علاج خشونة الركبة المتقدمة بدون جراحة في مصر
تُعدّ خشونة الركبة من أكثر أمراض المفاصل شيوعًا، خاصةً مع التقدم في العمر. حيث يُعاني المريض من آلام مزمنة وتيبس في الركبة، ممّا يُعيق حركته ويُؤثّر على جودة حياته. لذلك، فالبحث عن علاج خشونة الركبة المتقدمة هو أولوية لكلٍ من المريض والطبيب المعالج.
تُصيب خشونة الركبة الغضروف بالتآكل. والغضروف هو النسيج المُبطّن لسطح العظام، ممّا يُؤدّي إلى احتكاكها،أي العظام، ببعضها البعض، مُسببًا الألم والالتهاب. تتراوح أعراض الخشونة بين ألم خفيف وتيبّس في الركبة، ممّا قد يتفاقم ليُصبح ألمًا حادًا يُعيق المشي أو ممارسة الأنشطة اليومية، كما يؤثر الألم المزمن سلبًا على حالة المريض النفسية، مؤديًا في كثيرٍ من الأحيان إلى الإصابة بالاكتئاب.
لسبب أو لآخر قد يُفضل المريض تجنب أو تأجيل إجراء جراحة في الركبة لعلاج الخشونة المتقدمة. مما يدفع الطبيب لإيجاد حلول بديلة لتخفيف آلام المريض ومساعدته على ممارسة مهامه اليوميه بشكل شبه طبيعي.
علاج خشونة الركبة يمكن تطبيقه بطرق جراحية أو غير جراحية (علاج تحفظي). ولكن هل تفيد تقنيات علاج خشونة الركبة بدون جراحة في جميع الحالات وجميع مراحل المرض؟ وإلى أي مدى يمكن تجنب أو تأجيل إجراء جراحة لتغيير مفصل الركبة كعلاج نهائي لخشونة الركبة؟
في هذا المقال، سنجيب عن الأسئلة السابق طرحها، إلى جانب التركيز على موضوع مقالنا، علاج خشونة الركبة بدون جراحة في مصر 2024.
نظرة عامة
تعتبر التغيرات الناتجة عن التقدم في العمر بمفاصل الجسم بوجه عام ومفصل الركبة بوجه خاص تغيرات حتميه. ولكن تساعد الرعاية الطبية والعلاج المبكر لأي إصابة في المفصل على تأجيل أو الحد من آثار خشونة الركبة.
تنتج خشونة الركبة كما سبق وأشرنا عن التقدم في العمر والاستخدام الدائم للمفصل. هذا إلى جانب الأمراض المزمنة والإصابات حول الركبة وكذلك زيادة الوزن والجلوس في وضعيات خاطئة مثل وضعية القرفصاء. ويبدأ التدهور تدريجيًا في الغضاريف التي تغطي أطراف عظام مفصل الركبة وتحميها من الاحتكاك أثناء الحركة، فيبدأ بالتآكل وبالتالي يفقد مرونته.
يحاول الجسم اصلاح تدهور الغضروف عن طريق تكوين نتوءات عظمية على أطراف المفصل، في محاولة لتثبيت مفصل الركبة. إلا أن هذه النتوءات العظمية تسبب التهاب المفصل وتيبسه مع الشعور بالألم والحد من نطاق حركة المفصل، وهذه باختصار خشونة الركبة وأعراضها.
ولا تقتصر أعراض خشونة الركبة على الألم ولكن تمتد للتورم والارتشاح وهي دلائل على شدة الخشونة وتدهور وضع المفصل مما قد يؤدي إلى تشوهات في الركبة وصعوبة بالغة في المشي والحركة.
مع استمرار تآكل الغضروف، تضيق المسافة بين عظام المفصل، مما يؤدي إلى الاحتكاك بين العظام. وبالإضافة إلى ذلك، قد يصبح المفصل المصاب غير مستقر بسبب فقدان الغضروف والتغيرات الهيكلية التي طرأت على المفصل.
خشونة الركبة المتقدمة هي الدرجة الأخيرة من مراحل أربعة تُمثل درجات تطور الإصابة بخشونة الركبة، يمكنكم الاطلاع على هذه الدرجات بالنقر هنا. وعادةً ما يكون الحل النهائي في هذه المرحلة هو تغيير مفصل الركبة. ولاحقًا في هذا المقال، نستعرض معكم ما يمكن القيام به لتفادي أو لتأجيل هذه الجراحة.
أعراض خشونة الركبة المتقدمة
يشخص الطبيب حالة خشونة الركبة من الدرجة الرابعة (حالة الخشونة المتقدمة) إذا ظهرت الأعراض التالية على المريض:
- تآكل شديد في غضروف الركبة
- ضيق أو تلاشي المسافة بين عظام المفصل
- شعور المريض بالتهاب ودفئ (حرارة) المفصل
- تأثر السائل الزلالي، الذي يقوم بتزييت المفصل ومنع الاحتكاك بين العظام، رغم تورم الركبة.
- وجود نتوءات عظمية بالمفصل
- احتكاك بين عظام مفصل الركبة
- الشعور بألم شديد عند تحريك المفصل
- يمنعك الألم الشديد من ممارسة أنشطتك ومهامك اليومية.
- وسائل العلاج التحفظي المعتادة لم تعد كافيه لمنح المريض الراحة وتسكين الألم.
علاج خشونة الركبة المتقدمة بدون جراحة
خشونة الركبة تحدّيًا يُمكن التغلّب عليه. حيث تُساعد الطرق غير الجراحية في تخفيف أعراض الخشونة وتحسين وظائفها. ومع اتباع العلاج المناسب وتغيير نمط الحياة، يُمكن للمريض أن يُحافظ على جودة حياته ويُمارس أنشطته اليومية دون ألمٍ أو إعاقة.
وكذلك وفقًا لحالة مريض خشونة وصحته العامة وكذلك نمط حياته. فكبار السن على سبيل المثال أقل نشاطًا من الشباب.
يركز العلاج التحفظي لالتهاب مفاصل الركبة على خيارات غير جراحية ومنخفضة المخاطر ولا تضع عبئًا ماليًا كبيرًا على المريض. يوصي معظم الأطباء بشكل عام بهذه العلاجات كخطوة أولى في الجهود المبذولة لتقليل الألم وزيادة وظيفة مفصل الركبة.
فإذا كانت لديك مخاوف بشأن جراحة الركبة وترغب في تجربة خيارات أخرى، فهذه هي نقطة البدء. وذلك باستخدام العلاجات التي تقع تحت مظلة العلاج التحفظي، والتي قد تتمكن من تأخير جراحة تركيب مفصل الركبة الصناعي أو تجنبها تمامًا وتقليل اعتمادك على مسكنات الألم بشكل كبير. ولكن يلزم التنويه مجددًا أن هذه الطرق لا تعالج خشونة الركبة نهائيًا، ولا تناسب جميع الحالات التي تدهورت.
العلاج التحفظي لخشونة الركبة المتقدمة
تُعدّ الطرق غير الجراحية خيارًا فعّالًا لعلاج خشونة الركبة المتقدمة، وتُساعد في تخفيف الألم وتحسين وظائف الركبة. وهذه الطرق نذكرها فيما يلي:
العلاج الطبيعي والتمرينات الرياضية
يُعدّ العلاج الطبيعي من أهم طرق العلاج التحفظي لخشونة الركبة. حيث يُركّز على تمارين تقوية العضلات المحيطة بالمفصل وتحسين مرونتة، ممّا يُساعد في تخفيف الضغط على الركبة وتحسين وظائفها وتقليل الحمل الواقع عليها. إضافةً إلى إمكانية استخدام أجهزة الموجات القصيرة أو فوق الصوتية إلى جانب العلاج اليدوي.
كذلك يجب الاهتمام بالتمارين التي يمارسها المريض بنفسه. والتي تعمل على زيادة قوة العضلات مما يساعد على امتصاص تأثير المشي والأنشطة الأخرى بشكل أفضل. ويمكن تحقيق ذلك بممارسة تمارين المقاومة والتمارين الهوائية "الأيروبكس".
ويمكنكم الإطلاع على التمرينات الخاصة بخشونة الركبة بالنقر هنا والتي يستطيع المرضى ممارستها في المنزل. كما يمكنكم الإطلاع على صفحة التمارين المائية لمرضى خشونة الركبة، وذلك لما لها من أهمية في المساعدة على تقليل الألم وتأجيل تدهور الحالة.
قد تكون ممارسة التمارين الرياضية صعبة إذا كنت تعاني من أعراض حادة. فقد تسبب في البداية نوبات مؤلمة وانزعاجًا.
إذا كنت تواجه صعوبة في البدء أو تجد صعوبة في الحفاظ على روتين التمارين الرياضية بسبب الألم، فقد تكون المساعدة الميكانيكية الحيوية (العصا، والمشايات) مناسبة لك. يعمل هذا النوع من الأدوات على تخفيف الضغط عن ركبتك، مما يقلل الألم ويوفر لك التشجيع الذي تحتاجه لممارسة الرياضة.
فقدان الوزن
يعد فقدان الوزن خيارًا أكثر واقعية لأولئك الذين يعانون من آلام شديدة في الركبة. فهو يقلل من مقدار الضغط الواقع على الركبة أثناء الأنشطة الحركية. كما أنه لا يُعَرض المريض لأيًا من النوبات المؤلمة التي يمكن أن تحدث أثناء التمرينات الرياضية.
كذلك يؤدي انخفاض وزن الجسم الإجمالي بنسبة 10% إلى زيادة في وظيفة الركبة بنسبة 30%. وهذا يعني أن فقدان الوزن يمكن أن يكون له تأثير كبير على آلام الركبة.
التدابير الفيزيائية
- المشايات والعكازات: قم بتقليل الضغط على مفصل الركبة بالكامل عن طريق إعادة توزيع الوزن على الجزء العلوي من الجسم أو الساق السليمة. وذلك باستخدام المشاية أو العكاز أثناء الحركة.
- الأحذية والنعال الداخلية: يمكنها إعادة توزيع الضغط على المناطق السليمة في الركبة. كما تعمل الأحذية الطبية على تخفيف التأثير على مفاصلك أثناء المشي والركض.
- دعامات الركبة المفرغة: يمكن أن تعمل دعامات الركبة الخاصة بالتهاب المفاصل على تحويل الضغط بعيدًا عن المناطق المتضررة في ركبتك إلى المناطق التي يكون فيها الغضروف أكثر صحة.
- دعامات الركبة المفصلية : وهي تجمع بين فوائد التمارين الرياضية وفقدان الوزن وتقنية تقوية الركبة التقليدية.
- الشريط المطاطي الطبي ( kinesiology tape) أو ما يعرف ب K-Tape: وهو شريط علاجي يتم لصقه على اماكن محدده على الجسم لتوفير الدعم وتخفيف الألم وتقليل التورم وتحسين الأداء. ويتم لصقه على الركبة لنفس الأغراض السابق ذكرها.
أظهرت إحدى الدراسات أن لصق شريط kinesiology على الركبة املا فى زيادة كفاءتها. كما ذكرت دراسة أجريت عام 2017 أن الشريط قد يحسن تدفق الدم في الجلد. وكذلك قد يحسن أيضًا دوران السوائل اللمفاوية. والجهاز اللمفاوي هو الطريقة التي ينظم بها الجسم التورم وتراكم السوائل.
الكمادات: يمكن تطبيقها عدة مرات يوميًا لمدة 15 إلى 20 دقيقة لتخفيف آلام خشونة الركبة. ويمكن استخدامها بالثلج أو الحرارة لتخفيف الألم والالتهاب.
كما يمكنكم عمل تغييرات فى أسلوب الحياة وذلك عن طريق اتباع التعليمات العامة للخشونة. وهى مهمة للغاية لعلاج خشونة الركبة.
العلاج الدوائي
غالبًا ما يوصي الطبيب باستخدام مسكنات الألم ومضادات الالتهاب لتخفيف أعراض خشونة الركبة. وغالبًا أيضًا ما يسيئ المرض استخدام هذه التوصية، ويفرطون في استخدام العلاج الدوائي لسهولة تناولة وسرعة مفعوله متناسين آثارة الجانبية على المدى الطويل.
وعادةً ما يصف الطبيب الدهانات والمراهم الموضعية لتقليل الإلتهاب والتورم وتسكين الألم.
حقن الركبة الموضعية
يُمكن استخدام علاجاتٍ أخرى، مثل حقن الكورتيزون أو حمض الهيالورونيك أو حقن البلازما والخلايا الجذعية، وأيضًا البرولوثيرابي وغيرهم لعلاج خشونة الركبة المتقدمة. ويمكنكم الإطلاع على هذا المقال لمعرفة المزيد عن حقن الركبة الموضعية.
يتطلب تطبيق أحد هذه الوسائل العلاجية أو الجمع بين أكثر من وسيلة في خطه علاجية محكمه، الإستعانه بطبيب ماهر متخصص في هذا المجال. وذلك لضمان تجربة علاجية تؤتي ثمارها.
علاج السبب أم علاج الأعراض؟!!
للأسف، يستخدم معظم مرضى خشونة الركبة المسكنات بإفراط حتى يستطيعوا التغلب على الألم وممارسة مهامهم اليومية. فنجد على سبيل المثال دراسة تشير إلى استهلاك أكثر من 650.000 مريض بالتهاب المفاصل الروماتويدي في الولايات المتحدة بشكل مزمن للأدوية المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين. بالإضافة إلى ذلك، يتلقى الكثير من المرضى الآخرين حقن الكورتيكوستيرويد (الكورتيزون) وحمض الهيالورونيك.
وعلى الرغم من الاستخدام الواسع النطاق للخيارات الدوائية، تشير الأدلة العلمية إلى أن هذه العلاجات تعمل في الواقع على تسريع تدهور المفاصل وتطور هشاشة العظام. إذ أن ألم الركبة، والألم بصفة عامه، موجود لتنبيه المريض لمشكلةٍ ما.
لذا، فإن تقليل قدرة الجسم على إرسال إشارات الألم كيميائيًا حتى تتمكن من استخدام ركبتك بشكل طبيعي بدون ألم، يمكن أن يسبب المزيد من الضغط على مناطق الركبة المتضررة بالفعل دون أن يشعر المريض وذلك بسبب مفعول الأدوية المسكنة.
بغض النظر عن النهج العلاجي الذي تختاره، يجب أن يكون الاعتبار الرئيسي هو مدى مساعدتك على تقليل الحمل على مفصل الركبة أثناء الأنشطة اليومية. حدد الباحثون انخفاض التحميل على المفصل كاستراتيجية علاجية مفضلة لالتهاب المفاصل العظمي في الركبة.
حيث يُعتقد أن انخفاض الضغط الواقع على الركبة سيقلل من معدل تدهور الغضروف الذي غالبًا ما يتفاقم خلال فترات النشاط المجهد (الركض، المشي لمسافات طويلة، القرفصاء).
في مفاصل الركبة السليمة، يميل الغضروف التالف إلى الشفاء ببطء، ولكن في الركبة المصابة بالخشونة، تفشل استجابة الشفاء، مما يؤدي إلى تدهور وتآكل ثابت للمفصل. وفي نهاية المطاف، يمكن أن يؤدي هذا إلى نتوءات العظام والألم الذي ينتج عنه.
تخفيف الحمل عن مفصل الركبة يسمح بتقليل الضغط أو إعادة توزيعه في مكان آخر. ونتيجة لذلك، يتم تقليل الألم وتقليل الضرر الإضافي للغضروف. ويتم تخفيف الحمل عن الركبة عن طريق تقليل وزن الجسم وتقوية العضلات المحيطة بالركبة
أسئلة شائعة عن علاج خشونة الركبة بدون جراحة في مصر 2024
للأسف، لا يوجد علاج نهائي لخشونة الركبة. تهدف العلاجات المتاحة إلى إبطاء تقدم الحالة وتخفيف الأعراض وتحسين نوعية حياة المريض.
مع ذلك، يمكن للعديد من الأشخاص الذين يعانون من خشونة الركبة العيش حياة طبيعية ونشطة من خلال اتباع نهج علاجي شامل يجمع بين:
العلاج الطبيعي: تقوية العضلات وتحسين نطاق حركة المفصل.
العلاج الدوائي: مسكنات الألم ومضادات الالتهاب.
تغيير نمط الحياة: الحفاظ على وزن صحي، ممارسة الرياضة بانتظام، ارتداء الأحذية المناسبة.
في بعض الحالات، قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة إذا فشلت العلاجات غير الجراحية في تخفيف الأعراض بشكل كافٍ.
لا يوجد دواء واحد يمكن ان نطلق عليه "أفضل علاج خشونة الركبة". حيث يعتمد الدواء الأفضل للحالة على شدتها وأعراضها وعمر المريض وحالته الصحية بشكل عام.
بعض الأدوية الشائعة لعلاج خشونة الركبة تشمل:
مسكنات الألم: مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين.
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: مثل ديكلوفيناك أو نابروكسين.
حقن الكورتيزون: تُقلل من الالتهاب الشديد.
حقن حمض الهيالورونيك: يُساعد على تليين المفصل.
لا يمكن القول بأن الكوارع تعالج خشونة الركبة إلا أنها مفيدة لصحة المفاصل بوجه عام.
ومع ذلك، فإن شوربة الكوارع تحتوي على مادة الكولاجين، وهي مادة موجودة في الغضروف.
يعتقد بعض الناس أن تناول الكوارع قد يساعد في تحسين أعراض خشونة الركبة، مثل الألم والالتهاب.
نعم، يمكن أن يكون لبس الركبة الطبية مفيدًا لخشونة الركبة. وللمزيد يمكنكم الإطلاع على الجزء الخاص بالركبة الطبية في هذا المقال.
References
https://www.medicalnewstoday.com/articles/advanced-osteoarthritis