الركبة الطبية أحد الوسائل العلاجية التي قد يوصي بها الطبيب لعلاج إصابة أو ألم بالركبة أو لحمايتها من إصابة محتملة خاصًة بعد إجراء عملية جراحية. ورغم أن استخدام الركبة الطبية يٌعد محل جدل واسع بين الاطباء في بعض اصابات الركبة إلا أنها ضرورية في حالات أخرى. تتعدد أنواع الركبة الطبية وتختلف باختلاف استخداماتها. وفيما يلي نستعرض أنواع دعامات الركبة المختلفة واستخداماتها وفوائدها وأضرارها المحتملة إن وجدت.
نظرة عامة
تغيرت طرق علاج وحماية الركبة من الإصابات نتيجة التطور المتسارع لتحسين أجهزة تقويم الركبة. وتُعد إصابات الركبة من أكثر الإصابات التي تُعطل ممارسة الإنسان لأنشطته اليومية. فالركبة أكبر مفاصل الجسم وتلعب دورًا محوريًا في حمل وزن الإنسان وتيسير قدرته على الحركة والمشي وممارسة الأنشطة المختلفة بسلاسة، وبسبب موقعها في الهيكل العظمي فهي مُعرضة بشكل كبير للإصابة أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية. وقد حظيت دعامات الركبة باختلاف أنواعها على اهتمام الأوساط الرياضية والطبية مؤخرًا وذلك بسبب انتشار إصابات الركبة لدى الرياضيين الذين يتمتعون بشهرة واسعة إلى جانب حملات التسويق المكثفة لدعامات ومشدات الركبة الطبية والترويج لها كوسائل علاجية ووقائية لمنع الإصابات المختلفة. واختلفت نتائج الدراسات التي أُجريت على مستخدمي مشدات الركبة وكذلك اختلفت آراء الأطباء حول جدوى استخدام هذه الدعامات العلاجية أو الوقائية. لذلك من الضروري الحصول على رأي طبي موثوق وغير متحيز وعلى دراية شاملة بنوعية الإصابة قبل استخدام أياً من أنواع الركبة الطبية والتي سنذكر أنواعها واستخداماتها فيما يلي:
أنواع واستخدامات الركبة الطبية
تتعدد استخدامات دعامات الركبة فقد تستخدم لتخفيف الألم أو لتجنب الإصابات أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية أو لدعم وحماية الركبة بعد إجراء العمليات الجراحية. ويتم تصنيع الركبة الطبية بمواد مختلفة مثل البلاستيك أو المعادن، أو مادة رغوية (Foam) أو مواد وأشرطة مطاطيه, ويتم انتاجها بأشكال وتصميمات وأحجام متعددة. ويتم الاختيار من بينها حسب الهدف المرجو من ارتدائها.
الركبة الطبية الوظيفية (Functional braces):
يتم استخدام هذا النوع بعد شفاء الركبة من إصابة بالغة، وتعمل الركبة الطبية الوظيفية على تقديم الدعم والثبات والتحكم في حركة الركبة لمنع تكرار الإصابة بها. وقد صممت خصيصًا من أجل الرياضيين الذين يعانون من عدم ثبات المفصل الناتج عن إصابة الأربطة. فكثيرًا ما يستخدم الرياضيين الركبة الوظيفية بعد شفاء الركبة التي تعرضت للإصابة، خاصًة بعد جراحة إعادة بناء الرباط الصليبي. وهي مصممة بفتحة أمامية على الركبة مع وجود مفصلين على جانبيها للسماح للركبة بالحركة الآمنة والانثناء مع الحد من حركة الأربطة، مما يساعد على حماية الركبة وشفاء الأربطة سريعًا.
ركبة لإعادة التأهيل (Rehabilitative or Postoperative braces):
يستخدم هذا النوع في الأسابيع الأولى بعد إجراء جراحة في الركبة (من أسبوعين إلى ثمانية أسابيع مع استخدام العكازات). وتقوم ركبة إعادة التأهيل بالحد من الحركة التي قد تسبب أذى للركبة المراد إعادة تأهيلها بعد الجراحة. ووظيفتها الرئيسية هي حماية الركبة من الإصابة وحماية الأربطة التي أُعيد بنائها والسماح بالحركة المبدئية للركبة بعد الجراحة ومنع تكرار الإصابة ذاتها مرة أخرى أو أي إصابة أخرى محتملة وتقليل تحميل الوزن على الركبة ومنع الالتواء. ومثال على ذلك استخدامها بعد جراحة تمزق الرباط الصليبي. وتتعدد أشكال هذا النوع من دعامات الركبة الطبية.
ركبة طبية لإعادة توزيع الوزن (Unloader braces):
وتستخدم لتخفيف الألم الناتج عن التهاب المفاصل. حيث تقوم بتحويل وزن الجسم الواقع على المنطقة المصابة في الركبة إلى منطقة أخرى أكثر قوة وهي الفخذ. ويتم الاستعانة بها في حالة الإصابة بمرض خشونة الركبة (التهاب المفاصل التنكسي) وهو تآكل غضروف الركبة الذي يؤثر أحيانًا على أحد جانبي الركبة أكثر من الجانب الآخر محدثًا إزاحة للركبة فيما يشبه وضع الركبة الروحاء (Genu valgum) أو تقوس الساقين.
ركبة طبية وقائية (Prophylactic braces):
وهي مصممة لحماية الركبة من الإصابات المحتمل حدوثها أثناء المباريات الرياضية مثل كرة القدم. ويهدف استخدامها لحماية الرباط الجانبي الإنسي (المتواجد داخل الركبة) والرباط الصليبي أثناء الالتفاف المفاجئ وقت المباريات, وللتقليل من الإجهاد أثناء ممارسة الرياضة. يلجأ بعض مرضى خشونة الركبة لارتدائها إيمانًا منهم بأنها تخفف من الألم، ولكن حسب الدراسات العلمية فهي لا تمثل أي جدوى في علاج خشونة الركبة. تصنع الركبة الوقائية من الألياف المرنة والنايلون ويتم تثبيتها حول الركبة بأشرطة للتحكم في مجال حركتها. ويشيع استخدامها بين الرياضيين على الرغم من عدم ثبوت فعاليتها ومازالت الدراسات مستمرة لإثبات جدوى ارتداء هذه الركبة الوقائية من عدمه.
ركبة طبية ضاغطة (Compression or sleeve braces):
وهي أكثر أنواع دعامات الركبة استخدامًا، وهي متاحة بأسعار مقبولة وبمقاسات مختلفة تناسب الجميع. وفي الواقع لا يمكن اعتبارها دعامة فهي أقرب إلى رباط ضاغط مطاطي مُصَنَع من النايلون والألياف ومصمم كقطعة واحدة سهلة الارتداء. وتقوم بالضغط حول مفصل الركبة مما يساعد على دعم الركبة ويُمكنها من السيطرة على الألم والتورم .
ركبة طبية لعلاج متلازمة الألم الرضفي الفخذي (Patellofemoral Braces):
وهي أحد أنواع الركبة الطبية الضاغطة وتُستخدم لعلاج ألم المتلازمة، وهو ألم في مقدمة الركبة حول الرضفة (عظمة الصابونة) ويطلق عليها “ركبة العداء” ويزداد الألم عند الجري أو استخدام الدرج أو الجلوس لفترات طويلة أو الجلوس مع ثني الركبة (جلسة القرفصاء). يساعد هذا النوع على تخفيف الألم وتصحيح محاذاة عظمة الرضفة وتثبيتها في حالة الإصابة بخلع الرضفة ومقاومة تحركها ونزوحها للخارج. كما يمكن استخدامها لعلاج آلام الركبة الداخلية باختلاف تشخيصاتها مثل ضعف غضاريف الصابونة، كذلك تُستخدم في حالات تيبس العضلات حول الركبة.
ركبة طبية مفصلية مزودة بعداد (Hinged knee braces):
ويشيع استخدام هذه الجبيرة الطبية بعد العمليات الجراحية حيث تمتد أحيانًا من الكاحل إلى أسفل الفخذ وذلك لضمان ثبات الركبة والساق ومنع التواء الكاحل. كما يمكن استخدامها أثناء العلاج من الكسور وتمزق أربطة الركبة والساق. كما تُستخدم أثناء علاج بعض حالات الشلل. وهي مزودة بعداد للتحكم في مجال حركة ودرجة انثناء الركبة.
فوائد وأضرار استخدام الركبة الطبية
الجدل الدائر حول جدوى استخدام دعامات الركبة من عدمه أو إثبات ضرر استخدامها لم يتم حسمه بعد. لذلك على المريض الأخذ برأي طبيبة المعالج الذي يحدد ضرورة استخدام دعامات الركبة وتحديد النوع المناسب للحالة، فكما سبق وذكرنا فإن استخدام أحد أنواع جبائر أو دعامات الركبة قد يكون ضروريًا في حالات معينة مثل بعض أنواع الكسور والفترات التي تلي العمليات الجراحية. وقد ينصح الأطباء باستخدامها لمنع تفاقم الإصابة أو تكرارها وأيضًا للعمل على ثبات الركبة. هناك أيضًا فائدة نظرية تتمثل في زيادة الثقة في الركبة خلال الأنشطة المختلفة من خلال توفير الشعور بالأمان للركبة. ومن هنا نجد أن الفائدة القصوى من ارتداء مشدات الركبة يتمثل في ضمان ثبات الركبة. ومن هذه الفائدة تحديدًا يظهر الضرر من ارتداء دعامات الركبة والذي يتمثل في تيبس العضلات والأربطة التي تدعم الركبة، فثبات الركبة في وضع معين لفترة طويلة يمنع العضلات والأربطة من الحركة والقيام بالوظائف الخاصة بهما، هذا بالإضافة إلى إمكانية التهاب الجلد وتهيجه. وهنا يقوم الطبيب بموازنة الفوائد والأضرار وأخذ القرار المناسب تبعًا للحالة.
أسئلة متكررة عن الركبة الطبية.
هل ارتداء الركبة الطبية مفيد؟
هل يمكن ارتداء الركبة الطبية طيلة اليوم؟
ما هو أفضل نوع بين أنواع الركبة الطبية المتعددة؟
https://www.aafp.org/afp/2000/0115/p411.html
