يُعد القطع الجزئي للرباط الصليبي الأمامي إصابة شائعة في الركبة، خاصة بين الرياضيين. فالحركات العنيفة والمفاجئة أحد أهم اسباب قطع وتمزق الرباط الصليبي سواء كان القطع جزئيًا أو كليًا.
والرباط الصليبي الأمامي (ACL) أحد الأربطة الرئيسية في الركبة، حيث يربط عظمة الفخذ بعظمة الظنبوب (عظمة الساق)، ويساعد في تثبيت المفصل.
يحدث القطع الجزئي للرباط الصليبي الأمامي عندما يتمزق جزء من هذا الرباط، مما يؤثر على استقرار الركبة ووظيفتها.
نتناول هذا المقال عزيزي القارئ تعريف الحالة، أسبابها، أعراض قطع جزئي في الرباط الصليبي، العلاج الجراحي وعلاج قطع الرباط الصليبي الأمامي بدون جراحة، ونصائح للوقاية والإدارة طويلة الأمد.
ما هو القطع الجزئي للرباط الصليبي الأمامي؟
القطع الجزئي في الرباط الصليبي الأمامي هو تمزق غير كامل في ألياف الرباط. حيث يتضرر جزء منه بينما يبقى الجزء الآخر سليمًا، وتختلف هذه الحالة عن القطع الكلي حيث يتمزق الرباط بشكل كامل.
يتكون الرباط الصليبي الأمامي من حزمتين من الألياف. وفى حالة القطع الجزئي للرباط الصليبي يتمزق جزء من الرباط الصليبي الأمامي وهذه الإصابات الجزئية تمثل 10-25% من إصابات قطع (تمزق) الرباط الصليبي الأمامي.
ويؤدي القطع الجزئي إلى عدم استقرار متفاوت في الركبة، وذلك اعتمادًا على شدة التمزق، وحالة الركبة بشكل عام ومصاحبة هذا القطع لإصابات أخرى في الركبة من عدمه.
وقد يكتفي الطبيب بعلاج تمزق الرباط الصليبي بدون جراحة في حالة الاصابات الغير مؤثرة على نمط حياة المصاب. أو يتم علاج التمزق جراحيًا في حالة إصابة الرياضيين أو المرضى النشطين بدنيًا.

أعراض القطع الجزئي للرباط الصليبي الأمامي
تشمل أعراض قطع جزئي في الرباط الصليبي الأمامي:
- ألم في الركبة يتفاوت في الشدة حسب شدة القطع.
- سماع صوت طقطقة عالي من الركبة
- صعوبة القدرة على مواصلة النشاط أو الحركة.
- تورم يظهر خلال 24 ساعة من الإصابة.
- شعور بعدم استقرار الركبة أو “خيانة” المفصل.
- عدم القدرة على ثني الركبة وتيبسها.
- صعوبة في تحمل الوزن على الركبة المصابة.
الأسباب الشائعة للقطع الجزئي للرباط الصليبي الأمامي
تتضمن الأسباب الشائعة ما يلي:
- التوقف المفاجئ أو تغيير الاتجاه بسرعة أثناء النشاط الرياضي.
- القفز والهبوط بشكل غير صحيح.
- التعرض لضربة مباشرة على الركبة، كما في الالعاب الرياضية التي تتطلب أحتكاكًا بدنيًا مباشرًا مع اللاعب المنافس، مثل رياضة كرة القدم.
- تحريك القدم في اتجاه معاكس للجسم.
- ثبات القدم عكس الاتجاه.
- استخدام أجهزة رياضيّة غير مناسبة قد لا تهتم بسلامة اللاعب.
- ضعف في العضلات نتيجة عدم الاهتمام بالتمرينات التي تقوي عضلات خاصة عضلات الفخذ والساق
- الضغط على العضلات، بصورة مفاجئة والتحميل عليها.

عوامل خطر الإصابة بقطع جزئي في الرباط الصليبي
تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة، منها:
- الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بسبب اختلافات تشريحية وهرمونية.
- المشاركة في رياضات تتطلب حركات مفاجئة: مثل كرة القدم وكرة السلة.
- عوامل تشريحية:
تُعتبر بعض العوامل التشريحية للركبة من المسببات الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بتمزق الرباط الصليبي الأمامي (ACL) جزئيًا. تشمل هذه العوامل ما يلي:
- زيادة ميلان السطح العلوي لعظمة القصبة (Increased Tibial Plateau Slope): يُعتقد أن زيادة هذا الميلان قد تساهم في زيادة خطر إصابة الرباط الصليبي الأمامي.
- صغر حجم الرباط الصليبي الأمامي: قد يكون الرباط الأصغر حجمًا أقل قدرة على تحمل القوى الميكانيكية، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة.
- الاختلافات بين الجنسين: وكما ذكرنا سابقًا تُظهر بعض الدراسات أن النساء قد يكنّ أكثر عرضة للإصابة بتمزق الرباط الصليبي الأمامي بسبب اختلافات تشريحية وهرمونية، مثل صغر حجم الرباط وزيادة مرونة الأربطة.

4. ضيق الشق بين اللقمتين الفخذيتين (Intercondylar Notch Stenosis): في هذه الحالة نجد الممر العظمي الواقع بين اللقمتين الفخذيتين (وهما طرفي نهاية عظمة الفخذ المقابله للطرف العلوي لعظمة الساق كما يتضح في الصورة)في عظم الفخذ ضيّقًا بشكل غير طبيعي. يوجد هذا الشق (الثلمة) في الجزء السفلي من عظمة الفخذ وتحتوي على الرباطين المتصالبين الأمامي والخلفي، اللذين يلعبان دورًا حيويًا في استقرار الركبة.

مقارنة بين أعراض القطع الجزئي والقطع الكلي للرباط الصليبي الأمامي
في حين أن كلا النوعين يسببان ألمًا وتورمًا، إلا أن القطع الكلي غالبًا ما يؤدي إلى عدم استقرار أكثر حدة في الركبة وشعور واضح بعدم القدرة على التحكم في المفصل.
تشخيص القطع الجزئي للرباط الصليبي الأمامي
يعتمد التشخيص على:
- إجراء الفحص الاكلينيكي: ليتمكن الطبيب من خلاله معرفة مدى مجال حركة مفصل الركبة، ومقدار ثباتها.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): لتحديد مدى التمزق وتقييم الأنسجة المحيطة وتبيان إصابة أربطة أخرى في الركبة من عدمه.
- الأشعة السينية: لاستبعاد وجود كسور عظمية.

علاج قطع جزئي في الرباط الصليبى الأمامي
العلاج غير الجراحي (التحفظي)
يُفضل علاج قطع الرباط الصليبي الأمامي بدون جراحة في الحالات التي يكون فيها التمزق محدودًا والركبة مستقرة نسبيًا، ويشمل:
- العلاج الطبيعي: لتحسين القوة والمرونة.
- استخدام دعامات الركبة: لتوفير الدعم أثناء النشاطات.
- الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): لتخفيف الألم والتورم.
- الثلج والراحة: لتقليل التورم والألم .
العلاج الجراحي
أحيانًا لا يمكن علاج تمزق الرباط الصليبي بدون جراحة، وقد يحتاج المصاب إلي إجراء عملية جراحية، وهي بناء الرباط الصليبي (عملية الرباط الصليبي) من خلال المنظار وقد يكون ذلك بسبب الشعور بالألم وعدم الاستقرار في الركبة. ويمكنك القراءة عن عملية الرباط الصليبي بشكل مفصل من هنا.

ويُوصى بالجراحة في الحالات التالية:
- عدم استقرار الركبة بشكل ملحوظ.
- فشل العلاج غير الجراحي في تحقيق التحسن المطلوب.
- رغبة المريض في العودة إلى نشاطات رياضية عالية المستوى.
العلاج الطبيعي للقطع الجزئي للرباط الصليبي الأمامي
يتطلب التأهيل بعد الإصابة بالقطع الجزئي في الرباط الصليبي الأمامى تقييمًا دقيقًا لدرجة الإصابة والتزامًا جادًا ببرنامج العلاج الطبيعي.
يُصمم هذا البرنامج من قبل أخصائي العلاج الطبيعي بالتعاون مع طبيب العظام المعالج، ويهدف إلى استعادة وظيفة الركبة وتقوية العضلات المحيطة بها.
تمارين تقوية العضلات:
تُركز على تعزيز عضلات الفخذ والأوتار المحيطة بالركبة، مما يساعد في دعم المفصل وتحسين استقراره.
يتضمن برامج تقوية العضلات المحيطة بالركبة وتحسين التوازن، مثل:
تمارين تقوية العضلة الرباعية: مثل تمارين الضغط الثابتة.
تمارين تحسين نطاق الحركة: مثل تمارين الانزلاق بالكعب.
التمارين المائية:
تُستخدم التمارين في الماء لتقليل الضغط على الركبة المصابة، مما يسمح بحركة أسهل ويقلل من الألم أثناء التمارين.

تمارين الملعب:
بعد تحقيق مستوى مناسب من الاستقرار في مفصل الركبة، يتم تنفيذ تمارين ميدانية في الملاعب الريياضية تهدف إلى تحسين التوازن والتنسيق والقدرة على أداء الحركات الرياضية.
مدة البرنامج التأهيلي:
تتراوح فترة التأهيل بين 3 إلى 9 أشهر، اعتمادًا على شدة الإصابة ومدى استقرار مفصل الركبة. يتطلب النجاح في هذا البرنامج التزامًا تامًا من المريض بجلسات العلاج والتمارين الموصوفة.
الأدوية المساعدة:
خلال فترة التأهيل، قد يصف الطبيب مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين لتقليل الالتهاب والتورم وتخفيف الألم.
ويجب متابعة التقدم بانتظام مع الفريق الطبي المعالج لضمان تحقيق أفضل النتائج وتعديل البرنامج التأهيلي وفقًا لاحتياجات المريض الفردية.
الوقاية من القطع الجزئي للرباط الصليبي الأمامي
للحد من خطر الإصابة عليك اتباع الآتي:
- ممارسة تمارين تقوية العضلات المحيطة بالركبة.
- الاحماء قبل البدء في النشاط الرياضي.
- تعلم تقنيات القفز والهبوط الصحيحة.
- استخدام معدات مناسبة وممارسة الرياضة على أسطح آمنة.
تطور الحالة على المدى الطويل
قد يتطور القطع الجزئي إلى قطع كامل إذا لم يُعالج بشكل مناسب، مما يزيد من خطر حدوث إصابات أخرى في الركبة مثل تمزق الغضروف الهلالي.
المضاعفات المحتملة للاصابة بقطع جزئى في الرباط الصليبى
في حالة إهمال علاج القطع الجزئي للرباط الصليبي الأمامي، يمكن أن تتفاقم المشكلة مما يؤدي إلى:
- زيادة خطر القطع الكامل: بسبب عدم استقرار الركبة.
- إصابات أخرى في الركبة: مثل تمزق الغضروف الهلالي.
- التهاب المفاصل المبكر: نتيجة تلف الغضروف بمرور الوقت.
الخاتمة
يُعد القطع الجزئي للرباط الصليبي الأمامى من الإصابات التي يمكن التعامل معها بفعالية إذا تم التشخيص المبكر واختيار العلاج المناسب. يجب على المرضى اتباع الإرشادات الطبية بدقة لضمان التعافي التام وتجنب المضاعفات.
مقالات ذات صلة
هل عملية الرباط الصليبي ضرورية؟
ما هي أضرار قطع الرباط الصليبي؟
قطع الرباط الصليبي في حالات قطع الغضروف الهلالي
أسئلة شائعة عن القطع الجزئى في الرباط الصليبي
نعم، يمكن علاج القطع الجزئي للرباط الصليبي الأمامي دون تدخل جراحي في بعض الحالات.
إذا كانت ركبة المريض مستقرة ولا يعاني من شعور بعدم الثبات، فقد يتعافى خلال بضعة أشهر من خلال العلاج الطبيعي وتمارين تقوية عضلات الفخذ، دون الحاجة للجراحة.
ومع ذلك، إذا كانت الركبة غير مستقرة، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا لإعادة بناء الجزء المقطوع من الرباط.
تختلف مدة العلاج بناءً على شدة الإصابة وخطة العلاج المتبعة. في الحالات غير الجراحية، قد تتراوح فترة التعافي بين عدة أسابيع إلى عدة أشهر، مع التركيز على العلاج الطبيعي وتقوية العضلات المحيطة بالركبة .
يمكن أن يلتئم القطع الجزئي للرباط الصليبي الأمامي دون تدخل جراحي في بعض الأحيان، خاصةً إذا كانت الركبة مستقرة.
يتضمن العلاج التحفظي الراحة والعلاج الطبيعي لتقوية العضلات المحيطة .
يتضمن الشفاء من التمزق الجزئي للرباط الصليبي الأمامي اتباع برنامج علاج طبيعي يركز على تقوية العضلات المحيطة بالركبة، تحسين نطاق الحركة، واستعادة التوازن.
References
https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC4519562
https://www.verywellhealth.com/when-does-a-partial-acl-tear-require-surgery-2549219