تشوه القدم العقبي الأروح (الحَنَف العقبي الرَّوْحي بالقدم) (calcaneovalgus foot)، هو أحد التشوهات الخلقية للقدم التي تصيب الرضع غالبًا.
يتميز هذا التشوه بانحناء مفرط للقدم، حيث يتجه الكعب نحو الخارج، بينما تتجه مقدمة القدم نحو الأعلى، مما يجعلها تلامس الساق في بعض الحالات.
وتشوه الحَنَف العقبي الرَّوْحي هو عكس حالة تشوة القدم المخلبية (club foot). أي انحراف القدم في الاتجاه المعاكس والتي تُعرف علميًا بمصطلح (Talipes Equinovarus).
حيث يتجه في القدم المخلبية كلًا من الكعب والكاحل نحو الأسفل والداخل، مع التواء مقدمة القدم نحو الداخل.
وعلى الرغم من كونه مصدر قلق للوالدين، إلا أنه أحد تشوهات القدم الحميدة ويتحسن بمرور الوقت عند الإلتزام بالعلاج التحفظي خلال فترة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر.
وقليلًا ما يتم اللجوء لعلاج تشوه القدم العقبي الأروح جراحيًا.
ما هو تشوه القدم العقبي الأروح؟
تشوه القدم العقبي الأروح أحد أنواع التشوهات الخلقية للقدم. وهو حالة تشوه في القدم تؤدي إلى انحراف القدم بشكل غير طبيعي.
يظهر هذا التشوه عادةً عند الرضع بعد الولادة مباشرةً، ويصيب قدمًا واحدة أو القدمين معًا.
ويُعد هذا التشوه من تشوهات القدم الشائعة بين حديثي الولادة.
أسباب تشوه القدم العقبي الأروح
يرجع هذا التشوه بشكل أساسي إلى وضعية الجنين داخل الرحم. وضعية الجنين داخل الرحم هي السبب الأكثر شيوعًا لتشوه القدم العقبي الأروح.
ويحدث عندما يكون الجنين في وضعية محدودة “ضيقة”، خاصةً في حالة الوضع المقعدي (الولادة المقعدية). وفي أحد أشكالها، تتمدد ساقا الطفل أمامه، ولا تنثني ركبتاه، وتقترب قدما الطفل من رأسه.
يضغط جدار الرحم على الأقدام، وهذا الضغط المستمر يمكن أن يؤثر على شكل القدم.
في حالات أقل شيوعًا، قد تتسبب عوامل وراثية أو اضطرابات عصبية عضلية في ظهور هذا التشوه الخلقي للقدم.
كذلك قد تتسبب اضطرابات النسيج الضام في ارتخاء الأربطة والأوتار، مما يسبب أو يزيد من تفاقم الحَنَف العقبي الرَّوْحي بالقدم.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بتشوه الحَنَف العقبي الرَّوْحي بالقدم
تشمل العوامل التي تزيد من احتمالية تطوير هذا التشوه الخلقي للقدم:
- الوضع المقعدي للجنين.
- الحمل الأول.
- قلة السائل الأمنيوسي.
- تاريخ عائلي لتشوهات القدم.
أعراض تشوه القدم العقبي الأروح
من أبرز الأعراض هو الانحناء المفرط للقدم، مما يجعلها تبدو وكأنها تلامس الساق.
في الحالات الخفيفة، قد لا يظهر التشوه بشكل واضح. وقد يتم اكتشافه خلال الفحص الطبي الروتيني للطفل.
تشخيص تشوه القدم العقبي الأروح
يعتمد التشخيص على الفحص الجسدي للرضيع. يمكن للطبيب ملاحظة تشوهات القدم مباشرة بعد الولادة.
وفي بعض الحالات، يتم اللجوء إلى الأشعات التصويرية للتأكد من التشخيص.
مراحل تطور الحَنَف العقبي الرَّوْحي بالقدم
يتغير الحَنَف العقبي الرَّوْحي بالقدم بمرور الوقت، فقد يتحسن في بعض الحالات تلقائيًا مع نمو الطفل، بينما قد يتطلب تدخلًا طبيًا في حالات أخرى.
علاج تشوه القدم العقبي الأروح
تتعدد طرق علاج الحَنَف العقبي الرَّوْحي بالقدم حسب شدة الحالة:
- العلاج التحفظي: يشمل مراقبة نمو القدم، تطبيق تمارين التمدد، كما قد تستخدم الجبائر في بعض الحالات.
- العلاج الجراحي: يتم اللجوء للجراحة في الحالات المعقدة أو التي لا تستجيب للعلاج التحفظي.
العلاجات المنزلية لتخفيف تشوه الحَنَف العقبي الرَّوْحي
تشمل العلاجات المنزلية تمارين التمدد البسيطة وتدليك القدم بزيوت طبيعية. وهذه الوسائل العلاجية تساعد في تحسين حالة القدم بمرور الوقت.
دور العلاج الطبيعي في علاج الحَنَف العقبي الرَّوْحي بالقدم
يعتبر العلاج الطبيعي جزءًا هامًا من خطة العلاج، حيث يساعد في تحسين مرونة القدم وتقوية عضلاتها.
تتضمن التمارين التي يوصي بها الطبيب أو أخصائي العلاج الطبيعي تمديد الأنسجة المشدودة وتحفيز الحركة الطبيعية للقدم.
الوقاية من تشوه الحَنَف العقبي الرَّوْحي بالقدم
يمكن تقليل خطر الإصابة بهذا التشوه الخلقي في القدم من خلال متابعة وضعية الجنين أثناء الحمل وتوفير البيئة الرحمية المثلى له.
الابتكارات الحديثة في علاج الحَنَف العقبي الرَّوْحي بالقدم
تشهد تقنيات علاج تشوهات القدم تطورًا مستمرًا، مع ظهور أدوات وتقنيات جديدة تسهم في تحسين نتائج العلاج وتقليل الحاجة إلى التدخل الجراحي. مثل الأحذية الطبية ودُعامات القدم.
العوامل الوراثية في تشوه الحَنَف العقبي الرَّوْحي بالقدم
تلعب الوراثة دورًا محدودًا في هذا التشوه الخلقي للقدم، حيث يزيد التاريخ العائلي من احتمالية الإصابة.
متى يتطلب تشوه القدم العقبي الأروح الجراحة؟
يتم اللجوء للجراحة في حال لم تتحسن الحالة مع وسائل العلاج التحفظي. وتتضمن الخيارات الجراحية تحرير الأوتار أو إعادة محاذاة العظام، وذلك حسب طبيعة وشدة التشوه.
تشوه القدم العقبي الأروح عند البالغين
الحَنَف العقبي الرَّوْحي بالقدم عند البالغين هو حالة طبية تتسم بانحراف القدم نحو الخارج وارتفاع مقدمة القدم بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى تشوه ملحوظ وصعوبة في المشي.
يعتبر هذا التشوه نادرًا لدى البالغين، ولكنه يمكن أن يحدث نتيجة لمجموعة من العوامل المسببة مثل:
الاضطرابات العصبية العضلية أو الإصابات أو حتى بعض التشوهات الخلقية التي لم تُعالج بشكل صحيح في مرحلة الطفولة.
وغالبًا ما يصاحبه أحد أنواع تشوهات الأصابع أو تشوهات القدم الأخرى.
الأسباب الشائعة لتشوه القدم العقبي الأروح عند البالغين
- الاضطرابات العصبية العضلية: مثل الشلل الدماغي ومرض شاركو-ماري-توث، فقد تؤدي هذه الأمراض إلى خلل في توازن العضلات وتشوهات في المفاصل.
- الإصابات: الإصابات التي تؤثر على الأوتار والأربطة في القدم والكاحل يمكن أن تسهم في تطور هذا التشوه.
- التهاب المفاصل: مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الفصال العظمي، حيث يمكن أن تؤدي هذه الحالات إلى تغيرات تشريحية في القدم. ومن ثَم ظهور تشوهات القدم ومنها الحَنَف العقبي الرَّوْحي بالقدم
- التشوهات الخلقية: بعض البالغين قد يعانون من بقايا تشوهات خلقية لم تُعالج بشكل صحيح في مرال عمرية مبكرة، وبالتالي ينتج عنها تفاقم التشوه مع التقدم في العمر.
أعراض تشوه القدم العقبي الأروح عند البالغين
تشمل الأعراض الرئيسية لتشوه القدم العقبي الأروح عند البالغين:
- ألم في الكاحل والقدم: يزداد الألم مع النشاط البدني مثل المشي أو الوقوف لفترات طويلة.
- صعوبة في المشي: قد يجد الأشخاص المصابون بهذا التشوه صعوبة في الحفاظ على التوازن أثناء المشي.
- تورم في القدم والكاحل: أحيانًا يصاحب التشوه تورم في هذه المناطق بسبب الضغط الزائد على الأنسجة.
علاج تشوه القدم العقبي الأروح عند البالغين
يعتمد علاج الحَنَف العقبي الرَّوْحي بالقدم عند البالغين على شدة الحالة وسببها الأساسي. وتبدأ رحلة العلاج بالتشخيص السليم، ثم تحديد الطريقة المناسبة للعلاج.
تشمل الخيارات العلاجية ما يلي:
- العلاج التحفظي:
- الأحذية الطبية: تساعد على تحسين محاذاة القدم، ومن ثم تخفيف الأعراض.
- العلاج الطبيعي: والذي يساهم في تقوية العضلات المحيطة بالكاحل وتحسين مرونة القدم.
- التقويمات: مثل دعامات القدم التي تساعد في تثبيت العظام في وضعها الصحيح.
- الأدوية: لتخفيف الألم والالتهاب المصاحبين للتشوه
2. العلاج الجراحي:
- قطع العظم: إجراء جراحي يهدف إلى إعادة توجيه العظام وتصحيح التشوه.
- نقل الأوتار: تصحيح وضع الأوتار لتحقيق توازن القوى العضلية وتصحيح وضعية القدم.
- المثبت الخارجي إليزاروف: وهو أحد تقنيات الجراحة لعلاج التشوه العقبي الأروح في القدم. وهو أداة تٌستخدم لتثبيت العظام.
حيث يتم وضعها خارج الجسم وتتصل بالعظام عن طريق أسلاك أو مسامير تمر من خلال الجلد (و العضلات أيضا فى بعض الأحيان).
وبالتالي يمكن التحكم فى وضع العظام وتثبيتها دون الحاجة لعمل فتحة جراحية. ثم يتم إزالة المثبت الخارجي بعد إكتمال إلتئام العظام.
- دمج المفاصل (إيثاق الكاحل): يتم دمج عظام المفصل لتوفير الاستقرار في الحالات الشديدة التي تفشل فيها العلاجات الأخرى.
أهمية التشخيص المبكر
التشخيص المبكر وخطة العلاج المخصصة لكل حالة بناءً على أسبابها وشدتها يُعدان أمرين حاسمين.
وذلك لضمان نتائج العلاج وتخفيف الأعراض المرتبطة بتشوه القدم العقبي الأروح عند البالغين.
حيث يساعد ذلك على استعادة القدرة على المشي بشكل طبيعي وتحسين جودة الحياة بشكل عام.
References
https://www.orthobullets.com/pediatrics/4067/calcaneovalgus-foot
https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S1008127519300525