اختلاف الطول بين الساقين (leg Length Discrepancy) يشكل عائقًا أمام ممارسة الحياة بشكل طبيعي. فلا يقتصر الأمر على صعوبة المشي والحركة ولكن يؤدي هذا الاختلاف في الطول بين الرجل اليمنى والرجل اليسرى إلى مشاكل صحية مثل خشونة الركبة وخشونة مفصل الفخذ وكذلك تشوه والتواء العمود الفقري (الجنف).
ومن الجدير بالذكر أن من الطبيعي وجود اختلاف بين حجم الجانب الأيمن والأيسر من جسد الإنسان، وهو أحد أسباب اختلاف طول الرجلين إلا أنه عادة ما تكون هذه الاختلافات غير ظاهرة ولا تؤدي إلى مشكلات صحية.
نجد هذه الاختلافات أيضًا في الأطراف(Limb Length Discrepancy). فقد يظهر اختلافًا في طول الذراعين، وهذه الحالة نادرًا ما تتطلب إجراء علاجي نظرًا لعدم تأثيرها على ممارسة المهام اليومية للفرد ولا تتسبب في أي مشاكل صحية بعكس وجود هذه الفروقات في طول الأرجل، والتي تتطلب العرض على الطبيب الذي يحدد طرق علاج فرق طول الساقين المناسبة للحالة.
طول الساق غير المتكافئ أمر شائع بين حوالي 23% من البشر، حيث يتراوح فرق الطول في الأطراف السفلية لدى هذه النسبة ما بين 1سنتيمتر أو أقل، إلى 1.5سم.
هذه الفئة لا تحتاج تدخل علاجي لتصحيح الطول الغير متكافئ بين الساقين. ولكن قد ينصح الطبيب أحيانًا باستخدام أحذية طبية خاصة (Shoe lift) لرفع مستوى الساق الأقصر لتساوي الساق الأخرى. بينما يتم التدخل العلاجي في حالة زيادة اختلاف طول الساقين عن 2سم، وهذه النسبة تمثل 1 من الألف.
وفي هذا المقال نذكر أسباب وأعراض اختلاف طول الساقين وتشخيصها وطرق علاجها. وكذلك، هل يوجد فرق في سُبُل علاج اختلاف طول الساقين عند الأطفال وبين علاج علاج اختلاف طول الساقين عند الكبار؟ فتابعونا
أعراض عدم تكافؤ (اختلاف) طول الساقين.
يوجد العديد من علامات وأعراض اختلاف طول الساقين. بعضها مرئي والبعض الآخر غير مرئي، كما أن درجة وأسباب فرق الطول بين الساقين تؤثر في مدى ظهور هذه الأعراض وحدتها من شخص لآخر.
أحيانًا يصل الفرق في الطول بين ساق وأخرى ما بين 3.5 إلى 4% وهذا الفرق هو ما يحدد اختلاف الأعراض بين المصابين، وهذه الأعراض هي:
- العرج، حيث تتأثر طريقة المشي سلبًا بطريقة ملحوظة.
- يظهر فرق الطول بين الساقين بوضوح أثناء المشي إذا ما كان الفرق 3 سم أو أكثر.
- يبذل الشخص المصاب باختلاف طول الساقين مجهودًا زائدًا أثناء المشي أكثر من الشخص المعافى.
- توصلت عدة دراسات أُجريت على بعض المصابين بعدم تكافؤ طول الساقين إلى نتيجة مفادها: شعورهم بألم في أسفل الظهر، أو ألم في الكاحل، الركبة أو الفخذ أثناء المشي.
- تتأثر بشكل كبير وضعية جسد الشخص المصا،, مما قد يترتب عليه ضرورة الإمساك بالركبة لدعم الجسد أثناء المشي.
أسباب اختلاف الطول بين الساقين
تتعدد أسباب الإصابة بتباين طول الأرجل وهي:
اضطرابات خلقية.
تؤدي بعض الاضطرابات الخلقية لعدم توافق طول الطرفين السفليين مثل:
- ضمور الأطراف.
- اعوجاج أحد القدمين (ClubfootUnilateral)
- الغياب البؤري الفخذي الداني (Proximal Femoral focal deficiency) ويرمز له اختصارًا ب (PFFD) وهو نقص في نمو مفصل الورك وقِصَر في عظمة الفخذ.
- خلل في مراكز النمو وتطور العظام.
- الضخامة الشقية (Hemihypertrophy) وهو فرط النمو في جانب واحد من الجسم أو جزء منه.
في هذه الحالات الناتجة عن العيوب الخلقية يتم التشخيص في سن مبكرة، فعادًة ما يلاحظ الآباء وجود اختلاف في طول الساقين لدى الأطفال أثناء بداية المشي أو حتى أثناء الحبو.
أحد المسببات أيضًا هو إصابة الطفل أثناء الولادة بخلع الفخذ الولادي (Hip dysplasia).
اضطرابات عصبية.
الإصابة بمرض شلل الأطفال (Polio).
الشلل الدماغي التشنجي (Cerebral palsy).
الورم العصبي الليفي (Neurofibromatosis).
أسباب تطورية.
ونعني بالأسباب التطورية الحالات المرضية والإصابات التي تؤدي إلى عدم تناسق الأطراف السفلية.
- مرض بيرثز(Perthes’ disease) أو تسطح رأس عظمة الفخذ عند الأطفال.
- التهابات العظام الصديدية
- كسور العظام وعلاجها بصورة خاطئة مما قد يؤدي لقِصَر احد الأرجل أو نموها بشكل زائد.
- الإفراط في استخدام منشطات تقوية العضلات.
- النخر العظمي (AVN) نكروز(نخر) رأس عظمة الفخذ.
- اعوجاج العظام.
- أورام العظام، قد يؤثر كلًا من ورم العظام وعلاجه في نمو العظام خاصًة إذا ما كانت الإصابة بالورم في سن مبكرة.
- يتأثر نمو الأرجل في حال إصابة الصفيحة المشاشية وتسمى أيضًا بصفيحة او مركز النمو (Epiphyseal plate or Growth plate)
- قد تتسبب أحيانًا جراحة تركيب مفصل صناعي للفخذ في زيادة طول الساق التي تمت بها الجراحة، وعادًة لا يتطلب الطول الزائد إجراء جراحة ويكتفي المريض بارتداء حذاء طبي مناسب (Shoe lift)
مضاعفات اختلاف طول الساقين
يتسبب فرق الطول بين الساقين في مضاعفات تؤدي للإصابة ببعض بأمراض العظام مثل الجنف والتهاب المفاصل وذلك في حالة عدم علاجه، هذا إلى جانب آلام أسفل الظهر.
يعاني بعض المرضى من تقلص العضلات بسبب اضطرارهم للوقوف على أصابع الساق الأقصر لدعم الجسم.
تتسبب طريقة المشي الغير طبيعية في اضطرابات نفسية لدى المريض خاصة أثناء الطفولة مم يؤثر سلبًا على حياتهم الاجتماعية.
تشخيص اختلاف الطول بين الساقين
يستخدم الطبيب الفحص السريري وأشعة إكس (X) لتشخيص فارق الطول بين الساقين لدى المريض، ورغم أن طرق الفحص السريري أقل دقة إلا أنها الأكثر استخدامًا في الكشف المبدئي.
وتوقيت حدوث فرق الطول يساعد على الوصول للتشخيص.فعلى سبيل المثال في حالة حدوثه بسبب ضمور العضلات أو بسبب التضخم الشقي أو لأيًا من العيوب الخلقية السابق ذكرها أو سواها، يتم التشخيص والفحص في الطفولة. فعادًة ما يلاحظ الآباء وجود عدم تناسق في الأطراف السفلية للطفل.
وفي حالة ظهور هذا الفارق في الطول بين الساقين بسبب مرض أو ورم أو إصابة ناتجة عن حادث، فيتم التشخيص حسب وقت التعرض للإصابة أو ظهور المرض وما نتج عنه من آثار على طول الأرجل.
يقوم الطبيب المعالج بإجراء الفحص البدني لمعرفة مدى الاختلاف في الطول بين الساقين، ويخضع الطفل بعد ذلك للملاحظة الطبية للساق وأسفل الظهر والفخذ وذلك بملاحظة طريقة مشي الطفل وإجراء بعض الفحوصات الطبية مثل أشعة إكس لقياس الزوايا والأطوال، أشعة رنين مغناطيسي وأشعة مقطعية عند الحاجة وذلك لتحديد فرق الطول بين الساقين والوقوف على سبب عدم التكافؤ في الطول بين الساقين.
يستخدم الطبيب مخطط نمو (Growth chart) مستعينًا بنتائج الفحوص الطبية والأشعة للمقارنة بين العمر الهيكلي للطفل ونمو الساق، وكذلك يستخدم مخطط النمو كدليل لمعرفة مدى التقدم الذي أحرزه العلاج في تباين طول الساقين.
طرق قياس اختلاف الطول بين الساقين
يعتمد الطبيب المعالج الطرق التالي ذكرها لقياس فارق الطول بين الأرجل؛
- يستخدم الطبيب شريط القياس لمعرفة الفارق في الطول بين الساقين.
- أحد طرق الفحص الأكثر استخدامًا هي تحديد مستوى الحوض وذلك عن طريق وضع قوالب خشبية مختلفة الارتفاع تحت قدم الساق الأقصر حتى يتوصل الطبيب لطولٍ متساوٍ، على أساسه يتم تحديد الفارق بين الساقين.
- تُعَد الأشعة السينية لقياس الزوايا والأطوال والأشعة المقطعية وسائل أكثر دقة لتحديد الفارق بين طول الساقين.
أنواع فرق طول بين الساقين
يُصنَف اختلاف طول الساقين الى نوعين:
1- هيكلي (حقيقي).
يكون هناك قصر حقيقى فى أطوال العظام والتى يتم قياسها بالفحص أو بالاشعات.
2- وظيفي (ظاهري)
فى هذه الحالة تكون أطوال العظام متساوية ولكن وجود ميل فى الحوض يؤدي الى أن تظهر ساق أطول من الأخرى بسبب هذا الخلل، لذلك يجب علاج هذا الخلل وإعادة المفصل لحالته الطبيعية ليتساوى طول الساقين.
علاج اختلاف الطول بين الساقين
تتعدد طرق العلاج اعتمادًا على:
- نسبة الفارق في الطول بين الساقين.
- عمر الطفل أو المريض.
- سبب عدم تناسق الأطراف السفلية.
تنقسم طرق العلاج لقسمين:
العلاج (التحفظي) الغير جراحي.
وجود نسبة اختلاف في الطول بين الساقين أقل من1 سم لا تستلزم إجراء علاجي، فلم يثبت أن هذه النسبة الضئيلة تؤثر على العمود الفقري أو على مفصل الفخذ. أما في حالة وجود اختلاف في الطول بين الأرجل يبدأ من1 إلى2سم يتم الاستعانة بحذاء تقويمي (Shoe lift) أو (Shoe Orthotic) لمساعدة الشخص على المشي والجري والتخلص من الألم الذي قد يشعر به في أسفل الظهر، يختلف شكل هذا الرافع حسب فارق الطول بين الساقين وحسب راحة المريض، فيوجد رافع يضاف للحذاء من الداخل, وآخر يُلحق بالحذاء خارجيًا.
العلاج الجراحي.
يوجد ثلاث طرق للعلاج الجراحي:
جراحة لإبطاء أو وقف نمو الساق الطويلة.
تهدف هذه الطريقة الوصول إلى طول متساوِ أو شبه متساوِ بين الساقين وذلك عن طريق إبطاء معدل نمو الساق الأطول. و عادة تتم هذه الجراحة قبل توقف نمو العظام بفترة قصيرة.
حيث يتم فى غرفة العمليات تصوير الركبة تحت جهاز الاشعة لتحديد موقع مركز النمو فى الرجل الطويلة ثم يتم عمل جرح صغير على هذا الموضع الذي يتم من خلاله إبطاء عمل مركز النمو (الصفيحة المشاشية). فى هذه الحالة فرق الطول لن يتم تصحيحه بصوره فورية ولكنه يتقلص بالتدريج. فبينما يتم إبطاء نمو الساق الأكثر طولًا، تنمو الساق الأخرى لتلحق بالساق الطويلة.
تتم هذه الجراحة في يوم واحد بالمستشفى ويجب إجراء هذه الجراحة قبل أن يكتمل نمو الطفل.
جراحة تقصير الساق الأكثر طولًا.
تناسب هذه الطريقة المرضى ذوي القامة الطويلة أو الطول المعتدل، وهي عبارة عن تقصير الساق التي زاد طولها أكثر من الساق الأخرى. فيمكن أن يقوم جراح العظام بإزالة 3 بوصة من عظمة الفخذ او 2 بوصة من عظمة الساق حسب فارق الطول بين الساقين وذلك للوصول لطول متناسق بين الساقين.
جراحة إطالة الساق الأقل طولًًا..
وهى الجراحة الأكثر شيوعا. ويوجد تقنيتين لإطالة العظام جراحيًا:
أولًا، تقنية المثبت الخارجي (إليزاروف).
وهي استخدام أداة لإطالة العظام (وتثبيتها في حالات أخرى مثل الكسور والتشوهات). هذه الأداة عبارة عن مثبت خارجي على شكل حلقات، يتم وضعه على الساق من الخارج ويتم تثبيته عن طريق أسلاك تخترق الجلد لتصل للعظام لتخترقها حتى تخرج من الجهة المقابلة.
ثم يتم تثبيت هذه الأسلاك بالحلقات والتي تتصل ببعضها البعض مكونًة إطارًا صلبًا خارج الساق.
يقوم الجراح بعمل كسر عرضي في العظمة المراد إطالتها وذلك من خلال جرح صغير يفتحه الطبيب بعد تركيب المثبت الخارجي.
بعد عشرة أيام من الجراحة يبدأ طول العظمة في الازدياد وذلك بإبعاد طرفي الكسر عن بعضهما 1 ملليمتر تقريبًا في اليوم، ويتم ذلك عن طريق زيادة المسافة بين حلقات المثبت الخارجي 1 مللي يوميًا، مما يؤدي إلى تكون نسيج عظمي جديد بين طرفي الكسر، وبالتالي زيادة طول العظمة.
خلال شهر تُقَدَر زيادة الطول بحوالي 1 بوصة. إلا أن هناك عوامل قد تبطئ من استطالة العظام مثل، أن تكون الساق التي تم تركيب المثبت الخارجي بها قد تعرضت لإصابة أو أُجريت بها جراحة سابقة. أو في حالة معاناة المريض من قصور في الأوعية الدموية.
تستمر عملية الإطالة على هذا المنوال إلى حين وصول العظمة إلى الطول المطلوب. بعدها يتم إيقاف تطويل العظام ويستمر المريض في ارتداء هذا المثبت الخارجي لحين التأكد من صلابة العظم الجديد.
تستغرق في العادة عملية إطالة العظام باستخدام تقنية إليزاروف عدة أشهر.
يتميز هذا الإسلوب العلاجي بقدرة المريض على المشي بالجهاز في اليوم التالي للجراحة وكذلك يتميز بكون إطالة العظام تتم بصورة تدريجية.
ثانيًا، تطويل العظام بالمسمار النخاعي.
يقوم الجراح بتركيب مسمار نخاعي يقوم بإطالة العظام ويتم التحكم فيه لاسلكيًا عن طريق جهاز تحكم خارج الجسم. وهذه التقنية لا يتم استخدامها على نطاق واسع نظرًا لتكلفتها المرتفعة وكذلك لعدم قدرة المريض على المشي طوال فترة إطالة العظام، وأيضًا لحاجة المريض لإجراء جراحة أخرى لإزالة المسمار النخاعي.
مضاعفات إجراء جراحة إطالة الساق لعلاج اختلاف الطول بين الساقين
كغيرها من العمليات الجراحية، توجد بعض المضاعفات المحتملة لإجراء هذه الجراحة، إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن جراحات إطالة العظام أصبحت من الجراحات الآمنة.
من المضاعفات المحتملة:
- قد تتيبس المفاصل المجاورة للمثبت الخارجي نتيجة لعدم تحريكها بشكل كافي.
- تحدث أحيانًا التهابات بمجرى الأسلاك التي تتصل بالعظام وهذه هي أكثر المضاعفات شيوعًا. لذا، يجب العناية بمداخل ومخارج الأسلاك والحرص على نظافتها ونظافة المثبت الخارجي ككل.
- قد تتأثر الأعصاب والأوعية الدموية بسبب محدودية قدرتها على التمدد، ولكن نظرا لأن عملية الإطالة تدريجية، يتم تشخيص ذلك وتلافيه فى وقت مبكر عند حدوثه.
- يحتاج المريض للمتابعة الدورية مع الطبيب، كذلك قد يحتاج للعلاج الطبيعي بعد انتهاء فترة تطويل العظام.
فترة التعافي من علاج اختلاف الطول بين الساقين.
يجب إعداد الوالدين والطفل بشكٍل كاف للخضوع لسلسة طويلة من العلاج. كما أن فترة التعافي عادًة ما تستغرق عدة شهور.
بعض أساليب العلاج قد تؤدي إلى بعض المضاعفات، لكن علاجها متوفر وناجح في أغلب الأحيان.ويجب على الآباء التعاون مع الطبيب لضمان نتائج جيده.
مخاطر عدم العلاج
اكتشاف المرض مبكرًا وعلاجه عادًة ما يؤدي لنتائج جيدة. وتؤدي الحالات الحادة من اختلاف فرق الطول بين الساقين إلى مضاعفات تزيد من عبء المرض وتقلل من جودة حياة المريض. ومن هذه المضاعفات، الإصابة بالجنف وألم أسفل الظهر ومشاكل مفصلي الركبة والفخذ.
أثر اختلاف طول الساقين على العمود الفقري والحوض
يوجد العديد من الآراء الطبية التي تدعم فرضية تَسَبُب اختلاف طول الساقين في الشعور بألم أسفل الظهر، كذلك حدوث ميل أو انحراف في الحوض وأيضًا حدوث جَنَف قَطَني بالعمود الفقري وذلك بسبب وضعية الجسد الغير طبيعية والتي تميل للانحناء أثناء المشي ووضع المريض يده على ركبته في محاولة منه للتوازن.
ومن الجدير بالذكر أن أحد الدراسات التي أثبتت هذه الفرضية أُجريت على أشخاص متطوعين أصحاء لا يعانون من اختلاف طول الساقين، ولكن تم إعطائهم أحذية بارتفاعات مختلفة بداية من 15 مللي فأكثر. وأوضحت هذه الدراسة مدى تأثير اختلاف طول الساقين على كٍل من الظهر والحوض.
توصلت الدراسة أيضًا إلى أن التأثير الأكبر كان على الحوض من حيث حدوث الميل والالتواء، بينما كان أقل أثرًا على العمود الفقري. ويوصي البحث بضرورة دراسة أثر اختلاف الطول بين الساقين في الحالات التي يتسع فيها فارق الطول بين الأرجل.
على الرغم من أن الكثير الدراسات أكدت أن الأشخاص المصابين بعدم تكافؤ طول الساقين يطورون حالات مرضية خاصة بالأطراف السفلية مثل مشاكل الظهر والحوض والركبة، إلا أن نتائج المحاولات البحثية التي تهدف إلى التأكد من مدى تأثير هذه الحالة المرضية على الجزء العلوي من الجسد أثناء المشي حتى الآن ما زالت قيد التدقيق والبحث.
اختلاف طول الرجلين وخشونة ؟الركبة (osteoarthritis of the knee).
تُشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص المصابين بعدم تكافؤ الأطراف السفلية أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بخشونة الركبة.حيث أُجريت الدراسة على 3026 من البالغين الذين يعانون من آلام الركبة. وخضعوا لإجراء أشعة إكس لقياس طول الأرجل.
وكذلك لتحديد درجة الالتهاب في المفصل عند بدأ الدراسة وبعد مرور 30 شهر على بدايتها. توصلت الدراسة إلى أن معظم الأشخاص الذين لديهم فرق 1 سم بين الساقين لديهم التهاب بمفصل الركبة. وتزيد النسبة كلما اتسع الفارق في الطول بين الساقين.
العلاقة بين اختلاف طول الساقين (LLD) وعدم تناظر الركبتين (التشوه الزاوي) (Angular Deformity)
تقوس الساقين اوما يسمى باعوجاج أو تشوه الركبة ينقسم إلى ثلاث أنواع:
- تقوس الركبة للداخل أو الركبة الروحاء (genu valgum) أو (Valgus deformity) وهو تقارب الركبتين الى حد الالتصاق بينما تتباعد القدمين أثناء الوقوف.
- تقوس الركبة للخارج أو الركبة الفحجاء (genu varum) أو (Varus deformity) هو تباعد الركبتين وتقوسهما للخارج بينما يتقارب القدمين من بعضهما البعض أثناء الوقوف.
- الركبة الطرقاء(Genu recurvatum) وهى تعني فرد الركبة أكثر من أستقامتها. بحيث اذا نظرت للشخص من الجانب تجد ان الركبة تبرز قليلًا الى الخلف.
- كلما زادت درجة التقوس كلما قل طول المريض وقلت المسافة بين مفصلي الفخذ والكاحل. ولذا فان استعدال تقوس الركبة يزيد من طول المريض بعض الشيء. كما ان وجود تقوس فى رجل واحدة يؤدي الى وجود فرق فى طول الرجلين.
إختلاف طول الساقين بعد جراحات المفاصل الصناعية
من النادر ان يحدث فرق حقيقي فى الطول بعد جراحة تركيب مفصل الركبة الصناعي ولكن بعض المرضى قد يشعر بزيادة طول الرجل (طول ظاهري وليس حقيقي) ويكون ذلك نتيجة استعدال التقوس الذى كان موجودا قبل الجراحة او نتيجة ان المريض أصبح بعد الجراحة يستطيع فرد ركبته بصورة كاملة بعد ان كان عاجزا عن عمل ذلك قبل الجراحة.
اما فى حالات تركيب مفصل الفخذ الصناعي فقد يحدث زيادة ظاهرية فى الطول نتيجة عودة الرجل لطولها الأصلي يوم الجراحة بعد سنوات من قصرها. و لكن فى بعض الحالات قد يكون هناك زيادة حقيقية فى الطول حيث يجد الجراح اثناء الجراحة ان هذه الزيادة البسيطة فى الطول تزيد من ثبات المفصل وتمنع خلعه.
Refernces:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6088132/