يقع ألم تدويرة مشط القدم (Metatarsalgia) تحديدًا في المنطقة الواقعة بين الأصابع وقوس القدم. ويعرف أيضًا هذا الألم إختصارًا باسم ألم مشط القدم، وهو تعريف عام للألم الذي يشعر به البعض في الجزء الأمامي من القدم. وتم تسمية ألم مشط القدم نسبةً إلى عظام مشط القدم الخمسة الموجودة في الجزء الأوسط من قدميك والتي تتصل بأصابع قدميك.
قد يكون الألم حادًا أو بسيطًا، وقد يزداد عند المشي أو الوقوف أو عند الضغط على الجزء الأمامي من القدم.
ألم تدويرة القدم قد يكون مزعجًا للغاية، نظراً لأن القدم، تدعم وزن كامل الجسم عند الوقوف والمشي مما يجعل من الصعب ممارسة الرياضة أو القيام بالنشاطات اليومية.
يعد الألم في منطقة مقدمة القدم أحد أكثر الأعراض شيوعًا لدى المرضى الذين يعانون من مشاكل أو تشوهات في القدم. ويظهر الألم في منطقة مقدمة القدم، بما في ذلك رؤوس عظام المشط الثانية إلى الرابعة. وغالبًا ما يصاحب هذا الألم تشوه في العظام السمسمانية الأول والخامس وأيضًا في أصابع القدم نفسها.
يحدث ألم مشط القدم عادةً نتيجة للإصابات المفرطة في الألعاب الرياضية التي تتضمن الجري والقفز. ويمكن أن ينتج أيضًا عن الأحذية غير المناسبة، أو تشوهات القدم، أو التهاب المفاصل وأمراض أخرى.
هناك تباين كبير في العوامل المُسببة المُحتملة، ولكن يبدو أنها جميعًا مرتبطة بآليات المشي شكل القدم وتشوهاتها. لذلك، يلزم وضع بروتوكول علاج فردي لكل حالة بناءً على سبب الالتهاب. و فى أغلب الحالات تكون إجراءات العلاج التحفظي (غير الجراحي) كافية لتحقيق نتائج مرضية.
وللتعرف بشكل أفضل على ألم مشط القدم وأسبابة وكيفية علاجه ندعوكم لقراءة السطور التالية.
أعراض ألم تدويرة مشط القدم
يشعر المريض بألم حاد وحارق وحساسية للمس وتنميل أحيانًا، كما يزداد الألم عند المشي، وخاصة على أرض صلبة حافي القدمين. والأعراض الأخرى تشتمل على:
- ألم في الجزء الأمامي من القدم الأمامي من القدم.
- تورم
- احمرار
- كدمات
- ضعف في القدم
- صعوبة في المشي أو الوقوف.
- الشعور بوجود حصاة في الحذاء
في بعض الحالات، قد يعاني الأشخاص المصابون بألم تدويرة القدم أيضًا من الأعراض التالية:
- تنميل في القدم.
- صعوبة في تحريك أصابع القدم.
- صعوبة في الحصول على حذاء مريح
أسباب ألم تدويرة مشط القدم
التهاب تدويرة مشط القدم هو السبب الرئيسي في الألم. أما عن أسباب الالتهاب فهي كثيرة ويختلف علاجها باختلاف السبب المؤدي لهذا الالتهاب وهي كما يلي؛
- الحمل الزائد: أحيانًا يؤدي الجري أو القفز أو أي نشاط آخر يضع ضغطًا على القدم إلى الإصابة بألم تدويرة القدم.
- انحراف إصبع القدم الكبير (إبهام القدم الأروح)
- تشوهات أصابع القدم بشكل عام (أصابع القدم المخلبية والمطرقية)
- تشوهات القدم: يمكن أن تؤدي بعض التشوهات في القدم، مثل تسطح القدم (الفلات فوت أو القدم الجوفاء شديدة التقوس (ارتفاع قوس القدم، عكس القدم المسطحة)، إلى زيادة الضغط على مشط القدم.
- مشاكل الأعصاب: تؤدي مشاكل الأعصاب في القدم، مثل متلازمة النفق الرسغي، أو ورم مورتون إلى الشعور بالألم والوخز.
- إصابات القدم: يمكن أن تؤدي إصابات القدم، مثل كسور مشط القدم أو التواءات الكاحل، وتمزق الأربطة إلى الشعور بالألم.
- ارتداء أحذية ضيقة أو غير مريحة مثل أحذية الكعب العالي
- جراحة أو إصابة في القدم أو كسور إجهاديه
- التهاب الجراب
- عدم تناسق أطوال الأصابع
- تشوهات الكاحل
- قِصَر وتر أكيلس
- خلل في المشية نتيجةً لأي مرض آخر
- الثآليل الأخمصية (الكاللو)
تتسبب أيضًا بعض الأمراض في الإصابة بالتهاب تدويرة مشط القدم مثل:
- التهاب المفاصل: يمكن أن يؤدي التهاب المفاصل في مشط القدم إلى الشعور بالألم والتورم.
- التهاب المفاصل الروماتويدي
- داء فرايبرغ Freiberg disease هو موت أنسجة (تنخر) وأجزاء من العظام في تدويرة القدم، ويحدث ذلك عادةً في عظام الاصبع الثاني أو الثالث، ونادرًا ما يحدث في الإصبع الرابع أو الخامس.
- النقرس
- داءُ شاركُو-ماري-توث Charcot-Marie-Tooth Disease
كبار السن ومرضى السكري تزداد بينهم نسبة الإصابة بالتهاب تدويرة القدم، وكذلك عامل البدانة أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة.
التشخيص
يقوم الطبيب مبدئيًا بالفحص السريري وسؤال المريض عن الأعراض، كما يسأل عن تاريخ إصابات القدم، حال وجودها، وكذلك تاريخ المريض الطبي. ورغم قدرة الطبيب على معرفة المرض من خلال فحص القدم يدويًا، إلا أنه غالبًا ما يطلب صورًا تشخيصية لاستبعاد مشكلات أخرى.
فقد يطلب الطبيب أشعة سينية لاستبعاد الكسور الإجهادية أو مشكلات أخرى في عظام مشط القدم، وكذلك أشعة تلفزيونية أو أشعة رنين مغناطيسي لتقييم حالة الأنسجة المحيطة بعظام سلاميات القدم.
كما قد يطلب الطبيب بعض اختبارات الدم مثل تحليل نسبة اليورك أسيد في الدم ونسبة بروتين سي التفاعلي لاستبعاد أمراض مثل النقرس أو حالات روماتيزم.
المضاعفات
قد يؤدي عدم علاج ألم مشط القدم إلى ألم في أجزاء أخرى من القدم نفسها وخاصًة الكعب، أو ألم في القدم الأخرى نتيجة التحميل عليها وتجنب التحميل على القدم المصابة، أو آلام أخرى مثل ألم أسفل الظهر أو ألم مفصل الورك، وذلك بسبب العرج الناتج عن ألم القدم.
علاج ألم مشط القدم (تدويرة القدم)
يتم علاج ألم تدويرة مشط القدم (كرة القدم) حسب تطور الحالة وشدتها. وفي أغلب الأحيان يتم الاكتفاء بالعلاج التحفظي ولا يلجأ الأطباء للعلاج الجراحي إلا في حالات قليلة.
العلاج التحفظي
يشتمل العلاج التحفظي على العلاجات المنزلية المبدئية، والتمرينات الرياضية والعلاج الطبيعي، وكذلك العلاج الدوائي.
1-علاج أولي
- العلاجات المنزلية: أو ما يعرف بطريقة رايس (RICE) وهي تشمل الراحة، وضع كمادات الثلج، استخدام رباط ضاغط ورفع القدم المصابة.
- تمارين التمدد: وهي تمرينات خفيفة للقدم
- استبدال التمارين الرياضية عالية الجهد بأخرى أقل إجهادًا للقدمين، مثل السباحة والمشي الخفيف وركوب الدراجات باعتدال.
- نزول الوزن: تؤثر البدانة والوزن الزائد على تفاقم وضع الألم.
- تغيير نوع الأحذية: تجنب الأحذية الضيقة والأحدية رديئة الصنع وأحذية الكعب العالي، وارتداء أحذية مريحة. وكذلك ارتداء دعامات لقوس القدم أو استخدام الحشوات التي تدخل في تجويف الحذاء، لتمتص الصدمات.
2-العلاج الدوائي
تناول الأدوية المسكنة والمضادة للالتهابات والتي لا تحتاج لوصفة طبية (روشتة طبيب) مثل الآيبوبروفين مع عدم الإفراط في الاستخدام.
إذا استمر الألم بعد تطبيق العلاج المنزلي أو زادت حدته، فيجب عرض الحالة على الطبيب المختص الذي قد يصف أدوية لعلاج سبب الالتهاب، مثل أدوية النقرس أو الأدوية الخاصة بالتهاب المفاصل.
3-الحقن الموضعي
كذلك قد يستخدم الطبيب الحقن الموضعي سواء كان حقن كرة القدم بمسكن أو كورتيزون لتخفيف الالتهاب. لعلاج التهاب الجراب على سبيل المثال، أو ينصح بارتداء أحذية طبية معينة، أو العرض على أخصائي علاج طبيعي لعمل تمارين لتقوية العضلات والأربطة المحيطة بموضع الإصابة.
وفي حالات قليلة قد يلجأ الطبيب للحل الجراحي كحل أخير لعلاج ألم تدويرة مشط القدم.
العلاج الجراحي
في بعض الحالات يستمر الألم بعد تطبيق كل أنواع العلاج التحفظي. وهذه الحالات التي لا تستجيب للعلاج التحفظي هي الحالات المعقدة التي يصاحب التهاب تدويرة القدم فيها تشوهات أو إصابات أخرى في القدم. فيتم اللجوء للجراحة لإصلاح هذه المشكلات سواء كانت في العظام مثل تشوهات الأصابع أو كانت في الأنسجة مثل الفلات فوت (تسطح القدم) أو ارتفاع قوس القدم وغيرهم من الحالات المرضية الأخرى.
مضاعفات الجراحة
تنطوي الجراحة على بعض المضاعفات المحتملة مثل أي جراحة أخرى، كالعدوى والنزيف والجلطات. وهذه مضاعفات يسعى الطبيب لتجنبها بوصف المضادات الحيوية والاطلاع على الأدوية التي يتناولها المريض وإخباره بضرورة التوقف عن تناول مضادات تخثر الدم قبل الجراحة لمنع حدوث نزيف، وكذلك حث المريض على الحركة بعد إجراء الجراحة بساعات قليلة لتفادي الجلطات.
يجب اختيار الجراح الذي سيجري الجراحة بدقة واللجوء لطبيب ماهر. خاصة إذا كانت الجراحة تشتمل عل قطع أجزاء من العظام لإصلاح تشوهات في القدم، فأي خطأ في قص العظام قد يسبب مضاعفات مزمنة.
اترك تعليقاً