تمزق أربطة الكاحل إصابة تنتج عن التواء مفصل الكاحل أثناء ممارسة أي نشاط حركي يقوم به الإنسان. ولا تقتصر الإصابة بتمزق أربطة الكاحل على الرياضيين ولكن يمتد نطاق الإصابة ليطال الجميع. فالكل معرض للحوادث اليومية البسيطة.
فقد يحدث تمزق أربطة القدم أثناء المشي، الالتفات، الجري أو السقوط على الأرض، وهي الأمور التي نتعرض لها جميعًا بشكل يومي.
يسبب تمزق أربطة الكاحل ألمًا شديدًا وصعوبة في الحركة بسبب عدم قدرة المصاب على المشي. وتتفاوت شدة الألم حسب درجة التمزق في أربطة الكاحل. والألم الناتج عن الإصابة لا يعد السبب الوحيد لعلاج تمزق الأربطة في القدم، بل يجب علاج التمزق فور حدوثه وذلك تجنبًا لحدوث مضاعفات تمزق أربطة الكاحل.
وعن رأب أربطة الكاحل بعد تمزقها يدور الحديث في هذا المقال، وكذلك عن أعراض الإصابة، مدة علاج تمزق أربطة القدم، أسبابة وكيفية تشخيصه. مدة شفاء تمزق أربطة الكاحل، وقبل الشفاء ومدته نحتاج لمعرفة كيفية علاج تمزق أربطة الكاحل حسب درجة التمزق.
نظرة عامة
تمدد أربطة الكاحل بقوة أثناء الالتواء أو السقوط أو الاصطدام الشديد “مثل حوادث السيارات”. هي السبب المباشر لقطع وتمزق أحد أربطة الكاحل أو أكثر من رباط واحد.
والأربطة هي الأنسجة التي تربط العظام ببعضها البعض. ويوجد في مفصل الكاحل العديد من الأربطة التي يحتاجها لضمان ثبات المفصل الذي يتميز بآلية معقدة. ففي العادة يتكون المفصل من التقاء عظام ويصل فيما بينهم أربطة، أما مفصل الكاحل، فله بناء هيكلي مختلف.
حيث يتكون مفصل الكاحل من مفصلين. مفصل رئيسي(علوي) يتكون من ثلاثة عظام، ومفصل آخر (سفلي) تحته مباشرة ويتكون من عظمتين. وللتعرف بشكل أفضل على تكوين مفصل الكاحل يمكنكم القراءة هنا.
أربطة الكاحل
تعمل الأربطة على ربط العظام ببعضها وبالتالي تساعد على تثبيت المفاصل، ومنع حركته الزائدة. والأربطة هي حِزَم من الأنسجة الليفية الضامة المتكونة بشكل أساسي من الكولاجين، وتقوم هذه الأربطة بدعم وتقوية المفصل مما يسمح له بأداء وظيفته بسهولة وثبات. وكما سبق وذكرنا فإن مفصل الكاحل يحتوي على العديد من الأربطة وهي؛
أولًا؛ الأربطة الموجودة على الجانب الإنسي (الداخلي) من القدم
- الرباط الدالي (Deltoid Ligament) وهو رباط سميك مسئول عن دعم كامل الجانب الإنسي (الداخلي) للكاحل.
- الرباط العقبي الزورقي (Calcaneonavicular ligament)
ثانيًا؛ الأربطة الموجودة على الجانب الوحشي (الخارجي) من القدم
- الرباط الكاحلي الشظوي الأمامي (Anterior talofibular ligament) والذي يقوم بربط قصبة الساق (الظنبوب) بعظم الشظية. (وهو أك ثر الأربطة عرضة للإصابة)
- الرباط الكاحلي الشظوي الخلفي (Posterior talofibular ligament) والذي يربط طرف الجزء الخلفي من قصبة الساق بعظمة الشظية.
- الرباط العقبي الشظوي (The calcaneofibular ligament) ويقوم بربط العقب (عظام الكعب) بالشظية.
- الرباط الكاحلي العقبي الجانبي (Lateral talocalcaneal ligament) وهو رباط قصير وقوي يمر بطول الجانب الخارجي للكاحل.
الرباط الشظوي الظنبوبي الأمامي السفلي (The anterior inferior tibiofibular Ligament): وهو يربط بين عظمتي الشظية والظنبوب.
أثنين من الأربطة الشظوية الخلفية التي تتقاطع في الجزء الخلفي من الساق والشظية:
- الرباط الشظوي الظنبوبي الخلفي السفلي (The posterior inferior tibiofibular ligament)
- الرباط المستعرض (The transverse ligament)
إلى جانب هذه الأربطة يوجد الرباط العظمي (The interosseous ligament) الذي يقع بين الظنبوب والشظية على طول الساق من مفصل الركبة إلى الكاحل.
تساعد الأربطة العديدة التي تحيط بمفصل الكاحل على تكوين جزء من كبسولة مفصل الكاحل (joint capsule) وهو كيس مملوء بسائل زلالي (سينوفي) يحيط بالمفصل ويسهل من حركته.
أسباب تمزق أربطة الكاحل
التواء الكاحل هو السبب الرئيسي وراء قطع أو تمزق أربطته. وهذا الالتواء ينتج عن؛
المشي على أرض غير مستويه أو الجري فوقها مما يتسبب في التواء القدم والسقوط. حيث تنقلب القدم للداخل أو الخارج بحيث تتمدد أربطة الكاحل إلى أبعد من مجال حركتها الطبيعية وتتمزق أو تتقطع تمامًا.
يتعرض بعض ممارسي التمارين والألعاب الرياضية لالتواء الكاحل وبالتالي تمزق الأربطة بسبب السقوط أو العرقلة (في الألعاب الجماعية).
ارتداء أحذية الكعب العالي والأحذية الغير الداعمة للقدم بشكل جيد.
أحيانًا ما تحدث الإصابة عند القيام بحركات يومية معتادة مثل النهوض من الفراش او من المقاعد أو حتى أثناء المشي داخل المنزل وعلى أسطح مستوية.
أعراض تمزق أربطة الكاحل:
- سماع صوت فرقعة عند حدوث الإصابة
- ألم شديد في الكاحل.
- تورم في الكاحل فور تعرضه للإصابة.
- كدمة تظهر باللون الأزرق على جانب الكاحل بعد عدة ساعات من الالتواء.
- عدم القدرة على المشي أو تحميل الوزن على الكاحل المصاب.
- تيبس المفصل
- ترقق الجلد فوق المنطقة المصابة نتيجة التورم وشد الجلد.
إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، فمن المهم عرض نفسك على الطبيب. حيث سيتمكن الطبيب من تشخيص إصابة الكاحل ووصف العلاج المناسب.
التشخيص
يطلب الطبيب فورًا عمل أشعة سينيه للتأكد من عدم وجود إصابة بالعظام. كما يقوم بفحص الكاحل لتحديد الأربطة المصابة ودرجة تضررها، ومعرفة المدى الحركي للكاحل والتأكد من سلامة أو إصابة وتر أكيلس. وقد يتطلب الأمر عمل أشعة رنين مغناطيسي لتحديد الأربطة المصابة، أو عمل أشعة تليفزيونية لمراقبة الأوتار أثناء تحريك الكاحل. وعلى ضوء التشخيص، يُحدد الطبيب العلاج المناسب للحالة.
درجات تمزق أربطة الكاحل
أغلب حالات تمزق الأربطة هي حالات خفيفة إلى متوسطة. وتصنف درجات تمزق أربطة الكاحل، حسب شدة الإصابة، إلى 3 درجات. وتتراوح درجات التمزق بين التمدد والتمزق والقطع الكامل لواحد أو أكثر من الأربطة.
الدرجة الأولى؛ وهي أبسط درجات الإصابة، حيث تقتصر على تمدد أحد الأربطة أو تمزقها تمزقًا بسيطًا مسببًا لأعراض التالية؛
- ألم في الكاحل
- تورم في المفصل
- صعوبة ملحوظه في المشي، إلا انها لا تعيق حركة المفصل.
ويتعافى المصاب في هذه الحالة خلال 4 إلى 6 أسابيع.
الدرجة الثانية؛ تتمزق الأربطة تمزق متوسط الشدة وأعراضه كما يلي؛
- احتمال سماع صوت طقطقة عند حدوث الإصابة، وهو صوت تمزق الأربطة
- ألم من متوسط إلى شديد في الكاحل
- تورم الكاحل وترقق الجلد المحيط به
- ظهور كدمة دموية على جانب المفصل آخذةً اللون الأزرق.
- صعوبة بالغة في المشي تضطر المصاب أحيانًا لاستخدام عكاز أو الاعتماد على أحدهم عند محاولة السير. إلا أن الإصابة لا تمنع الحركة.
ويحتاج المريض لفترة تتراوح ما بين 4 ل 8 أسابيع حتى تمام الشفاء
الدرجة الثالثة؛ في هذه الدرجة يتعرض الكاحل لتمزق شديد أو قطع كلي في أحد أربطته، وربما تتضرر العديد من الأربطة ما بين تمزق وقطع. وأعراض هذه الدرجة كما يلي؛
- صوت تمزق الأربطة
- ألم شديد في الكاحل ويزداد عند محاولة لمس الكاحل المصاب.
- تورم شديد مع ترقق الجلد المحي به، وتظهر كدمة دموية مكان إصابة المفصل.
- عدم استقرار الكاحل وفقدانه لثباته.
- لا يستطيع المريض الوقوف أو المشي على الكاحل المصاب، وتستلزم حالته الاستعانة بعكاز.
- تمتد فترة العلاج في هذه الحالة لحوالي 12 أسبوعًا، مع احتمالية اللجوء لإجراء جراحة لإصلاح الأربطة.
علاج تمزق أربطة الكاحل
يعتمد علاج قطع أربطة الكاحل على شدة الإصابة. في الحالات الخفيفة، قد يصف الطبيب الثلج والراحة والضغط والرفع (RICE)، كما قد يصف الطبيب أيضًا مسكنات الألم ومضادات الارتشاح. وفي الحالات الأكثر خطورة، قد يلزم إجراء جراحة لإصلاح الأربطة.
العلاج التحفظي:
وهو عبارة عن العلاج المنزلي والعلاج الدوائي الذي ينصح به الطبيب، ويعتمد على تناول مضادات الالتهاب والمسكنات، ومضادات التورم والارتشاح.
أما عن العلاج المنزلي ويعرف بعلاج رايس (RICE)، وهو أيضًا الإسعافات الأوليه التي يجب تطبيقها عند حدوث الإصابة، وهي كما يلي:
- لف الكاحل المصاب بالرباط الضاغط دون المبالغة في الضغط عليه.
- رفع القدم المصابة لأعلى باستخدام الوسائد.
- الراحة.
- وضع كمادات الثلج على الإصابة لتخفيف التورم.
بعد العلاج، من المهم أن تتبع التعليمات الخاصة بك من الطبيب، وتختلف هذه التعليمات حسب درجة التمزق، فقد ينصح بما يلي:
- في بداية الاصابة يُنصح بالراحة من النشاط البدني لبضعة أسابيع، وارتداء دعامة طبية أو حذاء داعم للكاحل.
- قد ينصح الطبيب أحيانًا بعدم الوقوف أو المشي على القدم المصابة.
- يوصى الطبيب أيضًا بالعلاج الطبيعي لمساعدة الكاحل على التعافي، أو عمل تمرينات بالمنزل. ويمكنكم الاطلاع على هذه التمرينات بالانتقال لهذا المقال.
العلاج الجراحي
في حالات نادرة، يلجأ الأطباء للإجراء الجراحي في علاج إصابات أربطة الكاحل، وكذلك في حالة إصابة الرياضيين الذين يرغبون بالعودة لممارسة نشاطهم الرياضي. وعادةً ما يتخذ الأطباء هذا القرار بعد عدم استجابة المريض للعلاج التحفظي وعدم ثبات المفصل.
ويهدف العلاج الجراحي إلى:
- تثبيت مفصل الكاحل واسترجاع نطاق الحركة الخاص به.
- إزالة أي شظايا من العظام أو الغضاريف أو الأربطة التي قد تكون علقت بالمفصل وذلك عن طريق جراحة المنظار العظمي.
- إصلاح الأربطة الممزقة.
- إعادة بناء الأربطة.
ويمكنكم الإطلاع على خطوات الجراحة التتي تم ذكرها في مقال جراحة تمزق أربطة الكاحل.
مع العلاج المناسب، فإن معظم الأشخاص الذين يعانون من تمزق أربطة الكاحل يتعافون تمامًا. ومع ذلك، من المهم أن تتبع تعليمات الطبيب بعناية لتقليل خطر حدوث مضاعفات.
مضاعفات تمزق أربطة الكاحل
عدم تلقي العلاج المناسب لتمزق الكاحل أو العودة للمارسة الأنشطة اليومية أو الرياضية في وقت قصير، قد يؤدي إلى حدوث ألم مزمن أو التواء متكرر في الكاحل مؤديًا إلى تكرار تمزق نفس الأربطة أو أربطة أخرى، نتيجة عدم ثبات واستقرار المفصل أو ضعف العضلات والالتهاب المزمن في الأربطة والأوتار.
أسئلة شائعة عن تمزق أربطة الكاحل
تكمن الخطورة في الإصابات التي قد تصاحب تمزق الأربطة، مثل: كسور عظام الكاحل أو خلعها أو تلف الأوعية الدموية والأعصاب المحيطة بالمفصل.
لا. فكسر العظام أخطر من تمزق الأربطة خاصةً في حالة تشوة العظام وعدم التئامها بعد الكسر.
يمكن تجنب الإصابة باتباع النصائح التالية:
-الإحماء الجيد قبل ممارسة التمارين الرياضية.
-الوعي بالأسطح من حولك الحذرً عند المشي عليها، أو الجري على سطح غير مستوٍ.
-استخدام دعامة على الكاحل الضعيف أو الذي سبق له الإصابة .
-ارتداء الأحذية التي تناسب مقاس قدميك والمصنوعة لتناسب نشاطك.
-تجنب الأحذية عالية الكعب.
-الحفاظ على قوة عضلاتك ومرونتها، وذلك بممارسة تدريبات الثبات وتمارين التوازن.
تعتمد مدة العلاج على درجات التمزق التي أشرنا لها مسبقًا في المقال، ويمكنكم مراجعتها. ما تعتمد أيضًا على مستوى النشا البدني الذي يرجو المصاب العودة له.
حسب درجة تمزق الأربطة. في الإصابة بالدرجة الأولى من التمزق يواجه المصاب صعوبة في المشي ولكنها لا تعيق حركة المفصل. إلا أنه في جميع الأحوال يحتاج المصاب في كل درجات الاصابة إلى أستخدام العكازات عند المشي.
نعم، فتورم الكاحل هو أحد أهم أعراض تمزق الأربطة.
References
اترك تعليقاً