إصطدام عظمة الفخذ بحق المفصل أحد أمراض الفخذ. وعادةً ما يرتبط ألم الفخذ بكبار السن، إلا أنه من الممكن أن يصيب الشباب سواء الرياضين منهم أو غير الرياضيين، فهم معرضين للإصابة بهذا المرض، والذي يتلخص في كونه حالة تنتج عن احتكاك عظام مفصل الفخذ ببعضها البعض.
ولفهم متلازمة إصطدام عظمة الفخذ بحق المفصل، والذي يعرفه البعض باسم الإصطدام الوركي أو متلازمة الإصدام الفخذي الحقي، علينا فهم طبيعة تكوين مفصل الفخذ. وقبل عرض تكوين المفصل، لا يخفى علينا أهمية مفصل الفخذ ومدى الإزعاج الذي يسببه ألم هذا المفصل.
لذا، يسعى المرضى دائمًا لعلاج يخلصهم من الألم ويعينهم على الحركة دون أوجاع، خاصًة الألم الناتج عن الصدام الفخذي الحقي، والذي يسعى كلًا من المرضى والأطباء لإيجاد وسيلة علاجية تناسب كل حالة وكل مرحلة من مراحل المرض، فوسائل علاج الاصطدام الوركي متعدده وتختلف باختلاف الحالة كما سبق وأوضحنا.
يتكون مفضل الفخذ (الورك) من تجويف (الحُق)، وهو جزء من عظمة الحوض ويتحرك فى هذا التجويف رأس الفخذ الكروية، وهي الطرف العلوي لعظم الفخذ. يغطي الغضروف المفصلي سطح الكرة والحُق حيث يخلق سطحًا أملسًا منخفض الاحتكاك، مما يساعد العظام على الحركة بسهولة.
ويحيط بالحُق غضروف ليفي قوي، يسمى “الشفا الوركي” والذي يجعل المفصل محكمًا ويساعد على توفير الثبات للمفصل.
وفيما يلي نتعرف أكثر على طبيعة المرض وأسبابه ومراحله وكذلك طرق علاج الإصطدام الفخذي.
ما هو اصطدام عظمة الفخذ بحق المفصل؟
فى حالة إصطدام عظمة الفخذ بحق المفصل يكون هناك تغير فى شكل عظام مفصل الفخذ حيث تتكون زوائد عظمية على عظمة الفخذ أو الحق بحيث يحدث إصطدام بين أعلى عظمة الفخذ وطرف الحق عند تحريك المفصل لآخر مدى له.
ففى مفصل الفخذ الطبيعي، يمكن تحريك رأس عظمة الفخذ داخل حق المفصل الى آخر مدى لها دون أن يحدث إصطدام بين العظام كما فى الشكل التالي:
 |
| مفصل فخذ طبيعي |
أنواع الاصطدام الفخذي
وينقسم إصطدام عظمة الفخذ بحق المفصل إلى ثلاثة أنواع:
النوع الأول:
وهو بروز للجزء الطرفي من الحق (حافة تجويف الحق) أو أن زاوية تجويف الحق ليست في وضعها الطبيعي. ويسمى هذا النوع اصطدام بنسر (Pincer impingement).
النوع الثاني:
وهو عبارة عن بروز بعظمة الفخذ مما يجعله غير متساوي الإستدارة. ويسبب ذلك عدم قدرة رأس الفخذ على الدوران داخل تجويف الحق بسلاسة مسببًا إصطدام العظام عند تحريك المفصل الى لآ خر مدى له.
وبالتالي الشعور بالألم وتآكل غضاريف المفصل وقطع الشفا الوركي. مؤديًا في نهاية الأمر للاصابة بخشونة مفصل الفخذ. ويسمى هذا النوع اصطدام كام (Cam impingement).
النوع الثالث:
في العديد من الحالات، يجمع هذا النوع من أنواع إصطدام عظمة الفخذ بحق المفصل بين النوعين السابقين.
أسباب إصطدام عظمة الفخذ بحق المفصل
مازالت أسباب متلازمة الإصطدام الوركي غير معلومة على وجه التحديد، فربما تكون لسبب من الاسباب التالية؛
- أسباب خلقية، فقد يولد المريض ببعض التشوهات العظمية في مفصل الفخذ.
- طبيعة العمل التي قد تتطلب الجلوس لفترات طويلة، مثل السائقين الذين يقودون السيارات لمسافات طويلة ومتكررة.
- ممارسة الرياضة بشكل مفرط، فقد لوحظ أن نسبه كبيره من أصحاب متلازمة الإصطدام الفخذي من الرياضيين.
- نمط الحياة الخاطئ والذي يتمثل في جلوس القرفصاء لفترات طويلة.
أعراض متلازمة الإصطدام الوركي
- ألم في الجهة الخارجية من الفخذ
- ألم حاد عند الدوران أو الإنثناء أو جلوس القرفصاء.
- تيبس أو طقطقة في مفصل الفخذ.
- يزداد الألم حدة مع النشاط البدني أو بعد الجلوس أو المشي لفترات طويلة.
تشخيص متلازمة إصطدام عظمة الفخذ بحق المفصل
يتم تشخيص هذه الحالة بالكشف على المريض وفحص مدى حركة المفصل والأوضاع التى تتسبب فى الألم. كما فى الصورة التالية:
Femoroacetabular impingment
الاشعات
الأشعة السينية. توفر هذه الصور صورًا جيدة للعظام، وستوضح ما إذا كان الورك يحتوي على عظام غير طبيعية (زوائد عظمية) . كما يمكن أن تُظهر الأشعة السينية أيضًا علامات خشونة المفصل.
الاشعة المقطعية. أكثر تفصيلاً من الأشعة السينية العادية، تساعد الأشعة المقطعية طبيبك على تقييم الشكل غير الطبيعي للمفصل بصورة دقيقة.
الرنين المغناطيسي. يمكن أن تخلق هذه الدراسات صورًا أفضل للأنسجة الرخوة. كما تساعد طبيبك في تحديد الأضرار التي لحقت بالشفا والغضروف المفصلي. وقد يرى الطبيب ضرورة لاستخدام حقن الصبغة في المفصل أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي، حتى يظهر التلف بشكل أكثر وضوحًا.
علاج اصطدام عظمة الفخذ بحق المفصل
العلاج التحفظي
فى الحالات البسيطة ينصح المريض بتغيير نمط حركة المفصل بحيث يتجنب الأوضاع التى تسبب ألم، وتخفيف التحميل على المفصل والحرص على الإحتفاظ بوزن مثالي، مما يعني ضرورة فقدان الوزن حال زيادته.
كما قد ينصح المريض بتناول بعض المسكنات والادوية المضادة للالتهاب عند حدوث الألم. وكذلك قد يلجأ الطبيب لحقن الكورتيزون لتقليل الإلتهاب وبالتالي تقليل الإحتكاك بين العظام.
العلاج الجراحي
إذا لم تتتحسن حالة المريض بعد وقت كافي من العلاج التحفظي فيتم اللجوء للجراحة حيث يتم إزالة البروزات العظمية التى تتسبب فى الإصطدام، وكذلك إصلاح اصابات الشفا الوركي وذلك حتى لا تتطور المشكلة إلى خشونة بالمفصل.
فى بعض الحالات يمكن إجراء هذه الجراحة من خلال منظار مفصل الفخذ، حيث يقوم الطبيب بعمل شقوق صغيرة تُمكنه من إدخال أدوات دقيقة، يقوم بواستطها بنحت النتوءات العظمية وعلاج الغضاريف المصابة.
ولكن قد يتطلب الأمر أحيانًا إجراء جراحة مفتوحة، يتم خلالها عمل شق كبير ومن خلاله يتم إزالة البروز العظمية ونحت النتوءات وإجراء ما يلزم لإصلاح الغضاريف المتضررة.
وكحلٍ أخير، قد يلجأ الطبيب لتغيير مفصل الفخذ واستبداله بآخر صناعي وذلك في المراحل المتقدمة من المرض، والتي تسببت في حدوث خشونة شديدة في مفصل الفخذ.
References:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5941972/
https://www.thelancet.com/journals/lancet/article/PIIS0140-6736(18)31202-9/fulltext
