جراحات تطويل القامة و العظام

أصبحت جراحات تطويل القامة و علاج قصر القامة من الأمور الشائعة فى جراحة العظام. فبعض المرضى يعانون من نقص طولهم مما قد يكون له أثر كبير على  عملهم و على صحتهم النفسية و على ممارسة حياتهم اليومية مثل قيادة السيارة. كما يرتبط طول القامة عند العديد من الناس بالجاذبية والهيبة. و في بعض المجتمعات يتم تفضيل الفرد طويل القامة فى العمل و فى العلاقات الشخصية. لذلك، فمن الطبيعي أن الناس يطمحون دائما لإضافة بضع سنتيمترات لزيادة طول قامتهم و يعتبرون ذلك إستثمارا لمستقبلهم. كما ان هناك مرضى يعانون من وجود فرق فى الطول بين الساقين مما يؤدي الى صعوبة فى المشي و الام فى أسفل الظهر و عرج.

Leg lengthening surgery

أسباب قصر القامة

  • عوامل  وراثية: و هو اهم العوامل. فالطفل المولود لوالدين قصار القامة فى الأغلب سيكون قصير القامة مثلهم.
  • ضعف التغذية: أثناء سنوات النمو و زيادة الطول يمكن ان يؤدي الى قصر القامة.
  • عوامل هورمونية: فضعف افراز هرمون النمو (و الذى يفرز 75% منه أثناء النوم العميق) يؤدي الى قصر القامة

 و هناك أيضا بعض الحالات المرضية التى قد تؤدي الى حدوث قصر فى طول الرجل. و مثال لذلك :

  • مرض شلل الأطفال
  • الإصابات و الكسور التى تؤثر على مراكز النمو عند الأطفال
  • إعوجاج العظام (تقوس الساقين)
افضل دكتور عظام و مفاصل فى مصر

و قد يكون القصر فى جهة واحدة و بالتالي يحدث فرق في الطول بين الرجلين و عرج أثناء المشي مما يزيد من الطاقة المستهلكة اثناء المشي. كما أن وجود فرق فى طول الرجلين له تأثير سيء على العمود الفقري و مفاصل الركبة و الفخذ.

و هناك أمور قد تساعد الأشخاص أثناء فترة النمو على الحصول على أكبر قدر من زيادة الطول اثناء سنوات النمو و زيادة الطول مثل التغذية السليمة و ممارسة التمارين الرياضية و الحصول على القدر الكافي من النوم العميق الذى يفرز خلاله هرمون النمو.

كيف يتم معرفة انتهاء فترة النمو؟

تحدث زيادة الطول من خلال مراكز النمو الموجودة قرب أطراف العظام. و أغلب نمو طول القامة يحدث فى مراكز النمو الموجودة حول الركبة (أسفل عظمة الفخذ و أعلى عظمة القصبة). و هذه المراكز تتكون من غضاريف و لذا تظهر فى الأشعة كخط فارغ يفصل طرف العظمة عن باقي جسمها. و عند اكتمال النمو يختفي هذا الخط و تظهر العظمة فى الأشعة كجزء واحد.

 

بعد انتهاء سنوات النمو لا يوجد سبيل لزيادة الطول الا بجراحة تطويل القامة و العظام. و بالتالي لا تتم عمل جراحات التطويل النجميلية الا بعد عمر 14 عام فى البنات و 16 عام فى الاولاد.

وكانت هذه الجراحات تتم فى الماضي فقط للمرضى الذين يعانون من التقزم او الأشخاص الذين يعانون من عدم تساوي طول أرجلهم. و لكن فى السنوات الأحيرة و مع تطور أساليب و تقنيات التطويل أصبحت هذه الجراحات تتم بصورة تجميلية للاشخاص الذين يكون طولهم أقل من المتوسط و يريدون زيادة طول القامة و تطويل الساقين عدة سنتيمترات.

إليكم فيديو خاص بد. هشام عبدالباقي يتحدث فيه عن طرق تطويل العظام والقامة وزيادة الطول للبالغين والكبار، ويجيب عن أهم الأسئلة التي تخص زيادة الطول.

جراحة تطويل القامة بالمثبت الخارجي (اليزاروف)

يتم اولا تقييم حالة المرضى اكلينيكيا بفحصهم و معرفة متطلباتهم بالنسبة لزيادة الطول لتحديد مدى امكانية تلبية هذه الرغبات. ثم يتم عمل اشعات محدده لقياس طول العظام بدقة. و بناءا على هذه الأشعات يتم تحديد المقدار الآمن من التطويل الذى من الممكن الحصول عليه دون تعريض المريض لمضاعفات مع المحافظة على تناسق جسمه.

و لتصليح القصر يتم اللجوء لجراحات تطويل العظام لزيادة الطول. و لتطويل عظام الساق يتم فيها إستخدام مثبت خارجي خاص يعرف بمثبت اليزاروف (نسبة لمبتكره الروسي). و قد ثبت ان هذه الطريقة هى الأفضل لتطويل الساق بأقل فرصة لحجوث اى مضاعفات و أكبر نسبة للنجاح. ويتم ذلك بالخطوات التالية:

1. يتم تركيب المثبت الخارجي حول العظمة التى سيتم تطويلها بواسطة أسلاك معدنية. ثم يتم عمل كسر عرضي فى العظمة.

1. يتم تركيب المثبت الخارجي حول العظمة التى سيتم تطويلها بواسطة أسلاك معدنية. ثم يتم عمل كسر عرضي فى العظمة من خلال جرح صغير.

2. بعد حوالي عشرة أيام يبدأ تطويل العظمة عن طريق زيادة المسافة بين حلقات التثبيت و بالتالي يتم إبعاد طرفي الكسر عن بعضهما بمعدل 1 ميلليمتر يوميا. و يؤدي ذلك الى تكون نسيج عظمي جديد بين طرفي الكسر.

               2. بعد حوالي عشرة أيام يبدأ تطويل العظمة عن طريق زيادة المسافة بين حلقات التثبيت و بالتالي يتم إبعاد طرفي الكسر عن بعضهما بمعدل 1 ميلليمتر يوميا (ربع ميلليمتر كل 6 ساعات) . و يؤدي ذلك الى تكون نسيج عظمي جديد بين طرفي الكسر.

3. يستمر إبعاد طرفي الكسر الى أن يصل طول العظمة الى الطول المطلوب و عندها يتم وقف التطويل لمدة شهور قليلة حتى يزداد العظم الجديد قوة

4. بعد التأكد من قوة العظام يتم فك المثبت الخارجي.

و من مزايا هذا الاسلوب أن المريض يستطيع المشي على رجله بالجهاز فى اليوم التالي للجراحة مباشرة و بالتالي يحافظ المريض على قوة عظامه و عضلاته و لا يحتاج لعلاج طبيعي بعد الجراحة. كما أن التطويل يتم بصورة تدريجية مما يجنب المريض حدوث تأثر للأعصاب او الاوعية الدموية.
اما لتطويل عظام الفخذ فيتم استخدام مثبت خارجي من نوع اليزاروف أو مثبت من نوع LRS و الذى يثبت على الجهة الخارجية من عظمة الفخذ و يزيد طولها بنفس الأسلوب.

تطويل عظمة الفخذ بواسطة مثبت خارجي LRS

تطويل القامة بالمسمار النخاعي

يمكن استخدام مسمار نخاعي خاص للتطويل يتم التحكم فيه و زيادة طوله لاسلكيا بواسطة جهاز تحكم خارج الجسم. و لكن نظرا لزيادة تكلفة المسمار النخاعي لا يتم إستخدامه على نطاق واسع. و لا يتم استخدام المسمار النخاعي فى الأطفال لأنه سيؤثر على مراكز النمو. كما يعيب المسمار النخاعي انه لا يسمح للمريض بالمشي على رجله طوال فترة تطويل العظام على عكس التطويل باستخدام جهاز الاليزاروف و الذى يسمح للمريض بالمشي على رجله فى اليوم التالي للجراحة مباشرة. كما يحتاج المريض لاجراء جراحة اخرى بعد التطويل لرفع المسمار النخاعي.

التطويل بمثبت خارجي على مسمار نخاعي LON

و يطلق على هذه الطريقة Lengthening over nail (LON) حيث يتم فى هذه الجراحة عمل شق عظمي و وضع مسمار نخاعي عادي فى تجويف العظمة و مثبت من الجهة العلوية فقط. ثم يتم وضع المثبت الخارجي الذى سيتم استخدامه فى تطويل العظمة. و بعد الجراحة يتم التطويل بالطريقة التقليدية للمثبت الخارجي الى ان يصل المريض للطول المطلوب. عندها يتم تثبيت المسمار النخاعي بالجزء السفلي من العظمة و رفع المثبت الخارجي.

تطويل العظام بمثبت على مسمار نخاعي LON

وتتميز هذه الطريقة بأنها تسمح برفع المثبت الخارجي فور انتهاء مرحلة التطويل و عدم بقاءه فى جسم المريض لفترة طويلة حيث يقوم المسمار التخاعي بالحفاظ على الطول الى ان تلتأم العظام تماما. كما ان التكلفة تكون أقل كثيرا من استخدام مسامير التطويل. و لكن يعيب هذه الجراحة انه يتم تأخير المشي على الرجل بعد رفع المثبت الخارجي الى ان تصبع العظام قوية بدرجة كافية لأن المسمار النخاعي لا يمكنه تحمل وزن الجسم الا بعد ان تتماسك العظام بدرجة كافية (على عكس المثبت الخارجي و الذى يتحمل وزن المريض و يسمح له بالمشي طوال فترة العلاج). كما ان هذه الطريقة تزيد من فرص حدوث التهابات صديدية عميقة فى العظام و يتم تقليل فرص حدوث ذلك بمراعاة وضع المسامير و الاسلاك بعيدا عن موضع المسمار النخاعي و لكن يبقى هذا الاحتمال واردا مما يجعل الكثير من الأطباء يجنبون هذه الطريقة.

مواصفات المريض المناسب لجراحات التطويل

  • أن تكون صحته العامة جيدة و ان تكون تحاليله قبل الجراحة سليمة و لا سيما فيتامين د
  • يجب ان يكون المريض غير مدخن حيث ان التدخين يؤخر من تكون عظام جديدة.
  • يجب ان بكون الوزن متناسقا بدرجة كبيرة مع الطول
  • ان يكون المريض مستقر نفسيا

المضاعفات المحتملة

جراحات تطويل القامة أصبحت من الجراحات الآمنه بدرجة كبيرة اذا تم اجرائها بواسطة طبيب عظام متخصص فى هذا المجال يتبع الطرق العلمية السليمة دون المبالغة فى الوعود للمرضى. و من المضاعفات المحتملة لهذه الجراحة:

1. حدوث التهاب بمجرى الأسلاك التى تمسك بالعظام. و هذه هى أكثر المضاعفات شيوعا و يمكن تجنبها فى أغلب الأحيان بوضع الأسلاك فى وضع سليم لا يقوم بالشد على الجلد و بالرعاية اليومية لموضع دخول الأسلاك من الجلد. و اذا حدث التهاب فيتم علاجه عادة ببعض المضادات الحيوية  و احيان يتم اللجوء لرفع السلك الموجود فى موضع الالتهاب و تركيب غيره اذا دعت الحاجة الى ذلك.

2. حدوث بعض التقوسات أثناء التطويل نظرا لأن العضلات المحيطة بالعظام أقل قدرة على اكتساب طول جديد عن العظام و لا سيما مع زيادة مسافة التطويل. و يتم تقليل فرص حدوث ذلك المتابعة المستمرة أثناء فترة التطويل.

3. حدوث تأثر للأعصاب او الاوعية الدموية حيث أن لها قدرة محدودة على التمدد و بالتالي يجب متابعة المريض أثناء فترة التطويل للتأكد من عدم حدوث أعراض مثل بعض التنميل فى الأطراف و التوقف عن التطويل اذا حدث ذلك.

4. حدوث بعض التيبس فى المفاصل نتيجة عدم تحريكها بشكل كافي أثناء فترة التطويل و هذا يستدعي عمل علاج طبيعي لعودة الحركة فى المفصل الى طبيعتها

5. مشاكل فى تكون العظام: في بعض الحالات قد يحدث ضعف فى تكون العظام نتيجة عدم ثبات المثبت الخارجي بدرجة كافية أو ضعف فى التغذية أو زيادة سرعة التطويل. فى حالات اخرى قد يحدث زيادة فى تكوين العظام والتحامه بسرعة في منطقة التطويل، مما قد يستدعي إعادة عمل شق في العظام مرة اخرى

أسئلة شائعة

س: هل يمكن زيادة طول القامة بعد انتهاء فترة النمو باستخدام أدوية أو أعشاب أو أحذية او تمارين

ج: بعد انتهاء فترة النمو (عادة 17 سنة للأولاد و 16 سنة للبنات) لا يمكن زيادة الطول إلا بالجراحة. و على الرغم من ذلك فهناك العديد من الشركات التى تسوق لمنتجات تدعي بأنها تزيد الطول و هو ما لا يمكن حدوثه دون جراحة.

س: ما هو العمر المناسب لإجراء عملية تطويل العظام؟

ج: يمكن إجراء عملية تطويل العظام ابتداءً من عمر خمس سنوات . و بالنسبة للتطويل التجميلي فيتم عمله بعد اكتمال النمو أي بعد سن السادسة عشرة، و لا ينصح بإجرائه بعد سن الأربعين.

 س: ما هو أقصى طول يمكن إكتسابه عند تطويل القامة؟

ج:  كلما زاد التطويل كلما زادت المضاعفات و كلما أصبح شكل الجسم غير متناسق. و لذا عادة ما نكتفي بزيادة طول عظمة القصبة من 5 الى 7 سنتيمتر و مثلهم فى مرحلة اخرى من عظمة الفخذ و هذا يتحدد بناءا على الفحص و الأشعات. و عادة لا يتم تطويل العظام أكثر من 15-20% من طول العظمة الأصلي.

س:ما هى العظام التى يتم تطويلها لزيادة الطول

ج: يتم تطويل الساقين (عظمة القصبة) و عظمة الفخذ اذا تطلب الامر و لكن لا يتم تطويل العظمتين فى نفس الوقت. و لا يتم تطويل عظمة واحدة فقط بدرجة كبيرة حتى لا يفقد جسم المريض تناسقه.

س:هل هناك ألم يصاحب التطويل

ج: نعم قد فى بعض الأحيان يكون هناك بعض الألم و الذى يمكن التغلب عليه عادة بالمسكنات البسيطة التى تساعد على تسكين الم الجراحة

كم من الوقت يستغرق التطويل

اذا اردنا على سبيل المثال تطويل عظمة القصبة بمقدار 5 سنتيمتر, فيتم بعد الجراحة و عمل الشق العظمي الانتظار لمدة 10 ايام الى ان يبدأ تكون العظام ثم يتم التطويل بمقدار 1 ميلليمتر يوميا و بالتالي نصل للطول المرغوب فيه (5 سنتيمتر) بعد ستون يوما من الجراحة.
ثم يتم الإنتظار ضعف هذه المدة لفك المثبت الخارجي (120 يوما فى هذه الحالة)
و بالتالي يستغرق التطويل فى هذه الحالة من وقت الجراحة الى فك المثبت ستة شهور.

References:

https://kidshealth.org/en/parents/limb-lengthen-fixator.html

https://online.boneandjoint.org.uk/doi/abs/10.1302/1358-992X.2018.8.008

https://www.hss.edu/files/whats-new-limb-lengthening-deformity-correction-2018-08.pdf