من أكثر الأسئلة التي تُطرح على طبيب العظام بعد إصابة الرباط الصليبي، هل يمكن علاج قطع الرباط الصليبي الأمامي بدون جراحة؟ ونظرًا لأهمية هذا السؤال، ونظرًا لانتشار اصابات أربطة الركبة والرباط الصليبي الأمامي خاصًة، أفردنا هذا المقال للإجابة على العديد من الأسئلة التي تشغل المصاب وذويه.
يُعد الرباط الصليبي الأمامي أحد أهم أربطة الركبة، حيث يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على ثبات المفصل واستقراره. ولسوء الحظ، تُعد إصابات هذا الرباط شائعة، خاصةً بين الرياضيين، وقد تُسبب ألمًا شديدًا وصعوبة في الحركة، كما ازداد انتشار الاصابة بين الاطفال والمراهقين، وذلك نظرًا لاقبال الآباء والأمهات على تعليم أولادهم الأنشطة الرياضية.
يُعد الخيار العلاجي الأكثر شيوعًا لقطع الرباط الصليبي الأمامي هو الجراحة، حيث يتم إعادة بناء الرباط باستخدام وتر من جزء آخر من الجسم، أو من متبرع. في هذا المقال، سنناقش إمكانية علاج قطع الرباط الصليبي الأمامي بدون جراحة، مع تسليط الضوء على العوامل التي تُحدد مسار العلاج المناسب، وبدائل الجراحة المتاحة.
هل يمكن علاج قطع الرباط الصليبي الأمامي بدون جراحة؟
في الحقيقة، إمكانية علاج قطع الرباط الصليبي بدون جراحة، لا تعني إصلاح أو إلتئام الرباط المقطوع. فالرباط المقطوع أو شديد التمزق لا يمكن إصلاحه سوى بالجراحة. وإنما تعني هذه الإمكانية توفير قدر مناسب من الحركة للمريض بدون ألم شديد، وكذلك توفير نطاق حركي يُمَكنه من ثني وتحريك المفصل المُصاب.
تعتمد إمكانية علاج قطع الرباط الصليبي الأمامي بدون جراحة على عدة عوامل، أهمها:
- عمر المريض: يُعد الشباب أكثر قدرة على التعافي من الإصابات بشكل عام، بما في ذلك إصابات الرباط الصليبي وان كان مجهودهم البدني اكثر من كبار السن.
- شدة الإصابة: في حالات التمزق الجزئي للرباط، قد يكون العلاج غير الجراحي كافيًا.
- حالة الأنسجة المحيطة: يجب أن تكون الأربطة والأوتار المحيطة بالركبة سليمة حتى يكون العلاج غير الجراحي ناجحًا.
- مستوى النشاط: الأشخاص الذين يمارسون الرياضات عالية التأثير أو يمارسون نشاطًا بدنيًا مكثفًا قد يحتاجون إلى جراحة لإعادة ثبات الركبة بشكل كامل. إذا كنت رياضيًا وتريد العودة للمارسة نشاطك الرياضي، فغالبًا ما ستحتاج للعلاج الجراحي في حالة قطع الرباط الصليبي.
هل يوجد بديل لعملية الرباط الصليبي؟
لا يوجد بديل مضمون لعملية الرباط الصليبي الأمامي. إلا أنّه، وفي بعض الحالات، قد يكون العلاج غير الجراحي خيارًا مناسبًا. ويعتمد قرار الخضوع لعملية جراحية إلى تقدير دقيق لحالة المريض وتوصيات الطبيب المعالج.
بدائل جراحة قطع الرباط الصليبي الأمامي
بعد فحصك والإطلاع على أشعاتك، قد يلجأ الطبيب إلى بدائل الجراحة، والتي تشمل:
- الراحة والتثبيت: يتم تثبيت الركبة باستخدام دعامة أو جبيرة لمنع الحركة وتقليل الالتهاب.
- العلاج الطبيعي: يهدف إلى تقوية عضلات الركبة وتحسين نطاق حركتها واستقرارها.
- العلاج بالتدخل الحراري: لتقليل الالم.
- حقن البلازما: قد يتم حقن بلازما الدم المخصب في منطقة الإصابة لتعزيز عملية الشفاء.
مخاطر العلاج غير الجراحي في علاج قطع الرباط الصليبي الأمامي
من المهم التنويه إلى أن العلاج غير الجراحي قد لا يكون فعالًا في جميع الحالات، وقد ينطوي على بعض المخاطر، والتي تتمثل في:
- عدم استقرار الركبة: قد لا يتمكن الرباط الممزق من الالتئام بشكل كامل، مما قد يؤدي إلى عدم استقرار مفصل الركبة والشعور بألم مزمن.
- التهاب المفاصل: تُزيد إصابة الرباط الصليبي من خطر الإصابة بحشونة الركبة في المستقبل.
- فقدان وظائف الركبة: قد لا يتمكن المريض من استعادة وظائف الركبة بالكامل، خاصة في الحالات الشديدة.
وبذلك نَخلُص إلى أن علاج قطع الرباط الصليبي الأمامي يعتمد على تقييم دقيق لحالة المريض. وذلك بفحصه وإجراء الأشعات اللازمة والتحدث مع المريض ومعرفة إحتياجاته المستقبلية. في بعض الحالات، قد يكون العلاج غير الجراحي كافيًا، بينما قد تتطلب حالات أخرى التدخل الجراحي.
هل يمكن التعايش مع قطع الرباط الصليبي الامامي؟
التعايش مع قطع الرباط الصليبي الأمامي ممكن، ولكنه يعتمد على مدى تأثير الإصابة على الحياة اليومية ومستوى نشاط المُصاب.
ويتطلب التعايش مع قطع الرباط الصليبي الأمامي الاهتمام المستمر وإجراء تعديلات على نمط الحياة والنشاطات اليومية لضمان تجنب تفاقم الحالة.
بشكل عام، مع العلاج المناسب، بما في ذلك إعادة التأهيل سواء بعد الإصابة أو بعد الجراحة، يمكن لمعظم الأشخاص الذين يعانون من قطع في الرباط الصليبي الأمامي العودة إلى ممارسة الأنشطة اليومية، ثم ممارسة الأنشطة الرياضية بعد تحقيق المزيد من التحسن. وللمزيد يمكنكم النقر هنا.
هل المصاب بالرباط الصليبي يستطيع ثني الركبه؟
لا يستطيع الشخص المصاب بقطع في الرباط الصليبي الأمامي ثني ركبته بشكل كامل فور الإصابة. ويرجع ذلك إلى أن الرباط الصليبي الأمامي يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على ثبات الركبة ومنعها من الانزلاق للأمام.
عند قطع الرباط الصليبي، تفقد الركبة استقرارها ويسبب ألمًا عند محاولة ثنيها. ومع ذلك، تختلف درجة القدرة على ثني الركبة تبعًا لما يلي؛
- شدة الإصابة
- في حالات التمزق الجزئي للرباط، قد يتمكن الشخص من ثني ركبته بشكل محدود مع الشعور بالألم.
- بينما في حالات التمزق الكامل، قد يفقد الشخص قدرته تمامًا على ثني ركبته.
- العوامل الفردية:
- مثل العمر ومستوى النشاط ووجود إصابات أخرى في الركبة.
مع مرور الوقت وبدء عملية التئام الرباط أو بعد الجراحة وخضوع المصاب لبرنامج إعادة تأهيل مناسب، تتحسن قدرته على ثني ركبته تدريجيًا. وعادةً ما يستغرق استعادة النطاق الطبيعي لحركة ثني الركبة عدة أشهر من إعادة التأهيل.
في بعض الحالات، قد يعاني المريض من التيبس في الركبة حتى بعد انتهاء عملية التئام الرباط. عندها، قد يكون العلاج الطبيعي ضروريًا لاستعادة نطاق الحركة الكامل.
ماذا يحدث اذا لم يتم عمل عملية الرباط الصليبي؟
تختلف العواقب المحتملة لعدم إجراء الجراحة بشكل كبير حسب حالة الفرد ونمط حياته. ففي حالات التمزق الجزئي للرباط الصليبي الأمامي، قد يتمكن بعض الأشخاص من العيش دون جراحة مع قليل من القيود على أنشطتهم.
وغالبًا ما سيعانون من ألم وعدم استقرار في الركبة، ويزداد خطر التعرض لإصابات أخرى في الركبة سواء في أربطة أو غضاريف المفصل، فضلًا عن ضعف العضلات المحيطة بالركبة، وبالتالي يقل نطاق حركتهم.
أما في حالات التمزق الكامل للرباط الصليبي الأمامي، فإن عدم إجراء الجراحة سيؤدي على الأرجح إلى عدم استقرار مزمن في الركبة، مما يسبب ألمًا وصعوبًة في المشي وممارسة الأنشطة.
مع مرور الوقت، قد تتلف الغضاريف والأربطة الأخرى في الركبة نتيجة عدم الاستقرار. وفي بعض الحالات الشديدة، قد يؤدي عدم علاج الرباط الصليبي الأمامي الممزق إلى التهاب المفاصل التنكسي وفقدان وظيفة الركبة بشكل دائم.
هل يلتئم الرباط الصليبي بدون جراحة؟
بشكل عام، لا يلتئم الرباط الصليبي الأمامي بشكل كامل دون جراحة في حالات التمزق الكامل. ويرجع ذلك إلى أن الرباط الصليبي يتكون من نسيج كثيف يفتقر إلى إمدادات الدم الجيدة التي تُساعد على الشفاء الذاتي.
عندما يتمزق الرباط بشكلٍ كامل، تفقد نهاياته اتصالها ببعضها البعض، مما يمنعها من الالتئام بشكل طبيعي. إلا أنه، وفي بعض الحالات النادرة، قد تلتئم التمزقات الجزئية للرباط الصليبي الأمامي دون جراحة.
يحدث ذلك بشكل خاص في الأشخاص الأصغر سنًا الذين يتمتعون بقدرة جيدة على الشفاء. ومع ذلك، حتى في حالات الشفاء الذاتي، فإن الرباط قد لا يستعيد قوته واستقراره الكاملين.
كم تكلف عملية الرباط الصليبي في مصر؟
التمتع بصحة جيدة والقدرة على الحركة بسلاسه لا يمكن تقديرها بثمن. ومع ذلك قد لا تتوفر الإمكانيات المادية لدينا أحيانًا، ونظرًا لأهمية الأمر فقد أفردنا مقالاً فندنا فيه المصروفات بشكل شبه تفصيلي ويمكنكم الإطلاع عليه بالنقر هنا.
تبدأ التكلفة تقريبيًا من 50000 إلى ما قد يصل إلى 120000. وتعتمد تكلفة جراحة الرباط الصليبي على عدة عوامل، تشمل ما يلي:
- مكان إجراء العملية: تميل المستشفيات الخاصة إلى أن تكون أكثر تكلفة من المستشفيات الحكومية أو مراكز الجراحة النهارية.
- وجود شركة تأمين صحي يتعامل معها المريض أو الجهة التي يعمل بها. فالانتساب إلى أحد هذه الشركات، أو الانتساب لبرنامج التأمين الصحي الشامل الحكومي، يقلل من تكاليف الجراحة والإقامة بالمشفى.
- خبرة ومهارة الجراح.
- نوع التخدير المستخدم: التخدير العام أكثر تكلفة من التخدير النصفي.
- تقنية الجراحة: الجراحة بالمنظار أقل تكلفة من الجراحة المفتوحة.
- تكاليف الإقامة في المستشفى: قد تختلف مدة الإقامة في المستشفى اعتمادًا على حالة الفرد وإجراءات الجراحة.
- تكاليف الأدوية والعلاجات بعد الجراحة: قد تشمل هذه الأدوية مسكنات الألم والمضادات الحيوية وغيرها من الأدوية اللازمة للتعافي.
References
https://www.healthdirect.gov.au/surgery/acl-reconstruction
https://www.upmc.com/services/sports-medicine/services/acl-program/treatment/non-surgical
اترك تعليقاً