تُعتبر عملية الرباط الصليبي الأمامي واحدة من أهم جراحات الركبة وأكثرها شيوعًا، خاصةً بين الرياضيين.
الهدف الرئيسي من هذه الجراحة هو استعادة القدرة على ممارسة الرياضات والنشاطات البدنية بعد حدوث قطع الرباط الصليبي، مما يسمح للرياضيين وغير الرياضيين بالعودة إلى أنشطتهم اليومية بدون ألم أو مشاكل مستقبلية.
إهمال علاج قطع الرباط الصليبي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مثل خشونة الركبة المبكرة، ولهذا تعتبر الجراحة ضرورية في بعض الحالات.
وتختلف تقنية إجراء عملية الرباط الصليبي الأمامي حسب الحالة. فقد يكتفي الجراح بإجراء عملية الرباط الصليبي بالمنظار، وقد يضطر لإجرائها بجراحة مفتوحة.
في هذا المقال نتعرف أكثر على هذه الجراحة الهامة والحيوية، خاصةً بالنسبة للرياضيين، كما نتطرق لجوانب أخرى تخص الجراحة مثل، مدة مدة عملية الرباط الصليبي بالمنظار وتكلفة عملية الرباط الصليبي.
إصابة الرباط الصليبي الأمامي
دعنا أولاً عزيزي القارئ نتحدث باختصار عن الرباط الصليبي الأمامي وإصابته بالقطع أو التمزق.
الرباط الصليبي الأمامي (ACL) هو أحد الأربطة الأربعة الرئيسية التي تدعم استقرار مفصل الركبة.
يقع الرباط الصليبي الأمامي في وسط الركبة ويتقاطع مع الرباط الصليبي الخلفي، مما يساهم في استقرار الركبة ومنع الانزلاق الأمامي المفرط لعظم الظنبوب (Tibia) بالنسبة لعظم الفخذ (Femur).
أسباب تمزق الرباط الصليبي
إصابة الرباط الصليبي الأمامي غالبًا ما تحدث بسبب التواء مفاجئ أو حركة غير متوقعة في الركبة، وهي شائعة بين الرياضيين الذين يمارسون الرياضات التي تتطلب تغييرات سريعة في الاتجاه مثل كرة القدم وكرة السلة.
وعن أسباب قطع الرباط الصليبي أو تمزقه، وأعراض الإصابه والتشخيص، يمكنك الإطلاع، تفصيليًا، على هذه النقاط بالنقر هنا.
متي تصبح جراحة تمزق الرباط الصليبي أمراً ضرورياً؟
في حال لم يحقق العلاج التحفظي النتائج المرجوة، وكان المريض صغيرًا في السن ويمارس نشاطات رياضية مكثفة، فإن الخيار الأفضل هو إجراء جراحة لترميم الرباط الصليبي.
يهدف هذا الإجراء إلى الحفاظ على جودة حياة المريض وتمكينه من الاستمرار في ممارسة نشاطاته الرياضية. كما أن التمزقات التي تتجاوز 75% في الرباط الصليبي أو حالات الخلع العظمي تستدعي التدخل الجراحي الفوري.
إذا لم يُعالج تمزق الرباط الصليبي، فإنه مع مرور السنوات قد يتعرض مفصل الركبة لأضرار كبيرة وتدهور في حالته.
حيث يؤدي عدم العلاج إلى إجهاد مفرط على سطح المفصل والغضاريف الهلالية، مما يزيد من خطر تآكل الغضاريف وتضررها، وقد يتسبب في التهابات في مفصل الركبة بعد 10 إلى 15 سنة بسبب تآكل الغضروف.
وبسبب عدم استقرار الركبة الناتج عن تمزق الرباط الصليبي، يزداد احتمال حدوث تمزق في الغضروف الهلالي.
في 80% من الحالات، يؤدي تمزق الرباط الصليبي إلى أضرار في هيكلية الركبة تشمل:
- تمزق الغضروف الهلالي الوسطي (احتمالية الحدوث: 69%).
- تمزق الغضروف الهلالي الجانبي (احتمالية الحدوث: 49%).
- تضرر الغضاريف (احتمالية الحدوث تتراوح بين 20% و50%).
- التهاب ثانوي في مفاصل الركبة نتيجة لضعف وظائف الغضاريف الهلالية.
- تضرر الرباط المفصلي الوسطي (يحدث بشكل متكرر).
- تضرر الرباط المفصلي الجانبي (يحدث بشكل نادر).
- تمزق في كبسولة مفصل الركبة.
هذه الاضرار تؤكد أهمية العلاج المناسب للرباط الصليبي للحفاظ على صحة الركبة والوقاية من المضاعفات المستقبلية.
تجهيز المريض قبل عملية الرباط الصليبي
قبل إجراء الجراحة يناقش الطبيب معك نوع التخدير وخيارات العلاج الجراحي المتاحة، ومن أين سيحصل الجراح على الوتر المستخدم لبناء الرباط الجديد.
كذلك يقوم الطبيب بفحص الركبة وتبيان مدى مجال حركتها، وتقديم النصائح للمصاب لتقليل التورم والألم وتحويله لطبيب العلاج الطبيعي -اذا استدعت الحالة ذلك- والذي يقوم بتحضير المريض بدنياً للجراحة.
وهذه الخطوة قد تستغرق بضعة أسابيع قبل الجراحة. فتجاهل تورم الركبة أو قلة مجال حركتها أو تيبسها عوامل تؤثر على درجة نجاح عملية الرباط الصليبي.
كما يسأل الجراح مريضه عن أي أدوية يتناولها، ويطلب منه التوقف عن تناولها قبل الجراحة إذا وجد تعارضًا بينها وبين التخدير.
ويوصي بضرورة التوقف عن تناول أدوية سيولة الدم مثل الأسبرين لتجنب حدوث نزيف. ومن الإجراءات المتبعة أيضا التوقف عن الطعام والشراب قبل الجراحة لمدة يحددها الطبيب.
كيف تتم جراحة تمزق الرباط الصليبي
تتم عملية الرباط الصليبي بالمنظار في حالة حدوث قطع الرباط الصليبي، حيث يُزال الجزء المقطوع من الرباط ويتم إعادة بناء رباط جديد باستخدام جزء من الأنسجة المحيطة بالركبة. يفضل الجراحين عادةً اجراء عملية الرباط الصليبي بالمنظار، وذلك لما له من العديد من المميزات.
ومنظار الركبة، هو تقنية تقلل من حجم الجروح وتسرع من عملية التعافي.
في هذا الإجراء، يتم إجراء ثقوب صغيرة في عظمة الفخذ وعظمة القصبة، ويتم تمرير الوتر الجديد من خلال الثقوب وتثبيته باستخدام مسامير ذاتية الذوبان.
ومن الجدير بالذكر اختلاف تقنيات الجراحة في حالة قطع الرباط الصليبي عند الأطفال.
وتتراوح مدة عملية الرباط الصليبي بالمنظار عادةً ما بين 60 إلى 90 دقيقة. ومع ذلك، قد تختلف هذه المدة بناءً على حالة المريض، مدى تعقيد التمزق، والخبرة الجراحية للطبيب.
وذلك بسبب تكاليف الأجهزة والمعدات المستخدمة في الجراحة. ويمكنكم الإطلاع على تكلفة عملية الرباط الصليبي والتي تتحكم بها عدة عوامل بالنقر هنا.
أحيانًا قد تستغرق العملية وقتًا أطول إذا كان هناك إصابات إضافية، مثل معالجة الغضاريف الهلالية التالفة أو غيرها من الإصابات الأخرى التي يتم إصلاحها في نفس الجراحة.
كما يختلف سعر عملية الرباط الصليبي في مصر بالمنظار وكذلك غيرها من الدول، فتزيد تكلفتها مقارنةً بالجراحة المفتوحة.
مصادر الرقعة المستخدمة في إعادة بناء الرباط الصليبي
الرقعة التي تستخدم في جراحة الرباط الصليبي عادة ما تكون من أحد المصادر التالية:
- الثلث الأوسط من الرباط الذي يربط عظمة الرضفة (الصابونة) بالقصبة (كما في الرسم). ولكن هذه الطريقة قد تزيد من فرص حدوث الم خلف عظمة الصابونة ولا سيما اثناء السجود.
- أوتار عضلات موجودة بالجهة الداخلية للركبة. وهذه الطريقة هي الاكثر شيوعا، حيث تتميز بأنها تتم من خلال جرح لا يتعدى ثلاث سنتيمترات لا يترك أثر ملحوظ على الجلد ويكون الألم بعد الجراحة قليلا للغاية، مما يساعد على سرعة رجوع المريض لمزاولة حياته بصورة طبيعية.
- وتر عضلة perneus longu الموجودة فى الساق والتى يتم الحصول عليها من خلال جرح صغير فى أسفل الساق.
- وتر العضلة الرباعية مع جزء صغير من الصابونة. ويستخدم عادة في حالات إعادة جراحة الرباط الصليبي.
- أوتار من أشخاص متوفين. وهذه الطريقة تقلل من وقت الجراحة. ولكن نتائجها ليست في مستوى باقي المصادر، كما ان هذه الطريقة قد تؤدي الى نقل بعض الأمراض في حالات نادرة.
فيديو عن أنواع رقعة الرباط الصليبي يقدمه دكتور هشام عبد الباقي أفضل دكتور لعملية الرباط الصليبي
طرق تثبيت الرقعة الجديدة في عملية الرباط الصليبي
يتم تثبيت هذه الرقعة في عظام الفخذ من جهة، وبعظمة القصبة من الجهة الأخرى. فتقوم بالتالي بأداء الدور الذي كان يقوم به الرباط الصليبي الأمامي. وهناك عدة طرق يتم بها تثبيت الرباط الصليبي الجديد في مكانه:
- مسامير معدنيه او بلاستيكية او ذاتيه الذوبان. وأفضلها ذاتيه الذوبان. وهناك انواع متعددة من هذه المسامير تتفاوت في السعر والكفاءة. والمسامير البلاستيكية او ذاتيه الذوبان لا تظهر في الأشعة العادية، لكنها تظهر فقط في اشعه الرنين او الأشعة المقطعية.
- الزر المعدني (endobutton) أو الدعامة الزراية الخارجية التي تستند على السطح الخارجي من العظمة. ويربط بها خيط قوي لا يذوب يتم تعليق الرقعة عليه. وهناك انواع مختلفة منها. فمنها ما يكون خيطها ثابت الطول، ومنها متغير الطول وهو الأفضل حيث يقلل نسبه الاخطاء التي ربما تحدث عند حساب طول الانفاق، وهو ما قد يحدث في النوع ثابت الطول.
- طرق اخري اقل شيوعًا مثل؛ المسامير أو الاوتاد العرضية أو السلك المعدني والدبوس المعدني. وهي طرق اقل شيوعًا ولا تستعمل بصوره كبيرة.
أنواع عمليات الرباط الصليبي الأمامي
يمكن تقسيم جراحات اعادة بناء الرباط الصليبي الامامي عادة لثلاثة انواع:
- إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي بحزمة واحدة (single-bundle ACL reconstruction): وهذه الجراحة هي الاكثر شيوعا. بسبب نتائجها الممتازة وذلك ما يجعل أغلب الابحاث تؤيد استخدامها. في هذه العملية يتم استخدام وترين من أوتار الفخذ يتم خياطتهم مع بعضهما، ثم يتم طيهما ليكونوا حزمة تتكون من أربعة اوتار. ويتم تثبيت هذه الحزمة من خلال ثقب في عظمة القصبة وآخر في عظمة الفخذ. كما قد تتم نفس الجراحة باستخدام وتر الصابونة او العضلة الرباعية.
2. إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي حزمة مزدوجة (Double-bundle ACL reconstruction)
منذ عدة سنوات أقترح بعض الجراحين عمل ثقبين في عظمة الفخذ وأثنين في عظمة القصبة وعمل حزمتين من الأوتار بلا من حزمة واحدة وكان ذلك بناءً على بعض الدراسات التى اشارت الى ان الرباط الصليبي الامامي في الركبة الطبيعية يتكون من حزمتين وليس حزمة واحدة. ولكن الى الآن لم يثبت ان هذه الطريقة أفضل من طريقة الحزمة الواحدة بل يعيبها ان الجراحة تتطلب وقتا أطول من الجراحة التقليدية كما تحتاج لجرح إضافي. ولذا لا يزال أغلب الجراحين المتخصصين في جراحة الركبة يقومون بإجراء جراحة الحزمة الواحدة.
3 • إعادة بناء حزمة انتقائية ( Selective bundle reconstruction):
فإذا ما وجد دكتور العظام المتخصص في عملية الرباط الصليبي أثناء الجراحة ان هناك جزء محدد فقط من الرباط مقطوع و ان باقي الرباط الصليبي سليم تماما، يمكن عمل إعادة بناء للجزء المقطوع فقط.
تقنية خياطة الرباط الصليبي المتمزق
على مر السنوات، حاول الأطباء خياطة وإصلاح الرباط الصليبي المتمزق، لكن الأغلبية العظمى من المحاولات باءت بالفشل.
وقد ظهرت تقنية حديثة تُسمى ليغاميز (Ligamys System)، تستخدم دعامات صناعية لتثبيت الرباط أثناء العلاج.
تُعتبر هذه التقنية واعدة.
ولا زالت نتائج هذه الجراحة في مرحلة الدراسة للتأكد من مدى جدواها على المدى الطويل. وذلك نظرًا لحداثتها، فلم يتم استخدام هذه التقنية إلا بصورة محدودة للغاية منذ عام 2014، أي أن نتائجها بعيدة المدى لم تظهر بعد.
وبالتالي؛ لازالت حتى الان جراحة اعاده بناء الرباط الصليبي الامامي هي الجراحة المثالية لحالات قطع الرباط الصليبي ولا سيما فى الرياضيين إذا استدعت حاله المريض ذلك.
استخدام الأربطة الصناعية في عملية الرباط الصليبي
حاول العلماء تطوير أربطة صناعية لاستبدال الرباط الصليبي الأمامي، لكن معظم المواد المستخدمة أظهرت ضعفًا بمرور الوقت، مما يجعل الأوتار الطبيعية حول الركبة هي الخيار الأفضل حاليًا.
أسئلة شائعة حول عملية الرباط الصليبي
تتعدد أسباب تمزق الرباط الصليبي، من بينها الحركات المفاجئة، الإصابات الرياضية، والحوادث.
عندما يعاني المريض من عدم استقرار في الركبة أو ألم مزمن يعوق النشاطات اليومية، تكون الجراحة ضرورية.
الطبيب المتخصص في جراحة العظام والمفاصل، ويفضل أن يكون ذو خبرة في جراحات الركبة. ويمكنك البحث بسهولة عبر محركات البحث عن أفضل دكتور رباط صليبي. وإهمال هذا العامل المهم في الجراحة قد يعرضك لمضاعفات أو إعادة جراحة الرباط الصليبي مرة أرى.
تتراوح نسب النجاح بين 85-95%، وتعتمد على خبرة الطبيب واتباع تعليمات ما بعد الجراحة.
يمكن للمريض البدء في المشي بمساعدة خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع بعد الجراحة.
يفضل النوم على الظهر مع وضع وسادة تحت الركبة لتقليل التورم وتحقيق راحة أكبر.
لمعرفة وقراءة المزيد يمكنكم النقر على هذه الروابط:
ممنوعات بعد عملية الرباط الصليبي
References
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5982687/
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/29852516
اترك تعليقاً