التهاب العصب الوركي (عرق النسا)
ما هو عرق النسا؟
عرق النسا (التهاب العصب الوركي) هو الألم الناتج عن التهاب العصب الوركي وحدوث ضغط عليه ويدعى بالإنجليزية Sciatica.
والإصابة بالتهاب العصب الوركي شائعة ومنتشره بين الرجال والنساء. وعلى عكس ما قد يعتقده البعض، فإنها ليست إصابة خاصة بالنساء دون الرجال، ولا تختلف أعراض الألم عند النساء عن أعراض عرق النسا للرجال.
يمتد العصب الوركي وهو أطول عصب في جسم الإنسان من أسفل الظهر في الجزء الخلفي من الورك ويمتد خلال الأرداف وعلى طول الساق، إلى أن ينتهي أسفل القدم.
غالبًا ما يحدث عرق النسا نتيجة لانفتاق القرص الغضروفي أو فرط نمو العظام على جزء من العصب مما يسبب الالتهاب والإصابة بألم مُبرح وواخز بحيث يكاد يتعذر معه الوقوف أو الجلوس وغالبا بعض الخدر في الساق المصابة. وهذه أكثر أعراض عرق النسا شيوعًا.
على الرغم من أن ألم عرق النسا يمكن أن يكون شديدًا، إلا أن معظم الحالات تتماثل للشفاء في غضون أسابيع قليلة من البدء في علاج عرق النسا، ومعظم الحالات تُشفى تلقائيًا بدون علاج، إلا في بعض الحالات التي قد يستمر الألم معها لسنة أو أكثر. وقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من عرق النسا الشديد وضعف شديد في الساق أو تغيرات في المثانة إلى التدخل الجراحي والتخلص من عرق النسا نهائيًا.
كيف يكون ألم التهاب العصب الوركي (عرق النسا)؟
يصف الناس ألم عرق النسا بطرق مختلفة، اعتمادًا على سببه. حيث يصف البعض الألم بأنه ألم حاد يشبه إطلاق نار أو حدوث هزات (رعشة ) من الألم. ويصف آخرون هذا الألم بأنه ألم به وخز وحرق أو ألم يشبه الكهرباء أو ألم يشبه الطعن.
قد يكون الألم مستمر بشكل دائم أو قد يكون على هيئة نوبات يأتي ويذهب. وبالرغم من أن كثيرًا من المصابين بداء عرق النسا يعانون من ألام الظهر، إلا أنه عادة ما تقتصر الآلام المصاحبة لداء عرق النسا على الأرداف والساقين.
قد يشعر المرضى بالألم بشكل سئ عند الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة، أو عند التواء الجزء العلوي من الجسم. يمكن أن تؤدي حركة الجسم المفاجئة، مثل السعال أو العطس، إلى تفاقم الألم.
هل يمكن أن يحدث عرق النسا في كلتا الساقين؟
عادةً ما يؤثر عرق النسا على ساق واحدة فقط في كل مرة. ومع ذلك، من الممكن أن يحدث عرق النسا في كلتا الساقين لأنها تعتمد على مكان ضغط العصب على طول العمود الفقري.
هل يحدث عرق النسا فجأة أم يستغرق وقتًا لتفاقم الإصابة به؟
يمكن أن يصاب المرضى بعرق النسا فجأة أو تدريجياً وهذا يعتمد على السبب. فمثلاً، فتق القرص يمكن أن يسبب ألم عرق النسا بشكل مفاجئ، أما بالنسبة لالتهاب المفاصل في العمود الفقري (خشونة العمود الفقري) فقد يحدث ببطء مع مرور الوقت.
أسباب التهاب العصب الوركي (أسباب عرق النسا)
هناك عدد من الأسباب المختلفة لألم عرق النسا. الأكثر شيوعًا هي:
- الانزلاق الغضروفي: يمكن أن يؤدي الضغط على الغضروف بين الفقرات من الفقرات التي تعلوها وتحتها إلى تسرب السائل الموجود بداخلها. ويؤدي تراكم السوائل هذا إلى الضغط على العصب الوركي، مما يؤدي إلى الشعور بالألم.
- نتوءات العظام على العمود الفقري: النتوءات العظمية هي بروز عظمية صغيرة خشنة تتشكل عادة في مفاصل العظام. يمكن أن يؤدي وجود هذه النتوءات العظمية على العمود الفقري إلى تضيق القناة الشوكية، مما يؤدي إلى الضغط على أعصابها. إذا حدث هذا الضغط على طول مسار العصب الوركي، يمكن أن يؤدي إلى التهاب وألم العصب الوركي.
تشمل الأسباب الأخرى لعرق النسا ما يلي:
- تلف أو إصابة أو صدمة في العمود الفقري أو العصب الوركي.
- أورام القناة الشوكية التي قد تضغط على العصب الوركي.
- انزلاق فقرة بحيث لا تتماشى بشكل صحيح مع الفقرة التي فوقها (الانزلاق الفقاري) مما قد يتسبب هذا في تضيق القناة الشوكية وقرص العصب الوركي.
- متلازمة العضلة الكمثرية: العضلة الكُمثرية هي عضلة صغيرة موجودة عميقًا داخل الردفين، وقد يضغط انقباضها أو تشنجها على العصب الوركي ويهيّجه.
- التضيّق الشوكي: وينجم عن تضيّق القناة الشوكية الذي يضغط بالتالي على الأعصاب.
- متلازمة ذيل الفرس cauda equina syndrome.
عوامل خطر الإصابة بالتهاب العصب الوركي (عرق النسا)
- السن: التغيرات المرتبطة بالعمر في العمود الفقري، مثل القرص المنفتق والنتوءات العظمية، وهذه هي الأسباب الأكثر شيوعًا.
- السمنة: حيث تسبب زيادة الوزن زيادة الضغط على العمود الفقري.
- نوع الوظيفة: قد تكون الوظيفة التي تتطلب حركة كثيرة تدوير الظهر أو رفع أحمال ثقيلة أو قيادة سيارة لفترة طويلة أحد العوامل التي تساهم في الإصابة بعرق النسا.
- الجلوس لفترات طويلة: الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة أو يتبعون نمط حياة غير نشط هم الأكثر عرضة للإصابة بعرق النسا مقارنة بالأشخاص النشطين.
- داء السكري: تزيد هذه الحالة المَرَضية التي تؤثر على طريقة استهلاك الجسم للسكر من خطر تلف الأعصاب
هل عرق النسا أمر شائع؟
عرق النسا شكوى شائعة جدًا حيث يعاني حوالي 40٪ من الأشخاص في الولايات المتحدة من عرق النسا في وقت ما خلال حياتهم كما تعد آلام الظهر هي ثالث أكثر الأسباب شيوعًا لزيارة الناس للأطباء.
أعراض عرق النسا
يصيب الألم الوركي بشكل منتشر في المنطقة الممتدة من أسفل العمود الفقري إلى باطن الساق. وتختلف حدة الألم الوركي من ألم خفيف يمكن تحمله إلى إحساس قوي جدًا بالحرق. قد تكون بعض حالات عرق النسا مؤلمة للغاية بينما قد تكون حالات أخرى خفيفة.
الأعراض الأخرى لعرق النسا تشمل ما يلي:
- آلام شديدة أسفل الظهر تزداد سوءًا مع الحركات المفاجئة مثل العطس أو السعال.
- الاهتزاز المفاجئ أو الإحساس بـ "الصدمة الكهربائية".
- الإحساس ب "دبابيس وإبر" في الساقين والقدمين.
- ضعف وتنميل وخدر في أسفل الظهر، أو الساق، أو الأرداف، أو القدمين.
كيف يتم تشخيص ألم العصب الوركي؟
يمكن أن يساعد استعراض التاريخ الصحي الكامل، بما في ذلك مراجعة الأعراض، وإجراء الفحص البدني العام في تشخيص ألم العصب الوركي وتحديد سببه.
فعلى سبيل المثال قد يطلب الطبيب من المريض إجراء اختبار رفع الساق بمُستوى مستقيم، حيث يستلقي المريض على ظهره ويمدّ ساقيه باستقامة فيما يقوم الطبيب برفع كل طرف ببطء ومراقبة مستوى الارتفاع الذي يبدأ عنده الألم. وقد يُساعد هذا الاختبار في تحديد الأعصاب المصابة بدقة والتحقق مما إذا كانت المشكلة تكمن في أحد الأقراص.
كما يُمكن إجراء اختبارات تشخيصية أخرى للبحث عن أسباب ألم قد يشتبه بها الطبيب، وقد يُوصي مقدّم الرعاية الصحية بإجراء اختبارات إضافية بناءً على النتائج التي يتوصل إليها، وتشمل تلك الاختبارات ما يلي:
- التصوير بالأشعة السينية للكشف عن كسور العمود الفقري
- التصوير بالرنين المغنطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب لالتقاط صور لفقرات الظهر
- دراسات لسُرعة ناقلية العصب وتخطيط كهربية العضل لفحص مدى جودة انتقال النبضات الكهربية عبر العصب الوركي
- تصوير النخاع بعد حقن صبغة بين الفقرات لمعرفة ما إذا كان الألم ناجمًا عن الفقرة أو القرص
طرق علاج عرق النسا (ألم العصب الوركي)
تهدف طرق علاج عرق النسا إلى تخفيف الألم وزيادة القدرة على الحركة، وعادةً ما تتضمن طرق العلاج التحفظية الراحة والعلاج الطبيعي واستعمال أدوية تخفيف الألم والالتهاب. كما يمكن أيضًا إضافة تمارين خاصة ضمن برنامج العلاج الطبيعي.
علاج عرق النسا بالأدوية:
تُساعد الأدوية المسكّنة للألم والعقاقير المُضادة للالتهاب في تخفيف الألم والتيَّبس مما يسمح للمريض بمزيدٍ من الحركة والقدرة على ممارسة الرياضة. وتتوفر عدة أدوية شائعة دون وصف طبي تُسمّى مضادات الالتهاب اللاسترويدية مثل الأسبرين والإيبوبروفين (موترين أو أدفيل) والنابروكسين (نابروسين أو أليف).
قد يصف الطبيب بعد الأدوية المُرخية للعضلات مثل السيكلوبنزابرين لتخفيف التوعك المُصاحب للتشنج العضلي، لكن هذه الأدوية قد تسبب التشوش لدى المسنين. ويمكن استخدام الأدوية المُسكنة للألم المُتاحة بوصفة طبية في فترة المعالجة الأولية بناءً على مستوى الألم.
في بعض الأحيان قد يصف الأطباء مسكنات الألم القوية (Narcotics) ومضادات الاكتئاب للحالات المستعصية.
علاج عرق النسا في المنزل
- تعمل تمارين الإطالة اليومية على تحسين مرونة العمود الفقري ومدى الحركة. ويمكن أن تكون هذه التمارين مفيدة في منع والتعامل مع ألم عرق النسا.
- استخدام كمادات ثلج أو كيس تدفئة للحد من الألم والالتهاب. وذلك بوضع كيس ثلج على المنطقة المصابة كل ساعة لمدة 15 دقيقة في كل مرة، تليها كيس ساخن كل ساعتين، لمدة 15 دقيقة في كل مرة.
- يمكن أن يؤدي الجلوس في نفس الوضع لفترات طويلة من الوقت إلى زيادة ألم عرق النسا. لذا، فإن تغيير وضعيتك كل 20 دقيقة أو نحو ذلك يمكن أن يساعد في الوقاية من ألم عرق النسا.
- الحفاظ على وضعية جيدة أيضًا أثبت أنه مفيد في الحد من الإجهاد والضغط على عمودك الفقري.
العلاج الطبيعي لعلاج ألم العصب الوركي
يهدف العلاج الطبيعي إلى معرفة الحركات الرياضية التي تُخفف ألم العصب الوركي وذلك بتقليل الضغط على العصب. وغالبًا ما يشمل برنامج التمارين هذا التمدد لتعزيز مرونة العضلات المشدودة وتمارين الأيروبيك المفيدة لصحة القلب وأوعية الدم مثل المشي.
وقد يوصي أخصائي العلاج الطبيعي أيضًا بأداء تمارين مُعينة لتقوية عضلات الظهر والبطن والساقين.
حقن العمود الفقري لعلاج ألم والتهاب العصب الوركي (عرق النسا)
قد يُساعد حقن دواء مضاد للالتهاب كورتيكوستيرويد (كورتيزون) في المنطقة المحيطة بجذر العصب المعني في أسفل الظهر والتي تعمل على تخفيف تورم الجذور العصبية وإلتهابها، مما يتيح للمريض القدرة على الحركة بشكل أكبر، ولكن يستمر تأثيرها فقط لعدة أشهر.
التدخل الجراحي لعلاج عرق النسا
قد يستوجب الأمر إجراء عملية جراحية للمريض الذي لا يتجاوب مع طرق العلاج التقليدية ويعاني من أعراض متفاقمة وآلام شديدة.
وتشمل الخيارات الجراحية ما يلي:
- الاستئصال الجزئي للقرص: ويستخدم هذا الإجراء لإزالة أجزاء القرص المنفتق.
- استئصال الصفيحة الفقرية: يتضمن هذا الإجراء استئصال كلًا من العظم الذي يلتف حول الحبل الشوكي ويغطّيه والنسيج الذي يضغط على العصب الوركي.
ما هي مضاعفات ألم العصب الوركي؟
يعد الألم المزمن أي المتواصل والدائم، أحد مضاعفات ألم العصب الوركي لدى المريض الذي لم يتلقى العلاج المناسب. وقد ينجم عن تعرض العصب المنضغط لتلفٍ خطير إلى إصابة المريض بضعفٍ عضلي مزمن مثل تدلي وسقوط القدم.
References
https://www.healthdirect.gov.au/sciatica
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/12792-sciatica
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/sciatica/diagnosis-treatment/drc-20377441
