تشوه انثناء الركبة الثابت (Flexion deformity Or Flexion Contracture of the Knee) هو أحد التشوهات المتعددة التي قد تصيب مفصل الركبة. والتي تؤثر على وظيفتها ويمتد تأثيرها لأماكن أخرى من الجسم.
النطاق الطبيعي لحركة الركبة هو 0 درجة في حالة التمديد الكامل، و140 درجة في حالة ثني الركبة. ولكن فى حالات تشوه انثناء الركبة الثابت (Fixed Knee Flexion Deformity) يكون هناك عدم القدرة على فرد الركبة أو تمديدها على استقامتها بالكامل، وتظل مثنية بزاوية غير طبيعية. مما يحد من حركة المريض ويؤثر على قدرته على المشي والجري، كما تؤثر هذه الحالة على جودة الحياة والقدرة على ممارسة الأنشطة اليومية البسيطة.
للتعرف على أنواع هذا التشوه وأعراضة وأسبابه وطرق علاجه ندعوكم لقراءة هذا المقال، فتابعونا.
نظرة عامة
للحفاظ على صحة جيدة وبالتالي نمط حياة طبيعي، يجب أن يكون الشخص قادرًا على تحريك مفاصله من خلال نطاق الحركة الكامل (ROM) وهذه الأحرف اختصارًا لمصطلح (Range of motion).
الأشخاص غير القادرين على القيام بذلك مثل المصابين بتشوه الركبة (نطاق تمديد الركبة المحدود) يكافحون من أجل القيام بالمهام اليومية مثل المشي أو تحضير وتناول الطعام، ويعانون أثناء تأدية هذه المهام.
التغيرات الهيكلية (التشوه) في الأربطة أو الأوتار أو العضلات تعيق حركة المفاصل الطبيعية مما يؤدي إلى فقدان حركة المفاصل. هذا بالإضافة إلى التغيرات في طبيعة العظام، ويؤدي ذلك في النهاية إلى تشوه المفصل وفقدانة لنطاق حركته وبالتالي جزء هام من وظيفته.
ولا تنحصر الإصابة بتشوه انثناء الركبة عند البالغين فقط نتيجة خشونة و التهاب المفاصل الشديد أو الحوادث أو الكسور، ولكن قد تظهر كذلك عند الأطفال في سن مبكرة. وذلك نتيجة لبعض الأمراض العصبية والتي تتسبب في ضعف العضلات وعدم توازن الطفل المصاب أثناء المشي.
فيصاب الطفل بالعرج أو الإنحناء. مع عدم قابلية هذا النمط الحركي للتحسن بالعلاج الطبيعي أو التقويمات والأجهزة التي تدعم حركة الساقين. وفي هذه الحالة قد يتم اللجوء للحل الجراحي لعلاج التشوه وتحسين قدرة الطفل على المشي.
أنواع تشوه انثناء الركبة
تؤدي العديد من العوامل إلى الإصابة بتشوه تقلص الإنثناء والذي ينقسم لنوعين:
1- تشوه انثناء الركبة الثابت المتعلق بتصلب المفاصل، وينتج عن:
- خشونة مفصل الركبة (أحد أنواع التهابات المفاصل الذي يؤدي إلى تدهور الغضروف).
- التهاب المفاصل الروماتويدي. وهو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تسبب التهابًا مستمرًا مؤثرًا على العديد من المفاصل.
- أمراض الكاحل.
- إصابات مفصل الفخذ
- الشلل الدماغي (حالة تتأثر فيها حركة الشخص وتوازنه ووضعيته).
- شلل الأطفال
- مرض العظم الزجاجي (تكون العظم الناقص) وهو فئة من الأمراض الوراثية التي تتميز بالعظام الهشة والتي يمكن كسرها بسهولة.
- أمراض العظام التنكسية بوجه عام.
2- تشوه انثناء الركبة المتعلق بتشريح وحركة المفاصل، وينتج عن:
- جراحات نقل الأربطة.
- إصابات في الأنسجة المحيطة بالركبة.
- التيبس الذي يحدث بعد كسر عظم الفخذ أو الرضفة أو الساق أو كسر مفصل الركبة بالكامل.
- فشل جراحة استبدال مفصل الركبة
وإلى جانب هذا التصنيف، يوجد تصنيف آخر يستهدف تكوين التشوه. حيث يوجد تشوه الركبة الثنائي وهو الأكثر شيوعًا والذي يتكون من التشوه العظمي وتشوه محفظة (كبسولة) المفصل والأربطة.
والتشوه الثلاثي للركبة هو متلازمة غالبًا ما تكون مصحوبة بخلع جزئي في العضلة الخلفية للفخذ (الواصله بين عظمة الفخذ وقصبة الساق). وخصائصه هي؛ تشوه الانثناء، وتشوه الركبة الروحاء، وتشوه دوران الركبة الخارجي، والخلع الخلفي لمفصل الركبة. قد يؤدي هذا الاضطراب إلى ضعف مزمن، وعدم توازن واعوجاج العمود الفقري، والضغط على الحفرة المأبضية (المنطقة الواقعه خلف الركبة)
أعراض تشوه انثناء الركبة
- صعوبة في المشي والجري
- ألم في الركبة، خاصة عند الانحناء أو الاستقامة
- صعوبة في الركوع أو القرفصاء
- صعوبة الوقوف من وضعية الجلوس
- تشوه واضح في الركبة، مع ظهور انثناء في الساق حتى عند الوقوف
- العرج
- التنميل
- قد يتأثر الجلد المحيط بالركبة ويصاب بالتهيج والإحمرار
هذه هي الأعراض العامة ولكن قد تختلف الأعراض باختلاف كل حالة عن الأخرى وباختلاف أسبابها.
درجات تشوه انثناء الركبة
الدرجة الأولى: تقلص بسيط مع تشوه لا يزيد عن 15 درجة أو أقل.
تشوه الدرجة الثانية: تشوه بين 15 درجة و 30 درجة وتقلص معتدل.
الدرجة الثالثة: تشوه أكبر من 30 درجة وتقلص شديد.
التشخيص
تشخيص تشوهات انثناء الركبة يتم بناءً على:
الفحص البدني: يقوم الطبيب بتقييم استقرار مفصل الركبة ونطاق حركتة وقوته، وكذلك ملاحظة مشية المريض ونمط حركته. وفحص الركبة لمعرفة وجود تورم أو إحمرار من عدمهما.
التصوير التشخيصي: الأشعة السينية وغيرها من وسائل التصوير: يمكن للأشعة السينية أن تكشف عن تشوهات العظام، في حين أن التصوير بالرنين المغناطيسي يمكن أن يظهر تلف الأنسجة الرخوة.
علاج تشوه انثناء الركبة
اعتمادًا على مسببات وشدة ونوع التشوه، يختار الطبيب الطريقة المناسبة للعلاج ومناقشتها مع المريض أو ذويه في حالة كان المريض طفلًا وعلا ج اسباب التشوه إن أمكن. لذلك، تختلف طرق العلاج تبعًا لكل حالة.
في الحالات التي يتم اكتشافها مبكرًا عادةً ما يقرر الطبيب استخدام وسائل العلاج التحفظي المختلفة، ويلجأ للعلاج الجراحي في الحالات المتقدمة والأشد تعقيدًا. وفي الحالتين، من الضروري تطبيق العلاج الطبيعي على المرضى.
ويستهدف العلاج بأنواعه ما يلي؛
- التنشيط المشترك لعضلات الركبة والفخذ
- تحسين قوة العضلات المحيطة بالركبة
- حركة الرضفة
- حركات مفصل الورك والكاحل
- التدريب على المشي بطريقة صحيحة
- العودة إلى الحياة الطبيعية.
وتتحقق هذه الأهداف بأيًا من طرق العلاج التالي إيضاحها؛
العلاج التحفظي
يشتمل العلاج التحفظي على العلاج الطبيعي وبرامج التمارين المنزلية والعلاج الفيزيائي المنزلي. والتي يتم استخدامها لعلاج وتقليل حدوث تقلصات الانثناء. في بعض الحالات، مثل الشلل الدماغي، من الضروري أيضًا علاج وإدارة نوبات التشنج.
كما يشتمل العلاج التحفظي على أجهزة تقويم ودعامات الركبة والساق. والأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب وباسطة العضلات، إذا ما دعت الحاجة لذلك.
العلاج الجراحي
في الحالات الأكثر شدة، يلجأ الطبيب للإجراءات الجراحية التي تناسب الحالة. وتتعدد هذه التدخلات الجراحية. ومنها على سبيل المثال؛ تحرير الأنسجة الرخوة، وقطع العظام (إزالة جزء من العظم)، وتقصير عظم الفخذ، وإطالة أونقل العضلة الفخذية الرباعية الرؤوس.
كما يعد إطالة العضلات المأبضية مفيدًا لتخفيف التقلصات الشديدة، خاصةً عندما يكون لها تأثيرًا على المشي. وقد يُشار إلى نقل عضلة الفخذ الرباعية لتقليل تشنج عضلة الفخذ جزئيًا، خاصةً لدى مرضى الشلل الدماغي.
هناك حالات معينة يكون فيها أفضل خيار هو التمديد التدريجي والإطالة باستخدام المثبت الخارجي (إليزاروف). قد يكون هذا الخيار الأنسب للمرضى الذين أهملوا التشوهات أو يعانون من تشوهات خلقية، مثل متلازمة الظَّفَرة المَأْبِضِيَّه، أو البالغين الذين وصلوا إلى كامل النضج الهيكلي.
رغم كل جهود الجراحة وبرامج إعادة التأهيل بعد الجراحة، يمكن للتشوه أن يعود ويؤدي إلى تقلص انثناء الركبة المزمن. لذا قد يحتاج هؤلاء المرضى إلى جراحة لتغيير مفصل الركبة.
تشوه انثناء الركبة وجراحة استبدال مفصل الركبة
تشوهات الانثناء الثابتة شائعة في الركبتين المصابتين بالتهاب المفاصل الشديد (خشونة الركبة). والتي يوصي حينها الأطباء بإجراء جراحة تغيير لمفصلي الركبة بالكامل.
حيث يؤدي عدم استقامة ومد الركبة بالكامل إلى تقلص عضلات الفخذ الرباعية بشدة واستهلاك الطاقة في محاولة الحركة والمشي. كما يؤدي أيضًا إلى تباطؤ سرعة المشي ومشية غير طبيعية. وبالتالي، زيادة التحميل على الطرف المقابل. وأوضحت الدراسات ارتباط تقلصات الانثناء المتبقية بعد تغيير مفصل الركبة بنتائج وظيفية أقل للمفصل.
على الرغم من أن بعض تقلصات الانثناء قد تختفي مع مرور الوقت بعد الجراحة، إلا أن نسبة كبيرة منها تصبح دائمة. لذلك، من الضروري تصحيح تشوهات الانثناء الثابتة أثناء إجراء جراحة استبدال مفصل الركبة، ومراقبة فترة ما بعد الجراحة للحفاظ على التقويم الذي تم خلالها.
تشمل التقنيات الجراحية لمعالجة تقلصات الانثناء السابقة لعمليات استبدال مفصل الركبة بآخر صناعي ما يلي:
الاستئصال المناسب للعظام، وتحرير الأربطة والمحفظة الخلفية مما قد يعيق وظيفتهما، وإزالة الزوائد العظمية الخلفية. بعد العملية الجراحية، يمكن الحفاظ على استقامة وتمديد الركبة من خلال العلاج الطبيعي المكثف، والآلات المُعَدة خصيصًا للحركة السلبية، ورفع الكعب المقابل، والتجبير والدعامات.
وكما سبق وذكرنا في بداية المقال، فإن فشل جراحة تغيير مفصل السبب قد يتسبب في حالات قليلة بتشوه انثناء الركبة الثابت.
منع مضاعفات تشوه انثناء الركبة
لتجنب تقلص الإنثناء ومنع مضاعفاته وتقليل عوامل خطر الإصابة، يجب اتخاذ بعض الخطوات الهامة وهي كما يلي:
- التدخل المبكر
من الضروري تحديد وعلاج الأمراض أو الصدمات التي يمكن أن تسبب تشوهات في الركبة في أسرع وقت ممكن. فالعلاج المبكر يمكن أن يقلل من آثار التشوهات ويمنعها من التفاقم. - ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتلقي العلاج الطبيعي
يتطلب الحفاظ على صحة الركبتين ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والعلاج الطبيعي. تعمل هذه التمارين على تعزيز حركة المفاصل ومرونتها وقوة العضلات. بالإضافة إلى ذلك، يساعد العلاج الطبيعي على تحسين عدم انتظام المشي وتقليل آثار التشوهات. - الحفاظ على وزن مناسب
انخفاض الضغط على مفصل الركبة يرجع في الغالب إلى الحفاظ على وزن صحي. يعد تحقيق مؤشر كتلة الجسم الصحي (BMI) والحفاظ عليه أمرًا مفيدًا لأن وزن الجسم الزائد يمكن أن يؤدي إلى تفاقم تشوهات الركبة. - الأحذية المناسبة
يمكن تقليل التشنج في مفصل الركبة من خلال ارتداء أحذية داعمة ومبطنة مناسبة للنشاط. لتعزيز المحاذاة وتقليل الضغط، قد يقتراح الطبيب المعالج إدراج الأحذية أو أجهزة تقويم العظام للأشخاص الذين يعانون من تشوهات في الركبة. - الوقاية من السقوط
يتطلب تجنب الصدمات والإصابات التي يمكن أن تسبب تشوهات في الركبة اتخاذ خطوات لمنع السقوط. فإزالة المخاطر من المنزل، واستخدام الدرابزين، واستخدام المعدات المساعدة كلها احتياطات السلامة الأساسية التي يمكن أن تساعد في منع السقوط، وما يترتب على ذلك من ظهور تشوهات في الركبة.
من خلال اتخاذ هذه الخطوات الوقائية، يمكن تقليل خطر الإصابة بالتشوه الثلاثي للركبة والحفاظ على هذا المفصل المعقد التكوين والوظيفة. ولحماية الركبتين من هذا المرض، يعد الكشف والعلاج المبكرين والالتزام بأسلوب حياة صحي أمرًا ضروريًا.
References
https://www.icliniq.com/articles/orthopedic-health/flexion-contracture-of-the-knee
اترك تعليقاً