تمزق عضلات الأرداف الجانبية (Gluteus Medius Tear) إصابة يصعب تشخيصها في كثير من الأحيان. وذلك لتشابه أعراضها مع أعراض حالات مرضيه أخرى. كما أن بعضًا من هذه الأمراض قد تكون أحد عوامل الإصابة بتمزق عضلة الأرداف الجانبية.
فإذا كنت تعاني من حالة تنكسيه في الورك أو إصابات أخرى في الفخذ، مثل هشاشة العظام في الورك، أو الالتهاب الجرابي، أو متلازمة الشريط الحرقفي الظنبوبي، فقد تصاب بتمزق عضلة الأرداف الجانبية أيضًا.
يشمل تمزق عضلة الأرداف الجانبية ألمًا في الجزء الخارجي من الورك والأرداف، ومشية غير طبيعية، وآلام أسفل الظهر، ومحدودية الحركة.
وسبب محدودية الحركة وانخفاض نطاق حركة المفصل يرجع في هذه الحالة إلى وظيفة عضلة الأرداف الجانبية. وتتمثل هذه الوظيفة في الحفاظ على ثبات الحوض أثناء المشي أو الجري أو الحركة بشكل عام.
نظرة عامة
عضلة الأرداف الجانبية أحد العضلات التي تشكل الأرداف الخارجية في جسم الإنسان. وهي عضلات واسعة وسميكة وقوية نسبيًا، وهامة من أجل العمل على استواء الوركين. تعمل هذه العضلات معًا للمساعدة في الحفاظ على التوازن والتحكم في الجزء السفلي من الجسم.
عندما تصاب هذه العضلات أو تصبح ضعيفة، تكون النتيجة مشية غير طبيعية (عرج) وألم في الأرداف قد يمتد إلى أسفل الظهر.
الوظيفة الأساسية لهذه العضلة هي تحريك الورك والفخذ إلى الخارج. وهي وظيفة هامة للحفاظ على التوازن عند الوقوف على ساق واحدة.
تساعد عضلة الأرداف الجانبية أيضًا على دوران الفخذ إلى الداخل، وهي حركة تُسمى الدوران الإنسي. وهذه الحركة مهمة لمحاذاة الساقين والحوض عند المشي أو الجري.
بالإضافة إلى هذه الوظائف الحركية، تلعب العضلات الجانبية للأرداف دورًا في تثبيت الحوض عند الوقوف على ساق واحدة. وهو ما يعمل مع العضلات الأخرى في الورك والحوض للحفاظ على المحاذاة والتوازن المناسبين و عدم سقوط الحوض فى الجهة التى يتم عندها رفع الرجل من على الارض.
يمكن أن يؤدي الضعف أو عدم التوازن في العضلة الجانبية للأرداف إلى مشاكل في الوضعية والمشية، بالإضافة إلى آلام أسفل الظهر والورك.
التمارين التي تستهدف العضلة، مثل رفع الساق للخارج أثناء الإستلقاء، والقرفصاء بساق واحدة (One leg squats)، يمكن أن تساعد في تقوية وتحسين وظيفة العضلة الجانبيه للأرداف.
أسباب تمزق عضلات الأرداف الجانبية
عادةً ما يحدث تمزق عضلات الأرداف الحنبية في الوتر الذي يربط العضلة بعظم الفخذ. وغالبًا ما تكون التمزقات العضلية في الأرداف تنكسيه بطبيعتها نتيجة حدوث تغيرات فى الوتر و لا سيما مع تقدم العمر.
فالأفراد الذين يعانون من حالات تنكسيه في الورك أو إصابات الورك الأخرى، مثل هشاشة العظام في الورك، والتهاب الكيس المدوري، ومتلازمة الشريط الحرقفي الظنبوبي، هم الأكثر عرضة للإصابة بتمزق عضلة الأرداف الجانبية.
يمكن أن يحدث تمزق أيضًا في عضلات الأرداف الجانبية بصورة مفاجئة عند التعرض للإصابات الرياضية، خاصةً أولئك الرياضيين الذين يستخدمون عضلات الورك بشكل متكرر. فالعدائون، على وجه الخصوص، معرضون بشكل متزايد لخطر إصابات عضلات الأرداف عن سواهم من الرياضيين.
أعراض تمزق عضلات الأرداف الجانبية
تشمل الأعراض الأولية لتمزق العضلات الجانبية للأرداف ما يلي:
- ألم في الجزء الخارجي من الفخذ والأرداف
- عرج أثناء المشي
- آلام في أسفل الظهر، والتي غالباً ما تدفع المرضى إلى الاعتقاد بأنهم يعانون من إصابة في أسفل الظهر أو العمود الفقري.
- ألم في الأرداف وأحيانًا تورم.
- إحساس بالضعف في المفصل ومحدودية الحركة.
- آلام تتفاقم مع الجلوس لفترات طويلة، أو الوقوف، أو المشي.
- ضيق نطاق حركة مفصل الفخذ.
درجات تمزق العضلات الجانبية للأرداف
الدرجة الأولى: ألم خفيف، دون فقدان القدرة على تحريك المفصل.
الدرجة الثانية: تمزق جزئي مع ألم خفيف. قد يعاني المرضى من فقدان القوة والمرونة اللازمين للحركة.
الدرجة الثالثة: تمزق كامل؛ ألم شديد، وفقدان كامل للقوة، وصعوبة في تحريك الساق المصابة ومحدودية الحركة.
التشخيص
كما سبق وذكرنا فإن أعراض هذه الحالة تتشابه مع العديد من الحالات مثل الإصابة بمتلازمة العضلة الكمثرية والتهاب المفاصل ومتلازمة الشريط الحرقفي الظنبوبي والتهاب الكيس المدوري في الفخذ.
في معظم الحالات، يمكن الكشف عن تمزقات العضلات الألوية (الأرداف) الجانبية من خلال الفحص البدني. سيقوم الطبيب المعالج بتقييم المنطقة المسببة لألم عضلة الأرداف الجانبية وسيضغط على منطقة الورك، بالإضافة إلى إجراء اختبار القوة الذي سيكشف عن أي ضعف إضافي في مفصل الفخذ.
في بعض المرضى، يكون العرج والمشية الغير طبيعية ظاهرة ومرئية، حيث يسحب المريض الساق المصابة، كما تبدو أضعف من الساق السليمة أثناء المشي.
أحد طرق التشخيص تعتمد على رسم خط عرضي على أسفل ظهر مريض، ثم يطلب الطبيب من المريض رفع ساقه المصابه عن الأرض. في حالة الإصابة بتمزق عضلات الأرداف الجانبية، يجد الطبيب إختلافًا في محاذاة الخط المرسوم أسفل الظهر، بحيث يميل الخط للأسفل من جهة الساق المصابة.
يمكن عادةً إجراء التشخيص عن طريق الفحص البدني. ومع ذلك، ومن أجل استبعاد الإصابات والحالات الأخرى التي قد تسبب الألم والأعراض الأخرى المذكورة، قد يطلب الطبيب إجراء أشعة سينية أو تصوير بالرنين المغناطيسي أو كلاهما لتصوير الهياكل المحيطة بالورك بشكل أفضل.
علاج تمزق عضلات الأرداف الجانبية
يختلف علاج تمزق عضلات الأرداف الجانبية اعتمادًا على شدة الإصابة. في معظم الحالات، سيشمل العلاج طرق العلاج التحفظي وبدايتها مع أسلوب “رايس” وهو، الراحة والثلج والضغط والارتفاع (RICE).
يمكن أن يكون العلاج الطبيعي مفيدًا أيضًا في تقوية العضلات وتحسين نطاق الحركة. في بعض الحالات، قد تكون الجراحة ضرورية لإصلاح التمزق.
العلاج التحفظي
في بعض الحالات، واعتمادًا على شدة ودرجة التمزق، سيتم وصف العلاج التحفظي لعلاج الإصابة. قد يوصى باستخدام الثلج والأدوية المضادة للالتهابات وذلك لتقليل الألم والالتهاب. قد يحتاج الرياضيون إلى تجنب الأنشطة الرياضية والحد من التمارين والحركة لفترات طويلة حتى تمام الشفاء.
العلاج الجراحي:
بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون إلى جراحة إصلاح عضلات الأرداف، فقد تُجري الجراحة بالمنظار أو يلجأ الطبيب للجراحة المفتوحة. وذلك اعتمادًا على حجم التمزق ومدى استمراريته. ويتم إعادة ربط تمزق العضلات أثناء الجراحة باستخدام الغرز.
إجراء الجراحة بالمنظار
علاج تمزق عضلات الأرداف الجانبية بالمنظار هو إجراء يتضمن شق من ثلاثة إلى أربعة شقوق “ثقب” حول مفصل الورك. ثم يتم إدخال الكاميرا وتصوير موضع العضلة المصابة على الشاشة.
تتم إزالة جميع الأنسجة المتهتكة “حال وجودها” أولًا. ثم يتم إصلاح تمزق العضلة الجانبية سواء كان التمزق جزئيًا أو كليًا وتثبيتها في المدور الأكبر بمثبتات عظمية. وخياطة وتر العضلة المتمزق وسحبه إلى موضعه التشريحي الطبيعي وربطه فوق العظم.
الجراحة المفتوحة
في حالات قليلة، إذا كان التمزق قديم وأٌهمل علاجه لفتره طويله مما أدى إلى انكماش وضمور العضلات بشكل كبير، فقد يكون من الضروري إجراء عملية مفتوحة لإصلاح تمزق العضلة الجانبية.
يتضمن ذلك شقًا يبلغ طوله عدة سنتيمترات في الجزء الخارجي من الورك، ثم يتم إصلاح الوتر المتصل بعضلة الأرداف الجانبية ويتم تمرير الغرز عبر الوتر المتمزق، وسحب الوتر إلى موضعه التشريحي الطبيعي حيث يصل بين العضلة وعظمة المدور الكبير.
ما بعد الجراحة
يتوقع المرضى تحمل وزن الجسم بشكل جزئي لمدة 6 أسابيع بعد الجراحة، ويستغرق شفاء الأنسجة 3 أشهر تقريبًا، وبعد ذلك يركز العلاج على استعادة الحركة الميكانيكية للمفصل. بعد الجراحة، سيستمر التحسن لمدة عام تقريبًا أو أكثر، إلى أن يستعيد المفصل نطاق حركته الطبيعي.
مباشرةً بعد إجراء جراحة إصلاح تمزق العضلة الجانبة للأرداف، من الضروري البدء في الحركة والمشي ببطء داخل المستشفى وقبل مغادرتها، وذلك لتجنب المضاعفات المعتادة للجراحة وأهمها التعرض للجلطات. ثم يقوم الطبيب أو أخصائي العلاج الطبيعي بوضع خطة علاجية تهدف إلى تقوية العضلات واسترجاع النطاق الحركي للمفصل.
تمرينات لعلاج عضلة الأرداف الجانبية
1-تمرين الدراجة
يُعد ركوب الدراجة، وخاصةً ركوب الدراجة الثابتة، تمرين منخفض الجهد لتقوية عدد من العضلات، بما في ذلك العضلات الجانبية للأرداف. مع تعافي العضلات، يمكن البدء ببطء في إضافة ركوب الدراجات الثابتة إلى روتين المريض اليومي.
حيث من المرجح أن يوصي المعالج الفيزيائي بالركوب فقط لبضع دقائق يوميًا في البداية، مع مقاومة منخفضة أي ممارسة التمرين ببطئ. بعد ذلك وأثناء التعافي، يتمكن المريض من ركوب الدراجة لفترة أطول وبمقاومة أعلى.
2-الوقوف على ساق واحدة
الوقوف على ساق واحدة يمكن أن يساعد على تدريب عضلة الأرداف الجانبية المصابة، حيث يمنع الساق الأخرى السليمة من تعويض أي ضعف في العضلات الممزقة.
يقوم المريض بالوقوف بالقرب من شيء يمكن استخدامه للإتكاء علية وتثبيت الجسم، مثل الإتكاء على منضدة.
وضع يد واحدة على المنضدة لتحقيق التوازن، ثم رفع الساق السليمة ببطء عن الأرض لبضع بوصات. مع الحفاظ على هذا الوضع لعدة ثواني، ثم إعادة القدم إلى الأرض.
يُكرر هذا التمرين من ثلاث إلى خمس مرات يوميًا، وعند الشعور بتحسن العضلة المصابة، يمكن البدء في الثبات على هذا الوضع لفترة أطول ورفع القدم لمسافة أكبر بعيدًا عن الأرض.
3-تمرين القرفصاء بساق واحدة
هذا التمرين أقوى من سابقية ويحتاج لدرجة تعافي مناسبة حتى يستطيع المريض القيام به، وهو من أفضل التمارين التي تقوي عضلات الأرداف بشكل عام. كما أنه يعمل على منع الساق السليمة من تعويض الأخرى المصابة مثل تمرين الوقوف على ساق واحدة.
يقوم المريض بعمل تمرين القرفصاء المعتاد ولكن برفع الساق المصابه كما هو موضح بالصورة.
أسئلة شائعة عن تمزق العضلات الجانبية للأرداف
تتعدد أسباب الإصابة بتمزق عضلة الأرداف الجانبية، والتي غالبًا ما تحدث في الوتر الرابط بين العضلة وعظمة الفخذ، فقد تحدث الإصابة بصورة مفاجئة نتيجة إصابة رياضية، أو قد تحدث بالتدريج نتيجة الإصابة أمراض تنكسية في مفصل الورك، مثل الإصابة بهشاشة العظام أو متلازمة الشريط الحرقفي الظنبوبي.
ويمكنكم الإطلاع على المزيد حول تمزق العضلات الجانبية للأرداف بقراءة هذا المقال.
تتشابه أعراض تمزق عضلة الأرداف الجانبية مع العديد من إصابات وأمراض مفصل الفخذ، مثل الإصابة بمتلازمة العضلة الكمثرية أو التهاب الكيس المدوري. لذا، يجب الإعتماد على تشخيص الطبيب الذي قد يطلب منك أشعات تصويرية للتأكد من صحة التشخيص.
درجة التمزق هي التي تحدد طريقة العلاج. فالإصابة من الدرجة الأولى والثانية يكتفي الطبيب بعلاجها بالوسائل التحفظية التي تشمل الأدوية المسكنة والمضادة للإلتهاب والكمادات والعلاج الطبيعي. أما في حالة التمزق الكامل، تمزق من الدرجة الثالثة، فيلجأ الطبيب حينها لإصلاح التمزق جراحيًا.
References
https://www.americanhipinstitute.com/gluteus-medius-tear.html
اترك تعليقاً