التهاب وتر الرضفة عند الأطفال والمراهقين أو ما يُعرف بمتلازمة سيندينغ لارسن جوهانسون (Sinding-Larsen-Johansson syndrome) هي حالة طبية تصيب المراهقين بشكل شائع، خاصة أولئك الذين يمارسون الرياضات التي تتطلب القفز وتمديد الركبة بشكل متكرر.
وتتعدد مسميات التهاب وتر الرضفة عند الأطفال والمراهقين فتعرف أيضًا باسم التهاب الوتر الرضفي والتهاب المشاش واعتلال الأوتار الرضفي.
وعند اصابة البالغين بهذه الحالة، تسمى التهاب وتر الرضفه أو ركبة القافز(jumper’s knee). وسميت المتلازمة على اسم الطبيبين كريستيان ماغنوس فالسون سندينغ-لارسن، وسفين جوهانسون اللذين وصفا الحالة في أوائل القرن العشرين.
تحدث متلازمة اعتلال الأوتار الرضفي نتيجة الإفراط في استخدام الركبة. يسبب ذلك الألم والتورم في المنطقة المصابة، وتصبح عضلات الفخذ والأوتار المحيطة مشدودة جدًا، مما يضغط على الرضفة.
تشيع متلازمة سيندينغ لارسن جوهانسون (SLJS) أكثر خلال فترات النمو السريع لدى المراهقين، حيث يصبح الغضروف في صفيحة النمو ضعيفًا وأكثر عرضة للإصابة.
عادة ما تتلاشى متلازمة سندينغ-لارسن-يوهانسون عندما ينتهي المراهق من مرحلة النمو، ولا تسبب مشاكل دائمة في معظم الحالات. تُشخص هذه المتلازمة سريريًا بوجود ألم فوق القطب السفلي للرضفة، وقد تظهر الصور الاشعاعية نتوءًا في هذه المنطقة.
نظرة عامة
يعتبر وتر الرضفة مثل شريط مطاطي سميك يربط الرضفة بعظم الساق. وبربط العظام معًا يساعدها على التحرك بشكل صحيح. وتحدث متلازمة سندينغ-لارسن-يوهانسون بسبب الضغط المتكرر على وتر الرضفة عندما يقوم الأطفال بضغط عضلات الفخذ (العضلات الرباعية الفخذية).
ونتيجة لهذا الإجهاد المتكرر تتهيج صفيحة النمو (مراكز النمو) (Growth plate) وهو عبارة عن غضروف يتواجد تقريبًا في جميع العظام، بالقرب من نهايات العظام الطويلة. يحتوي مركز النمو على آلاف الخلايا الحية التي تقوم بإنتاج المكونات الأساسية للعظام، وبالتالي، يكون مسؤولاً عن نمو العظام في الطول والعرض خلال مرحلة نمو الأطفال.
تعتبر صفيحة النمو آخر جزء يتكلس في العظام، وهو الأضعف بين أجزاء العظام، مما يجعله نقطة ضعف في عظام الأطفال خلال مرحلة النمو وما قبل البلوغ.
بعد انتهاء مرحلة النمو عند الطفل، يتحول غضروف النمو إلى عظمة صلبة. وهو ما يحدث عادةً عند الذكور في عمر السادسة عشر، بينما يحدث عند الإناث في عمر الرابعة عشر. هذه الأعمار تقريبية وقد تختلف من شخص لآخر.
بصفة عامة، فإن التهاب وتر الرضفة عند الأطفال والمراهقين يمكن علاجها بشكل فعال من خلال الراحة والعلاج المناسب. وتعد التوعية بأهمية تقليل الأنشطة المجهدة والحفاظ على مرونة العضلات أمرًا أساسيًا لمنع تفاقم الحالة وضمان الشفاء التام.
أسباب متلازمة سيندينغ لارسن يوهانسون(التهاب وتر الرضفة عند الأطفال والمراهقين)
تحدث متلازمة سيندينغ لارسن جوهانسن نتيجة الضغط المفرط والمتكرر على الوتر الرضفي (وتر الرضفة) في الركبة. هناك عدة عوامل تساهم في حدوث هذه المتلازمة، من بينها:
- النشاط الرياضي المكثف: خاصة الأنشطة التي تتطلب القفز والركض مثل كرة القدم وكرة السلة والجمباز والتنس.
- النمو السريع: في فترة الطفولة والمراهقة، حيث تكون العظام والعضلات في مرحلة نمو سريع مما يزيد من احتمال حدوث التهابات وإصابات في الأوتار.
- عدم التوازن العضلي: عدم التوازن بين عضلات الفخذ (العضلات الأمامية والخلفية) يمكن أن يزيد من الضغط على الوتر الرضفي.
- التقنيات الرياضية السيئة: مثل الهبوط الخاطئ بعد القفز أو الوضعيات غير الصحيحة أثناء الركض، وعدم الاحماء قبل ممارسة الرياضة.
أعراض متلازمة سيندينغ لارسن جوهانسن
تتضمن الأعراض ألمًا موضعيًا وتورمًا في الأنسجة الرخوة المحيطة بالطرف السفلي للرضفة، ويزداد الألم مع ممارسة بعض التمارين الرياضية. كما قد يؤدي تقلص العضلات المحيطة بالركبة إلى قلة مرونة المفصل.
وفي الغالب، يمكن ملاحظة تكلس في الطرف السفلي للرضفة من خلال الأشعة السينية، مما يؤكد التشخيص. قد تختلف أعراض متلازمة سيندينغ لارسن جوهانسون في شدتها، لكنها تشمل عادة ما يلي:
- ألم مع النشاط (خاصة الجري، القفز أو القرفصاء)
- تيبس في الركبة
- وجود نتوء في أسفل الرضفة
- ألم عند ثني الركبة
- شعور بالألم في الركبة عند الجلوس لفترات طويلة
- تورم في مقدمة الركبة
- زيادة الألم عند الركوع
- ضعف في العضلات المحيطة بمفصل الركبة
- حساسية للمس
تشخيص التهاب وتر الرضفة عند الأطفال والمراهقين
يتم تشخيص متلازمة سيندينغ-لارسن-جوهانسون بشكل أساسي سريريًا، بناءً على تاريخ المريض والفحص البدني. ومع ذلك، يمكن أن تكون الدراسات التصويرية مفيدة في تأكيد التشخيص واستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى لألم الركبة. تتضمن عملية التشخيص عادةً:
- التاريخ الطبي: يأخذ الطبيب تاريخًا طبيًا مفصلًا، مع التركيز على بداية ومدة الأعراض، نوبات النمو الأخيرة، ومدى المشاركة في الأنشطة الرياضية أو البدنية.
- الفحص البدني: سيتم إجراء فحص بدني شامل للركبة لتقييم الألم، الحساسية، التورم، ونطاق الحركة. كما قد يقوم الطبيب بإجراء اختبارات محددة لتقييم محاذاة الرضفة وقوة العضلات.
- الأشعة السينية: تُعتبر الأشعة السينية غالبًا أول طريقة تصويرية تستخدم لتقييم متلازمة سندينغ-لارسن-جوهانسون. يمكن أن تكشف عن تغييرات في الطرف السفلي من الرضفة، مثل التكلس غير المنتظم أو التجزؤ، مما يشير إلى التهاب المشاش الرضفي.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يمكن أن يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي صورًا مفصلة للأنسجة الرخوة، بما في ذلك وتر الرضفة، ويمكن أن يساعد في تقييم مدى الالتهاب أو أي إصابات مرتبطة بها.
- الموجات فوق الصوتية: يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية لتصور وتر الرضفة واكتشاف الالتهاب أو أي تشوهات أخرى.
مراحل الاصابة بالتهاب وتر الرضفة عند الأطفال والمراهقين
- المرحلة الأولى: يحدث الألم بعد النشاط.
- المرحلة الثانية: الألم موجود أثناء ممارسة النشاط ويستمر بعده.
- المرحلة الثالثة: يؤثر الألم على وظيفة الركبة ويحد منها أثناء النشاط.
علاج التهاب وتر الرضفة عند الأطفال والمراهقين(متلازمة سيندينغ لارسن جوهانسن)
يعتمد علاج متلازمة سيندينغ لارسن جوهانسن على شدة الأعراض ومدى تأثيرها على النشاط اليومي. تشمل الخيارات العلاجية:
- الراحة: تعتمد مدة الراحة التي يحتاجها طفلك على شدة الإصابة. يحتاج معظم الأطفال إلى فترة تتراوح بين بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر من الراحة بعيدًا عن الرياضة. ويُنصح باستبدال الرياضة الأصلية بأنشطة أخرى أقل إجهادًا بدنيًا (مثل السباحة) أثناء فترة التعافي.
- العلاج الطبيعي: تمارين تمديد العضلات الرباعية هي العلاج الأكثر شيوعًا لمتلازمة سندينغ-لارسن-يوهانسون، لتحسين التوازن العضلي وتقليل الضغط على الوتر الرضفي. ويجب على طفلك التوقف عن ممارسة الرياضة التي تسببت في إصابته أثناء شفاء وتر الرضفة.
- العلاج بالثلج: تطبيق الثلج على المنطقة المصابة لتقليل الالتهاب والألم.
- الدعائم أو الأربطة: استخدام الدعائم أو الأربطة لدعم الركبة وتقليل الضغط على الوتر الرضفي.
- الأدوية: مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتخفيف الألم والتورم.
- الجراحة: في حالات نادرة وشديدة قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا لإصلاح الوتر المصاب.
من النادر جدًا أن يحتاج طفلك إلى جراحة لعلاج متلازمة سندينغ-لارسن-يوهانسون. تحدث إلى الطبيب حول خيارات العلاج لطفلك. فحتى في الحالات الأكثر شدة، سيُفضل الطبيب على الأرجح العلاجات الأخرى الأقل تدخلاً مثل العلاج الطبيعي قبل النظر في الجراحة لطفل أو مراهق يعاني من متلازمة سندينغ-لارسن-يوهانسون.
في بعض الحالات، قد يحتاج البالغون الذين تم تشخيصهم بمتلازمة سندينغ-لارسن-يوهانسون إلى تنظير الركبة لإصلاح وتر الرضفة.
ما هو الفرق بين متلازمة سندينغ-لارسن-يوهانسون ومرض أوسغود-شلاتر؟
متلازمة سندينغ-لارسن-يوهانسون ومرض أوسغود-شلاتر متشابهان للغاية ويتشاركان في العديد من الأسباب والأعراض والعلاجات. في الواقع، تشير كلتا الحالتين إلى إصابات في أوتار الرضفة عند الأطفال والمراهقين.
الفرق الرئيسي هو أي جزء من وتر الرضفة مصاب. متلازمة سندينغ-لارسن-يوهانسون هي إصابة في الجزء العلوي من الوتر (النهاية القريبة). بينما يؤثر مرض أوسغود-شلاتر على الجزء السفلي (النهاية البعيدة) من الوتر.
يصيب اليافعين الذين تم تشخيصهم بمتلازمة سيندينغ-لارسن-جوهانسون، الوتر عند النقطة التي يترك فيها الرضفة، في حين أن أولئك الذين يعانون من مرض أوسغود-شلاتر يتضررون في النقطة التي يخرج فيها الوتر من الساق.
قد يكون من الصعب التمييز بين متلازمة سندينغ-لارسن-يوهانسون ومرض أوسغود-شلاتر. ومع ذلك، فإن هذا التشابه يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا. نظرًا لأن كلتيهما ناجمتان عن الإفراط في الاستخدام – عادةً بسبب ممارسة الرياضة – فإن العلاجات الأكثر شيوعًا تتضمن الراحة والأدوية لتقليل التورم، وستكون قادرًا على تخفيف أعراض طفلك باستخدام نفس العلاجات.
سيشرح لك الطبيب التفاصيل المتعلقة بما يسبب الألم لطفلك، وهل هي متلازمة سندينغ-لارسن-يوهانسون أو مرض أوسغود-شلاتر.
Reference
https://www.orthobullets.com/knee-and-sports/3030/sinding-larsen-johansson-syndrome
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/22530-sinding-larsen-johansson-slj-syndrome