يمثل مفصل الركبة نقطة تلاقي بين كل من عظمة الصابونة وعظمة الساق وعظمة الفخذ ويربط بين هذه العظام الأنسجة والأوتار التي تحكم حركة مفصل الركبة بحيث يسمح بحدوث حركات في اتجاهات معينة وذلك للحفاظ على ثبات الركبة لأنها تعد من أقوى المفاصل التي تحمل وزن الإنسان بشكل عام.
إلا أنه قد تحدث بعض كسور مفصل الركبة لعدة أسباب منها إصابات مباشرة مثل حوادث السيارات وغير مباشرة مثل السقوط من إرتفاع عالي، قد تحدث هذه الكسور فى البالغين أوفي كسور الأطفال و التى قد يصاحبها إصابات في مركز النمو. وفضلًا عن إعاقة حركة المصاب لحين تمام شفاء الكسر، ولكن قد يؤدي كسر الركبة لمشكلات أكبر مثل الاصابة بتشوه انثناء الركبة.
وكسور مفصل الركبة ليست محصورة فقط في حدوث كسر عظمة الصابونة فكسر الرضفة هو الأكثر شيوعا بين كسور الركبة إلا أنه يشكل ما نسبته 1% فقط من كسور العظام في الجسم مما يجعله قليل الشيوع إلى حدٍ ما. ولكن قد يحدث كسر في أسفل عظمة الفخذ أو كسر في أعلى عظمة القصبة.
لمعرفة معلومات عن كسور عظمة الصابونة (الرضفة)
أنواع كسور الركبة
قد يرافق كسور الركبة في بعض الحالات تضرر في الأربطة أو الأوتار المحيطة بالعظم نتيجة تطاير جزء من فتات العظم المنكسر وتأثيره على أجزاء المفصل الأخرى، لذلك تم تقسيم الكسور لدرجات وأنواع تبعاً لشدة الاصابة ودرجة تضرر المفصل.
كما أن أنواع الكسور وشدتها تختلف تبعًا للصدمة التي تعرض لها المفصل وقوتها، فقد يكون كسر بسيط بحيث تنقسم العظام إلي جزئين أو كسر مضاعف بحيث تكون العظام مفتتة إلى أجزاء صغيرة
فمن بين أنواع كسور مفصل الركبة ما يلي:
كسر الركبة المستقر
عندما لا يتحرك العظم المنكسر خارج مكانه الطبيعي يطلق عليه كسر مستقر، بمعنى أن العظم كُسر إلا انه بقي في نفس مكانه دون أن يتحرك وهذا يعد علامة جيدة.
كسر الركبة الغير مستقر
يحدث في هذا الشكل تحرك للعظم المكسور خارج موضعه الاعتيادي بحيث تنفصل نهايتي العظم الموصولة عن بعضها، يحتاج هذا الكسر لإجراء جراحة لتقريب النهايتين وإعادة العظم لشكله السابق.
كسور الركبة المفتتة
عند تعرض العظم للتحطم والتفتيت إلى 3 قطع أو أكثر يعرف عندها بالكسر المفتت، أما إذا اقتصرت القطع العظمية على قطعتين تعرف بالكسر الغير مفتت، ويوجد أيضا نوع آخر يعرف بالكسر الإجهادي وهي مجرد كسر بسيط بالعظم يشاهد غالبًا عند الرياضيين نتيجة الإجهاد المتكرر دون راحة كافية.
عوامل تساعد على كسر الركبة:
- السن: فكبار السن دائمًا ما يكونوا أكثر عرضة للوقوع والإصابة بكسور في مفصل الركبة
- مصابي هشاشة العظام، فهذا يجعل العظام أكثر عرضة للكسر
- عدم التغذية السليمة: حيث تقل كتلة العظام مع انخفاض فيتامين د والكالسيوم في الأنظمة الغذائية
- عدم ممارسة الرياضة بشكل دائم مما يؤدي إلى ضعف العضلات والعظام معًا
أعراض كسر الركبة
تعتمد أعراض كسر الركبة على شدة الإصابة ونوع الكسر والأنسجة المتأثرة، وتشمل الأعراض العامة التالية:
- الألم: قد يكون الألم حاداً وشديداً ويمتد إلى المناطق المحيطة بالركبة.
- الورم: قد تنتفخ الركبة وتتورم بشكل كبير بسبب التورم وتجمع السوائل.
- الخدر: يمكن أن يحدث خدر وتنميل في القدم.
- الإحمرار: قد تصبح الركبة حمراء وساخنة بسبب التورم.
- صعوبة التحرك: قد يكون الكسر شديداً بما يكفي للحد من الحركة الطبيعية للركبة.
- عدم القدرة على تحميل الوزن: قد يكون من الصعب الوقوف أو المشي على الركبة المصابة.
- تغيير في شكل الركبة: قد يتغير شكل الركبة بشكل واضح بسبب الكسر وخاصةً بالكسور الشديدة.
- بروز العظام: بروز العظم لخارج الجلد في حالة الكسر المفتوح لعظم صابونة الركبة
تشخيص كسر الركبة
عادة يتم الإكتفاء بالأشعة العادية لتشخيص الكسر إلا أنه قد يتم اللجوء لعمل أشعة مقطعية بالكمبيوتر فى بعض الكسور المعقدة التى قد تصيب سطح المفصل و ذلك حتى يتمكن الطبيب من تقييم شكل الكسر و لا سيما اذا كان سيتم علاجه جراحيا.
كما أنه قد يتم عمل رنين مغناطيسي فى الحالات التى يشتبه فى وجود إصابات مصاحبة للأربطة حيث انه من الصعب على الطبيب تقييم أربطة الركبة بالفحص فى وجود كسر بالمفصل.
أثناء الفحص السريري عادة ما يجد الطبيب:
- تورم شديد بالركبة نتيجة إنسكاب كمية من الدم داخل المفصل
- بعد عدة ساعات يبدأ ظهور زرقان بالجلد
- وجود خدر شديد في منطقة الإصابة
- كما أنه قد يحدث خلع في الصابونة إذا تعرض الشخص المصاب إلى ضغط شديد في هذه المنطقة
قد يصاحب هذه الكسور إصابة فى أحد الأعصاب أو الشرايين اذا كانت الإصابة جسيمة. و لذلك يجب عند فحص المريض التأكد من عدم وجود إصابات أخرى لأن كثيرا ما يتم الإغفال عن هذه الإصابات الهامة عند وجود كسر في الركبة.
علاج كسور الركبة
تتوقف طريقة علاج الكسر على عدة عوامل منها: موضع الكسر و مدى تحركه من مكانه و وجود إصابات مصاحبة و تغذية المريض.
العلاج الغير جراحي لكسور الركبة
يمكن استخدام العلاج الغير جراحي لعلاج الكسور البسيطة في الركبة والتي لم تسبب أي تشوهات كبيرة أولم تؤثر على الحركة الطبيعية للركبة. ويشمل العلاج الغير جراحي لكسور الركبة:
- وضع الجبيرة: يمكن وضع المثبت الطبي (الجبيرة) لتثبيت الركبة ومنع الحركة الزائدة التي تؤدي إلى تفاقم الكسر، ويستخدم هذا العلاج لفترة تتراوح بين 6-8 أسابيع.
- الراحة والتقليل من الحركة: يجب على المريض تجنب الأنشطة التي تتطلب الوقوف أو المشي لفترات طويلة، كما ينصح بتجنب الأنشطة الرياضية الشاقة حتى تتماثل الكسر للشفاء.
- عمل كمادات الثلج: يستخدم الثلج لتخفيف الورم والألم، ويتم وضع الثلج على الركبة لمدة 15-20 دقيقة، وذلك بشكل متكرر خلال اليوم.
- تناول المسكنات: يمكن تناول المسكنات اللاستيرويدية البسيطة مثل الباراسيتامول لتخفيف الألم.
- العلاج الطبيعي: يتم توجيه المريض إلى جلسات العلاج الطبيعي، حيث يقوم طبيب العلاج الطبيعي بتدريب المريض على تمارين الركبة التي تساعد على تقوية العضلات المحيطة بالركبة وتحسين نطاق الحركة.
تجبيس الركبة
في بعض الأحيان يستخدم جراحين العظام الطرق التقليدية لتثبيت الكسور وخاصة كسور الركبة وذلك عن طريق تركيب الجبس حول الركبة “تجبير الكسور” لفترة وجيزة بأقل تقدير 6 أسابيع حتى يلتئم الكسر ومن ثم نقوم برفع الجبس.
إلا أنه من الأفضل تجنب استخدام الجبس لما قد ينتج عنه من مضاعفات كتيبس في الركبة وعدم القدرة على تحريكها بسهولة أو حدوث جلطات وتجمعات دموية في مكان الكسر، كما أنه في بعض الأحيان يتم تجبير الركبة بطريقة خاطئة مما يؤدي إلى التئام العظام في غير مكانها الصحيح وبالتالي يحتاج الطبيب إلى أن يقوم بكسر آخر في الركبة ومن ثم إعادة تثبيت العظام في مكانها الصحيح.
العلاج الجراحي لكسر الركبة
فقد يتم عمل بذل للركبة إذا كان هناك تورم شديد بمفصل الركبة . غالبًا ما يتم علاج هذه الكسور جراحيًا و لا سيما إذا كان الكسر قد أثر على سطح المفصل و ذلك لضمان عودة سطح المفصل لوضعه السليم تجنبا لحدوث خشونة مبكرة لاحقا.
كما أنه يمكن تثبيت الكسر جراحيًا بواسطة شريحة و مسامير أو مسامير نخاعية خاصة وإن كان الكسر بطول عظمة الفخذ أو عظمة الساق مما يسمح للمريض بتحريك مفصل الركبة بعد الجراحة مباشرة مما يحافظ على سلامة الغضاريف و يمنع حدوث تيبس بالمفصل.
كما أنه في بعض الحالات قد يستدعي تركيب مثبت خارجي لتثبيت الكسر ومثل هذه الحالات يكون في مكان الكسر جرحًا مفتوحًا ولذلك يلجأ الجراحين إلى تركيب مثبت خارجي مؤقت ليثبت الكسر لأن أي عملية في منطقة الجرح الغير ملتئم قد تؤدي إلى وجود بكتيريا على السطح وقد ينتج عنها مضاعفات غير مرغوب بها.
غالبا لا يحتاج المريض لرفع الشريحة و المسامير لاحقا و لكن احيانا يحتاج المريض لرفع الشرائح و هذه تكون جراحة بسيطة يعود المريض بعدها لممارسة حياته الطبيعية فى خلال ايام قليلة.
تختلف المدة التي يتعافي فيها الكسر تبعًا لشدة الكسر وهيئته والطريقة المستخدمة لتثبيت الكسر، فيستطيع المريض السير على قدميه والتحميل على ركبته إذا قام بتركيب شرائح ومسامير ، أما في حالة الجبس فيحتاج إلى راحة على الأقل 6 أسابيع.
لا يوجد طريقة أكيدة لتجنب الكسور ولكن يجب توخي الحذر أثناء المشي أو الجري أو ممارسة الرياضة، كما أنه يجب الابتعاد عن العادات السيئة كالتدخين وتناول الكحول وتناول الأطعمة التي تساعد على بناء العظام وتقويتها
تناول جرعات مفرطة من الكالسيوم أو الفيتامينات لن يساعد على سرعة الشفاء إلا أن المريض يجب أن يحصل على غذاء متوازن لمساعة عظامه على الالتئام والاستشفاء
تشير عدة علامات وأعراض إلى إصابة كسر في الركبة، ومن بين هذه الأعراض:
1- الألم: يشعر المصاب بآلام حادة في الركبة، وقد يكون الألم مستمرًا أو يزداد عند الحركة.
2- الانتفاخ: يتورم المفصل المصاب ويصبح منتفخًا، ويمكن أن يصل الانتفاخ إلى حد الصليب الأمامي للركبة.
3- الخدر والتنميل: يمكن أن يشعر المصاب بالخدر والتنميل في الركبة المصابة، وذلك بسبب الأعصاب التي تمر عبر المفصل المصاب.
4- الصعوبة في الحركة: يصعب على المصاب المشي أو الوقوف على قدمه بشكل طبيعي، ويشعر بالضعف.
5- الكدمات والحكة: قد يلاحظ المصاب وجود كدمات أو حكة في المنطقة المصابة.
6- الضعف العضلي: قد يفقد المصاب بعض القوة في العضلات المحيطة بالركبة المصابة، مما يجعل الحركة أكثر صعوبة.
إذا لم يتم علاج كسر الركبة بشكل صحيح، أو إذا لم يلتئم الكسر بشكل جيد، فقد يحدث العديد من المضاعفات والمشاكل الصحية الخطيرة، ومنها:
1- التهاب المفاصل: قد يحدث التهاب في المفصل المصاب (خشونة في الركبة) بسبب عدم التئام الكسر، مما يؤدي إلى تدمير الغضروف وتآكل المفصل.
2- الخلع: قد يحدث خلع في المفصل المصاب، وذلك بسبب عدم استقرار المفصل وضعف عضلات الركبة.
3- تشكل الجلطات الدموية: قد يؤدي الكسر الذي لم يلتئم بشكل جيد إلى تشكل الجلطات الدموية في الأوردة العميقة.
4- تشوهات العظام: قد تحدث تشوهات في العظام المحيطة بالكسر، مما يؤدي إلى عدم القدرة على المشي بشكل طبيعي.
5- الألم المزمن: قد يعاني المريض من ألم مستمر في الركبة المصابة، مما يؤثر على جودة حياته اليومية.
6- الشلل الجزئي: قد يحدث الشلل الجزئي في الساق، وذلك بسبب تلف الأعصاب التي تمر في المفصل المصاب.
لذلك، من المهم الحصول على العلاج المناسب لكسر الركبة، واتباع التعليمات الطبية بدقة، وإجراء التمارين العلاجية لتحسين الحركة والتئام الكسر بشكل صحيح.
يمكنك مشاهدة الفيديو التالي للتعرف على الأطعمة التي تسرع عملية التئام الكسور:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6054858/
https://orthoinfo.aaos.org/en/diseases–conditions/tibia-shinbone-shaft-fractures/