جراحة اليوم الواحد أو ما يعرف أيضًا باسم الجراحة النهارية, هي الجراحات أو الإجراءات التشخيصية التي تتم في يوم واحد ولا تستلزم مبيت المريض في المستشفى. فعلى مدار عقود ماضية كان ضروريًا واعتياديًا مكوث المرضى لعدة أيام بعد إجراء العمليات الجراحية العامة بغض النظر عن بساطتها أو تعقيدها ومدى خطورتها, وذلك لضمان عدم حدوث مضاعفات بعد الجراحة. وقد يتطلب الأمر في بعض الأحيان مبيت المريض ليوم أو أكثر في المستشفى قبل الجراحة استعدادًا لها. ومع تقدم الرعاية الطبية خاصًة في مجال التخدير, انتشرت جراحة اليوم الواحد في العديد من المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة في إجراء الجراحات النهارية. فما هي مميزات جراحة اليوم الواحد وما هي العمليات الجراحية التي يتم إجرائها على نهج جراحات اليوم الواحد؟
للتعريف بجراحة اليوم الواحد بصورة أكثر وضوحًا نذكر ما يلي:
أكثر من نصف العمليات الجراحية في الولايات المتحدة الأمريكية حاليًا يتم إجرائها كجراحات اليوم الواحد, ومن المتوقع زيادة هذه النسبة خلال العقد القادم.
تطورت الجراحة النهارية عبر العقود الثلاث الماضية وذلك لعدة أسباب:
- تطور الأجهزة والأدوات الطبية والجراحية.
- الرغبة في خفض تكلفة العمليات الجراحية.
- أصبح التدخل الجراحي واسع النطاق أقل استخدامًا و زاد استخدام جراحات المناظير و جراحات التدخل المحدود
- التطور في مجال التخدير وتشكيل فريق عمل مُكَون من الجراح وطبيب التخدير لإعداد المريض للجراحة وللعمل على ضمان التقليل من شعور المريض بالألم أو عدم الشعور به على الإطلاق إلى جانب خطة النقاهة والاستشفاء بالمنزل.
تحافظ جراحات اليوم الواحد على وقت المريض وتساعد على استغلال وقت الطبيب بالشكل الأمثل. كما أنها قضت على الحاجة لحجز المريض في المشفى وهذا بالنسبة للحالات التي تصلح لجراحات اليوم الواحد. كذلك فإنها تقلل من الأدوية الموصوفة للمريض.
تناسب جراحات اليوم الواحد بشكل أفضل الأشخاص الأصحاء الذين يخضعون لإجراءات طبية بسيطة إلى متوسطة مثل إجراء جراحات العيون والأنف والأذن والحنجرة وجراحات المسالك البولية المحدودة. و فة مجال جراحة العظام تستخدمجراحة اليوم الواحد لإجراء جراحات مناظير الركبة مثل جراحة الرباط الصليبي و الغضاريف الهلالية و كثير من الجراحات الأخرى. وفي الآونة الأخيرة يخضع الكثير من المرضى الذين يعانون من مشاكل أكثر تعقيدًا لجراحات اليوم الواحد مثل جراحات مفصل الركبة الصناعي أو الفخذ الصناعي.
الفرق بين جراحات اليوم الواحد والجراحات العامة.
تختلف جراحة اليوم الواحد (Outpatient surgery\ Day surgery\ Ambulatory) عن الجراحة العامة (الداخلية) التي تتم داخل المستشفى وتستلزم مبيت المريض ليوم أو لعدة أيام, في نقاط قليلة إلا إنها هامة ومحورية لكلٍ من الطبيب والمريض.
- يعد الفارق الرئيسي هو مغادرة المريض للمشفى في نفس يوم إجراء الجراحة. حيث يتواجد المريض بالمشفى أو المركز الطبي المتخصص لإجراء مثل هذه الجراحات قبل موعد الجراحة بساعة ويغادر بعد إفاقته من التخدير بساعات قليلة متجهًا لبيته.
- يستخدم الطبيب التقنيات الحديثة والأجهزة الطبية المتطورة وهي أحد السمات المميزة لجراحات اليوم الواحد, مثل استخدام القسطرة والليزر والمناظير الجراحية والاستكشافية.
- يختلف التخدير في حالة الجراحة العامة عن جراحة اليوم الواحد وذلك لضرورة اختيار وسيلة تخدير تمَكن المرضى من الإفاقة والعودة سريعًا لكامل وعيهم تمهيدًا لمغادرتهم المشفى بعد إتمام الجراحة بعدة ساعات.
مميزات جراحة اليوم الواحد.
- العودة سريعًا إلى المنزل. حيث يشعر المرضى براحة نفسية عند عودتهم لمنازلهم بعد الجراحة بساعات فيتماثلون للشفاء بشكل أسرع. وهذه العودة السريعة يصاحبها حركة المريض التي تقيه خطر الإصابة بجلطات الساق وتقيه أيضًا احتمالية انتقال العدوى (والتي نادرًا ما تحدث) نتيجة التواجد في بيئة المستشفى لعدة أيام حيث ان الميكروبات الموجودة بالمستشفيات عادة يكون لها مقاومة أكبر للمضادات الحيوية.
- عودة المريض للممارسة مهامه اليومية سريعًا. فالتوقف عن مزاولة المهام اليومية والانقطاع عن العمل أحد مسببات الإزعاج للكثير من المرضى.
- خفض التكلفة المادية. فالتكلفة المادية لقضاء عدة أيام في المشفى قبل وبعد إجراء الجراحة أحد أكثر الأمور إثارًة للقلق والإزعاج لمعظم المرضى, ومغادرة المشفى في نفس يوم الجراحة يخفض تكاليف الجراحة بشكل كبير, والذي من شأنه التقليل من الضغوط والقلق الواقعين على المرضى وذويهم.
- توفير وقت المريض حيث بإمكانه العودة لمزاولة مهامه الاعتيادية في وقت قياسي بعد جراحة اليوم الواحد (Outpatient) مقارنًة بالوقت الذي اعتاد المرضى قضائه بعد إجراء الجراحات العامة الداخلية (Inpatient).
أنواع جراحات اليوم الواحد.
جميع العمليات الجراحية التي لا يفقد فيها المريض كمية كبيرة من الدم ولا تتطلب عناية فائقة بعد انتهائها يمكن إجرائها على نهج جراحات اليوم الواحد. وتشمل جراحات اليوم الواحد العديد من التخصصات الجراحية إلى جانب الجراحات التشخيصية:
- جراحات العيون: مثل جراحات الليزك وتصحيح الحول والماء الأبيض وتشرط القرنية وجراحة إعتام عدسة العين.
- مناظير الجهاز الهضمي العلوي والسفلي.
- أكثر من 50% من مناظير القولون يتم إجرائها في مراكز وأقسام جراحات اليوم الواحد بالمستشفيات.
- معظم جراحات الأطفال.
- جراحات الأنف والأذن والحنجرة.
- نسبة كبيرة من جراحات المسالك البولية.
- جراحات العقم وأمراض الذكورة.
- جراحات النساء والتوليد.
- التلقيح الصناعي.
- بعض جراحات العمود الفقري.
- جراحات الكتف.
- جراحات ومناظير الركبة.
الاستعداد لجراحة اليوم الواحد.
يُقيم الجراح الحالة الصحية العامة للمريض قبل إجراء الجراحة. إذا وجد أي مشكلات صحية تستلزم علاجها قبل الجراحة يتم عرض المريض على الطبيب المختص.
قد تختلف التحضيرات للجراحة حسب التخصص الجراحي. عادًة يوصي الطبيب مريضه بالتوقف عن تناول الطعام والشراب من منتصف ليلة الجراحة أو لمدة 8 إلى 6 ساعات, وعلى المريض أن يمتنع تمامًا عن ابتلاع أي قدر ولو ضئيل من الماء, فدخول غرفة العمليات بمعدة فارغة ضروري لتجنب مضاعفات التخدير التي ينتج عنها مشكلات خطيرة قد يتعرض لها المريض, وفي حالة حدوث خطأ فعلى المريض اطلاع الطبيب الذي قد يؤجل موعد الجراحة.
يجب اطلاع الطبيب على أي مشكلات صحية يعاني منها المريض وكذلك اطلاعه على أية أدوية يتناولها وسؤال الطبيب عن إمكانية تناول هذه الأدوية قبل الجراحة مع رشفة ماء أم تأجيلها لما بعد الجراحة. قد يسمح الطبيب في بعض الحالات بتناول الأدوية قبل الجراحة بساعتين وذلك بعد استشارة طبيب التخدير.
الاستعدادات صباح جراحة اليوم الواحد.
يتوجب على المريض الحضور إلى المستشفى قبل موعد إجراء الجراحة بساعتين أو ساعة واحدة على الأقل. وفي هذه الأثناء تنقسم استعدادات المريض للجراحة لقسمين, قسم شخصي وقسم طبي خاص بفريق التمريض.
- يقوم أحد أفراد فريق التمريض بقياس العلامات الحيوية للمريض, مثل ضغط الدم والنبض ومعدل التنفس ودرجة الحرارة. ووضع سوار في معصم المريض مطبوع عليه الاسم والرقم الطبي للمريض داخل المستشفى لسهولة التوصل لبياناته, ويقوم بسؤال المريض عدة أسئلة عن تناول الطعام أو الشراب قبل القدوم للمستشفى, وبعض الأسئلة الخاصة التي من خلالها يحصل على معلومات حول نمط حياة المريض ومدى تأثيرها على سير الجراحة مثل:
– هل يدخن المريض وما هو معدل تدخينه؟
– هل يتناول الكحوليات؟
– هل يستخدم العقاقير أو الأدوية المخدرة؟
– وللسيدات يسأل فريق التمريض عن الدورة الشهرية وعن إمكانية وجود حمل. وتقوم أغلب المستشفيات بعمل تحليل بول للسيدات للتأكد من عدم وجود حمل وأخذ التدابير اللازمة عند التخدير وأثناء الجراحة.
من الضروري الإجابة على هذه الأسئلة بمنتهى الصراحة لما لها من أثر بالغ في سير الجراحة وكذلك لأخذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لتجنب حدوث تعقيدات ومواجهتها من قِبَل الأطباء حال حدوثها أثناء الجراحة.
أما عن القسم الشخصي فعلى المريض ما يلي:
– إزالة الساعات والمجوهرات والحُلي قبل الدخول لغرفة العمليات ويُفَضل تركها بالمنزل.
– خلع أطقم الأسنان والتقويمات والتركيبات المتحركة قبل الجراحة.
– إزالة مساحيق التجميل ومستحضرات الشعر.
– إزالة العدسات اللاصقة من العين حتى لا تجف أثناء الجراحة وتتسبب في تهيج العيون.
– إزالة طلاء الأظافر والأظافر الصناعية, لتعارضهما مع عمل أجهزة قياس النبض و الأوكسجين بالدم(Pulse oximetry) والذي يتم تعليقه في أحد أصابع اليد لقياس النبض. كما أن طلاء الأظافر يُعيق رؤية الطبيب لنوعية الأظافر ومتابعة بعض العلامات الحيوية الخاصة بالدورة الدموية من خلالها.
التخدير ودوره في نجاح جراحة اليوم الواحد.
يُعد التخدير أحد أكبر عوامل نجاح الجراحات سواء الجراحة العامة (الداخلية) أو جراحة اليوم الواحد. ومع التطور الهائل في علم التخدير والذي زامنه تطور تقنيات وأجهزة مراقبة المرضى, أصبح متاحًا استخدام هذه الأجهزة الحديثة وعقاقير التخدير المتطورة الآمنة والفعالة لمرضى جراحات اليوم الواحد والتي تتيح للمريض الإفاقة السريعة مع احتمالية ضعيفة لحدوث مضاعفات بسيطة مثل الغثيان والألم الناتج عن الجراحة.
ويقوم الطبيب بتحديد نوع التخدير المناسب للجراحة حسب نوعها ويتم تحضير المريض بالعقاقير المهدئة أولا للتقليل من توتره, ثم يتم إعطاءه عقاقير التخدير المناسبة للجراحة.
أنواع التخدير المستخدم في جراحات اليوم الواحد.
1- التخدير الموضعي.
هي أدوية يتم حقنها عند موضع الجراحة لتتسبب في تخدير مكان إجراء الجراحة .
2- التخدير النخاعي (النصفي)
وهو مخدر سائل يتم حقنه داخل السائل المحيط بالنخاع الشوكي أو في منطقة فوق الجافية واستخدامه الأشهر للتخدير قبل عمليات الولادة حيث يتم تخدير النصف السفلي من الجسم.
3- التخدير الكلي(العام)
يؤدي هذا النوع من التخدير إلى نوم المريض نومًا عميقًا ولمساعدة المريض على التنفس بأمان يتم توصيل المريض بأنبوب أوكسجين وأجهزة عديدة أخرى تراقب النبض وضغط الدم وباقي العمليات الحيوية بالجسم لضمان مرور الجراحة بسلام.
احتياطات التخدير قبل إجراء جراحة اليوم الواحد.
لاختيار نوع التخدير المناسب للجراحة والمريض, يقوم طبيب التخدير بمراجعة الملف الطبي للمريض ومعرفة إذا ما كان يعاني من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو الحساسية والأمراض التنفسية كالربو الشعبي, أو وجود أمراض طارئة مثل الإصابة بالتهابات الحلق أو التهابات الشعب الهوائية, وفي هذه الحالة يوصي طبيب التخدير بتأجيل الجراحة لحين الشفاء. كذلك يراجع طبيب التخدير التحاليل التي قام بها المريض قبل الجراحة وقد يطلب تحاليل معينة بعد اطلاعه على الملف الطبي الخاص بالمريض.
في حالة وجود أمراض تنفسية مزمنة قد يطلب طبيب التخدير أشعة على الصدر للاطمئنان على حالة الرئتين والشعب الهوائية وتقييم وظائف التنفس وقدرتهم على تحمل التخدير خاصًة التخدير الكلي, حيث يتم إدخال أنبوبة حنجرية تمر بالحنجرة والقصبة الهوائية وفي حالة وجود إفرازات مخاطية أو صديدية قد ينقل هذا الأنبوب الميكروب إلى الشعب الهوائية مسببًا مضاعفات رئوية حادة.
ولهذا السبب أيضًا يجب على المريض الامتناع عن الطعام والشراب قبل الجراحة بمده كافية لا تقل عن 6 ساعات لتجنب حدوث والقئ أو حدوث ارتجاع لحامض المعدة ومعه بقايا الطعام واستنشاقها مما يتسبب في مضاعفات خطيرة أثناء الجراحة وبعدها. ولا تتم أية استثناءات مثل أخذ دواء معين سوى بمعرفة وإشراف الجراح وطبيب التخدير.
يحتاج مرضى جراحات اليوم الواحد إلى الأدوية المثبطة لإفرازات المعدة والتي تقلل من كمية الإفرازات ودرجة الحموضة التي تزيد من احتمالية استنشاق وبلع الإفرازات المعدية وانتقالها للشعب الهوائية وما لذلك من أخطار ذكرناها سابقًا. و قد يتم تناول هذه الأدوية مثل زانتاك ليلة الجراحة, وكذلك يتم حقن المريض وريديًا أثناء الجراحة بأدوية لمنع القيء أثناء الجراحة وأثناء فترة الإفاقة من التخدير.
يقوم طبيب التخدير أيضًا بفحص سريري للمريض وقياس ضغط الدم ونسبة السكر قبل الجراحة. وفي حالة ما إذا كان المريض مصابًا بداء السكري يقوم الطبيب بمراجعة الأدوية التي يتناولها, وتنظيم جرعاتها وجرعات الأنسولين ومتابعة المريض ليلة الجراحة والاطمئنان على ضبط نسبة السكر في الدم وكذلك ضبط قياس ضغط الدم صباح يوم الجراحة.
بعد الجراحة.
تُطبق مستشفيات ومراكز جراحات اليوم الواحد معايير صارمة لصرف المرضى بعد الجراحة, ويجب أن يستوفي المريض هذه المعايير قبل ذهابه للمنزل وهي:
– يجب توفر علامات حيوية(معدل ضربات القلب, ضغط الدم, درجة الحرارة, انتظام التنفس ودرجة شعور المريض بالألم) مستقرة للمريض قبل مغادرته للمنزل.
– تُعد القدرة على تناول الطعام والشراب أمرًا هامًا, فالأدوية المسكنة والمضادات الحيوية اللازمة لمنع الإصابة بالعدوى التي قد يتناولها المريض عن طريق الفم تستلزم تناول المريض للطعام والشراب. وعادًة يتم إعطاء المريض وجبة خفيفة بعد مرور ساعتين على إجراء الجراحة.
– التأكد من حركة الأمعاء وقدرة المريض على الإخراج وإفراغ المثانة.
– قدرة المريض على المشي بدون مساعدة.
يرافق المريض لدى خروجه من المشفى شخص بالغ ومسئول. بالإضافة لذلك, يجب على هذا الشخص أو سواه مرافقة المريض على مدار 24 ساعة لرعايته وتقديم المساعدة والاتصال بالطبيب أو المشفى في حالة حدوث مشكلة.
قبل مغادرة المستشفي يحصل المريض على بعض التعليمات المكتوبة والتي تحتوي على:
– جهة الاتصال الواجب اللجوء لها حال حدوث أي مضاعفات بعد الجراحة.
– الأدوية العلاجية والمسكنات التي قام الطبيب بوصفها ومواعيد تعاطيها.
– معدل الحركة المسموح بها للمريض ومتى يمكنه العودة إلى العمل.
جراحة اليوم الواحد للأطفال.
يتعرض الآباء للكثير من القلق والضغط النفسي حين يخبرهم الطبيب بضرورة إجراء جراحة لطفلهم, في هذه الحالة يود الآباء التحدث إلى طبيب التخدير بجانب التحدث إلى الطبيب المعالج والجراح الذي سيقوم بإجراء الجراحة من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الجراحة وضرورتها والمخاطر التي قد يتعرض لها الطفل.
جراحة اليوم الواحد خيارًا مثاليًا لإجراء جراحة الأطفال, إذا كانت الجراحة لا تستلزم عناية فائقة بعدها. ولا تختلف استعداداتها كثيرًا عن استعداد البالغين. فيجب أن يتوقف الأطفال عن الطعام قبل الجراحة لفترة تتراوح بين 6 إلى 8 ساعات ويتوقفوا عن السوائل قبل الجراحة بساعتين أو ثلاث. وتجدر الإشارة إلى أن لبن الأم يُعامل معاملة الطعام وليس الشراب. ويجب إجراء الجراحة للأطفال الصغار في الصباح الباكر ليوم الجراحة حتى لا يتعرض الطفل للجفاف ونقص السكر في الدم.
أما عن التخدير فيحرص طبيب التخدير على اختيار نوع تخدير يناسب حالة الطفل والجراحة. يتم تخدير الطفل عن طريق الاستنشاق وقبل هذه الخطوة يستخدم الطبيب المهدئات لأن عادًة ما يعاني الأطفال من الخوف بسبب طبيعة غرفة العمليات وانفصالهم عن الأهل وقد يقاومون عملية التخدير, وأحيانًا يتطلب الأمر حضور الأم أو الأب لتهدئة الطفل أثناء عملية التخدير.
يتم تأجيل الجراحة للأطفال المصابين بنزلات البرد أو الالتهاب الشعبي والكحة, تجنبًا لإصابتهم بالالتهاب الرئوي ودخول الإفرازات الناتجة عن هذه الحالات للرئة مسببًة مضاعفات تشكل خطرًا على صحة الطفل.
مضاعفات جراحة اليوم الواحد.
جراحات اليوم الواحد هي جراحات آمنه ومضاعفاتها قليلة الحدوث وبسيطة مثل الغثيان والتهاب الحلق والألم في مكان الجراحة. ومع ذلك فمثل أي جراحة أخرى قد تحدث مضاعفات خطيرة يتعلق معظمها بالتخدير, ومشكلات أخرى مثل النزيف أو الأزمات القلبية والجلطات. لذلك ومثل الجراحات العامة يستعد الأطباء لأي طارئ مع الحرص على مراجعة الملف الطبي للمريض جيدًا قبل اتخاذ قرار الجراحة.
أسئلة عن جراحة اليوم الواحد.
يحدد ذلك نوع الجراحة ونوع التخدير, فقد تستغرق الجراحة أقل من ساعة وقد تصل لساعتين.
لا, فالمرضى كبار السن والمرضى الذين يعانون من مشاكل في القلب أو الرئة أو سيولة الدم يجب أن يمكثوا في المشفى بعد الجراحة لتلقي الرعاية الفائقة. كذلك إذا كان المريض عانى سابقًا من مشكلات أثناء التخدير. لذلك من المهم اطلاع الطبيب على الملف الطبي للمريض.
يحدد الطبيب موعد المراجعة سواء لمتابعة الجراحة أو لفك الغرز, وعادًة ما يتم ذلك بعد مرور من 10 إلى 14 يوم.
إذا تعرض المريض لأحد هذه المشكلات فيجب عليه الاتصال بالطبيب أو زيارته.
– ارتفاع درجة حرارة المريض إلى 38.3 درجة مئوية فأكثر.
– احمرار أو ألم شديد في الجرح أو حوله. مع مراعاة الألم الاعتيادي الناجم عن الجراحة.
– خروج دم أو إفرازات أو رائحة كريهة من الجرح.
على المريض الاهتمام بالجرح والحفاظ على نظافته وعدم غمره أو تعرضه للماء إلا بعد فترة يحددها الطبيب. كذلك يجب عليه تناول طعام صحي ومتوازن إلى جانب تناول السوائل. وممارسة التمرينات الرياضية أو الذهاب لجلسات العلاج الطبيعي إذا ما كانت طبيعة الجراحة تتطلب ذلك وأوصى بها الطبيب.
طبيعة الجراحة والحالة الصحية للمريض تتحكما في موعد عودته لممارسة مهامة اليومية, فمن الممكن أن يعود المريض لعمله بعد الجراحة بيومين وقد يستغرق إسبوعًا أو أكثر وهذا ما يحدده الطبيب.
https://www.healthaffairs.org/doi/full/10.1377/hlthaff.8.1.158
اترك تعليقاً