابيع.
  • العلاج الطبيعي لتحسين قوة واستقرار عضلات الركبة.
  • تعديلات نمط الحياة، مثل تجنب الأنشطة التي تسبب ألمًا أو عدم استقرار في الركبة. مثل الرياضات التى تتطلب تغيير مفاجيء فى الاتجاه مثل كرة القدم و السلة
  • استخدام دعامة للركبة لتوفير الدعم والاستقرار.
دعامة وظيفية للتعايش مع قطع الرباط الصليبي
دعامة الركبة الوظيفية للتعايش مع قطع الرباط الصليبي

نصائح إضافية للتعايش مع قطع الرباط الصليبي بدون جراحة:

  • حافظ على وزن صحي. سيقلل هذا من الضغط على ركبتك و يقلل من عدم ثباتها.
  • ارتدِ أحذية داعمة. سيساعد ذلك على حماية ركبتك من الإصابة الإضافية.
  • استخدم العكازات أو المشاية حسب الحاجة. سيساعد ذلك على تقليل الضغط على ركبتك.
  • ضع الثلج على ركبتك بانتظام. سيساعد ذلك على تقليل الألم والتورم.
  • خذ الأدوية المسكنة للألم والمضادة للالتهاب حسب الحاجة.
  • كن صبوراً. قد يستغرق التعافي من قطع الرباط الصليبي بدون جراحة عدة أشهر أو حتى سنة.

من المهم مراقبة ركبتك عن كثب ومراجعة طبيبك بانتظام للتأكد من سير عملية الشفاء بشكل صحيح. في حال ظهور أي ألم أو تورم أو عدم استقرار متزايد، يجب عليك إبلاغ طبيبك على الفور.

افضل دكتور عظام و مفاصل فى مصر

هل يمكن الاستغناء عن عملية الرباط الصليبي؟

لا يُنصح عادةً بالتغاضي عن قطع الرباط الصليبي بدون جراحة. مع ذلك، في بعض الحالات النادرة، قد يقرر الطبيب عدم إجراء جراحة لقطع الرباط الصليبي، وذلك بناءً على:

  • عمرك ومستوى نشاطك: الشباب والرياضيون الأكثر استفادة من الجراحة.
  • شدة إصابة الرباط الصليبي: بعض التمزقات الجزئية قد تلتئم من تلقاء نفسها.
  • صحتك العامة: الحالات الطبية الأخرى قد تؤثر على قدرتك على التعافي من الجراحة.

إذا اخترت عدم الخضوع للجراحة، فسيعمل طبيبك معك لتطوير خطة علاجية غير جراحية.

قد تشمل هذه الخطة:

  • الراحة والتثبيت: استخدام دعامة أو جبيرة لمنع حركة الركبة.
  • العلاج الطبيعي: تمارين لتقوية عضلات الفخذ وتحسين نطاق الحركة.
  • التسكين: الأدوية لتخفيف الألم والالتهاب.

من المهم اتباع تعليمات طبيبك بدقة والالتزام بخطة إعادة التأهيل الخاصة بك.

مع العلاج المناسب، يمكن لمعظم الأشخاص الذين يعانون من تمزق الرباط الصليبي العودة إلى مستوى نشاطهم الطبيعي واستئناف نمط حياتهم المعتاد.

هل يعود الرباط الصليبي كما كان؟

في حالة عدم علاج قطع الرباط الصليبي جراحيًا، لن يلتئم الرباط وستتعرض الركبة لعدم الإستقرار الدائم إلى جانب مضاعفات أخرى. ولا يتم الالتئام الذاتي للرباط الصليبي سوى في حالات التمزق البسيط. أما التمزق الشديد والقطع التام، فلا يوجد سبيل للالتئام الذاتي وتنحصر فرصة العلاج في الحل الجراحي.

هل عملية الرباط الصليبي مهمة؟

نعم، وفي غاية الأهمية بالنسبة لحالات التمزق الشديد والقطع الكامل. وهي أكثر أهمية للرياضيين والشباب لما لهم من نمط حياة نشط.

الرياضيون الأكثر استفادة من الجراحة ولا يمكنهم التعايش مع قطع الرباط الصليبي
الرياضيون الأكثر استفادة من الجراحة

ولا تقتصر أهمية الجراحة على عودة الركبة لحالتها السابقة فقط، بل تمتد هذه الأهمية لمنع مضاعفات كثيرة لا تطال الركبة المصابة فقط كما سبق وأشرنا. وتزداد هذه المضاعفات مع الوقت ومع التقدم في العمر، مما يعني المعاناة الطويلة التي قد تنتهي بتلف الغضاريف وخشونة شديدة في المفاصل تؤثر على الحركة بشكل كبير بسبب الالم. كما ان وجود الم فى الركبة يجبر المريض على زيادة التحميل على الركبة المقابلة مما قد يسبب مشاكل بها ايضا.

مما يضطر الطبيب في نهاية الأمر لاجراء جراحة لاستبدال مفصل الركبة بآخر صناعي وهي عملية جراحية كبرى كان من الممكن تفاديها بالخضوع لجراحة الرباط الصليبي مبكرًا.

Reference

https://orthoinfo.aaos.org/en/treatment/acl-injury-does-it-require-surgery

https://www.nebraskamed.com/health/conditions-and-services/how-can-a-torn-acl-affect-you-later-in-life

Read more...