تتعدد أشكال التشوهات الخلقية لأصابع القدم (Congenital Toe Deformities). وقد تتواجد في أصابع قدم واحدة أو القدمين منذ الولادة، وتؤثر على شكلها أو محاذاتها. كما قد تشمل هذه التشوهات أصبع واحد أو أكثر، وتتراوح شدتها من خفيفة إلى شديدة. مما قد يتسبب في مشاكل نفسية للطفل أو الشخص البالغ، هذا إلى جانب مشكلات أثناء المشي.
والأكثر من ذلك، وهو ما قد يتعجب منه البعض، تأثير هذه التشوهات،أحيانًا، على محاذاة وتناسق مفصلي الركبة والفخذ. فعدم توازن توزيع وزن الجسم الواقع على القدم يؤثر على هذين المفصلين اللذين يتحملا مزيدًا من الوزن لتعويض ما عجزت القدم عن حمله من جسم الانسان.
تتحمل القدم وزن الجسم في كثير من الأوضاع. حيث تُظهر الدراسات أن أثناء الوقوف، يتم الضغط بنسبة 60% من وزن الجسم على الكعب. و40% على الجزء الأمامي من القدم، وأثناء المشي يتم الضغط بما يعادل 120% من الوزن على كامل القدم. أما أثناء الجري فيصل معدل الضغط إلى 275% من وزن الجسم. ومن هنا يتضح لنا أهمية القدم، وأهمية علاج أي مرض أو تشوه بها.
يولد الأطفال بتشوهات في القدم لعدة أسباب. فقد تحدث تشوهات القدم نتيجة لخلل وراثي. أو لتشوهات النمو أثناء نمو الجنين أو موضع الجنين أثناء الحمل. وفي بعض الأحيان، تكون هذه التشوهات وراثية. وقد تنتج أيضًا، عن بعض الأدوية التي تناولتها الأم أثناء الحمل.
في حين أن تشوهات القدم قد لا تكون مؤلمة، إلا أنها يمكن أن تؤثر لاحقًا على نمو الطفل وقدرته على المشي. وبالتالي تتطلب علاجًا سريعًا، إن أمكن. يبدأ علاج التشوهات الخلقية لأصابع القدم بطرق غير جراحية. مثل التجبير، وذلك لإعادة الأصابع المصابة إلى وضعها الطبيعي وتثبيتها في مكانها أثناء الشفاء.
عندما لا تنجح وسائل العلاج التحفظي، قد تكون الجراحة ضرورية. وقد يلجأ الطبيب للجراحة من بداية العلاج، وذلك في الحالات التي لا يمكن علاجها تحفظيًا.
وللمزيد عن التشوهات الخلقية لأصابع القدم وأنواع تشوهات القدم وعلاجها، ندعوكم لقراءة هذا المقال.
نظرة عامة
تأتي أهمية الحديث عن التشوهات الخلقية لأصابع القدم بسبب انتشارها من جانب، وأثرها السلبي على راحة المريض وتأثر آدائه لمهماته اليومية من جانب آخر. كذلك لايمكن إهمال الأثر النفسي الناتج عن تشوهات وعيوب أصابع اليدين والقدمين، خاصًة لدى الأطفال والمراهقين.
أنواع التشوهات الخلقية في أصابع القدم متعددة وكما تختلف في صفاتها، تختلف في مدى تأثيرها على وظيفة القدم. وإلى جانب التشوهات الخلقية قد تصاب أصابع القدم بتشوهات مكتسبة قد تنتج عن، إصابات في القدم أو ارتداء أحذية الكعب العالي أو الأحذية الضيقة.
كما قد تتسبب في ظهورها بعض الأمراض. مثل، مرض السكري أو التهاب المفاصل التنكسي وبعض الأمراض العصبية. وقد أفردنا لها مقال سابق يمكنكم الإطلاع عليه بالنقر هنا.
ومن الجدير بالذكر، أن بعض تشوهات أصابع القدم قد تكون أسبابها خلقية (ولادية) أو مكتسبة. وينطبق ذلك على تشوه انحراف إبهام القدم والذي عادةً ما تؤدي إلى الإصابة به أسباب خارجية مكتسبة، وفيما ندر، قد تكون أسبابه ولادية أو وراثية. وكذلك حالتي التفاف القدم للخارج والتفاف القدم للداخل. ولقد أفردنا لكل منهما مقالًا منفصلًا.
تشمل تشوهات أصابع القدم الخلقية مايلي:
الأصابع المتراكبة (clinodactyly)
الأصابع الزائدة (Polydactyly)
إلتصاق الأصابع (syndactyly)
نقص عدد الأصابع (Oligodactyly)
الأصابع القصيرة (Brachydactyly)
تضخم الأصابع (Macrodactyly)
انحراف ابهام القدم الخلقي (congenital hallux valgus)
وفيما يلي نستعرض أنواع تشوهات القدم وعلاجها وأسبابها.
أسباب تشوهات أصابع القدم الخلقية
يمكن تقسيم أسباب تشوهات أصابع القدم الخلقية إلى مجموعتين رئيسيتين:
1. العوامل الجينية:
- تلعب الجينات دورًا هامًا في تشكيل جميع أجزاء الجسم، بما في ذلك أصابع القدم. لذا، فبعض العيوب الجينية يمكن أن تُسبب تشوهات في أصابع القدم.
- قد تكون هذه التشوهات موروثة من أحد الوالدين أو تحدث طفرات جينية بشكل عفوي.
2. العوامل البيئية:
- بعض العوامل البيئية الخارجية خلال فترة الحمل يمكن أن تؤثر على نمو أصابع القدم.
- تشمل هذه العوامل:
- نقص بعض العناصر الغذائية، مثل حمض الفوليك.
- بعض الأدوية.
- التعرض لبعض المواد الكيميائية.
- بعض الأمراض المعدية، مثل الحصبة الألمانية.
أنواع تشوهات أصابع القدم الخلقية
الأصابع المتراكبة (clinodactyly)
ينتشر تداخل أصابع قدم الأطفال حديثي الولادة مع بعضها البعض وتبدو وكأنها ملتوية. وذلك لأن أصابع أقدام الأطفال صغيرة ومرنة للغاية. وعلى الرغم من أن أصابع القدم قد تبدو غريبه بعض الشيء، إلا أنه من النادر جدًا أن تسبب مشاكل.
يمكن ترك أصابع القدم المتداخلة دون علاج إذا لم تسبب مشاكل. ويقترح معظم الأطباء الانتظار حتى سن السادسة قبل اتخاذ قرار بإجراء العملية الجراحية. ويوصي الأطباء بتمديد أصابع القدم للخارج، عند تجفيفها بعد الاستحمام وخاصة خلال الفترات التي ينمو فيها الطفل بسرعة (العام الأول).
قد يشعر العديد من الأطفال والعائلات أنه من الأفضل إجراء عملية جراحية للسماح لإصبع القدم بالاستقامة، على الرغم من أن الدراسات تشير إلى أن 1 فقط من كل 10 أصابع قدم مجعدة قد تسبب مشكلة. ومن المرجح أن تستقيم الأصابع بحلول سن السادسة.
وللمزيد حول تشوه الأصابع المتراكبة يمكنم الإطلاع على المقال المخصص له والنقر هنا.
الأصابع الزائدة (Polydactyly)
تعدد الأصابع هو التشوة الخلقي الأكثر شيوعًا في مقدمة القدم. ويشير في الغالب إلى وجود ستة أصابع في قدم واحدة، ولكن من الممكن وجود عدد أكبر من أصابع القدم. يمكن أن يكون الإصبع الزائد صغيرًا وغير مكتمل النمو فيما يشبه الزوائد الجلدية، أو قد يكون كبيرًا وكاملًا مع عظام ومفاصل وأظافر. وأحيانًا إصبع غير مكتمل النمو، ومتفرع من إصبع آخر طبيعي.
يقتصر علاج هذا التشوه على العلاج الجراحي. حيث يوصي الأطباء بإزالة الأصبع أو الأصابع الزائدة بعد عام من الولادة، في حالة الإصبع المكتمل. بينما يمكن إزالة الأصابع الغير مكتملة النمو بعد الولادة مباشرةً.
غالبًا ما يترافق تشوه الأصابع الزائدة مع تشوه الأصابع المتراكبة، ويحدث في أغلب الأحيان كصفة وراثية سائدة.
إلتصاق الأصابع (الأصابع الوتراء) (syndactyly)
يولد أطفال بأصابع قدم وتراء (أصابع ملتصقة) بنسبة تصل إلى طفل واحد من بين 2500 إلى 3000 طفل. ويشيع في الذكور أكثر من الإناث، والأصابع الوتراء هي أصابع مدمجة قد تصيب اصابع اليدين ولكنها أكثر شيوعًا في أصابع القدمين.
عادةً ما يكون الإلتصاق بين الإصبع الأوسط والبنصر. وقد يلتصق أكثر من إصبعين سواء كان الالتصاق بالجلد أو العظام. وعلاج حالة ترافق الأصابع (الأصابع الوتراء) علاج جراحي، حيث يقوم الجراح من خلاله بفصل الأصابع عن بعضها البعض.
وحالة تشوه الأصابع الوتراء وراثية في حالات قليله، وقد يرافقها الإصابة ببعض حالات المتلازمات الجينية الأخرى. مثل؛ متلازمة داون أو متلازمة أبيرت أو متلازمة كاربنتر.
وتتعدد أشكال التصاق الأصابع كما يلي:
- بسيط؛ حيث تلتصق الأصابع بطبقه رقيقة من الجلد والأنسجة الرخوة.
- جزئي؛ تلتصق الأصابع جزئيًا.
- كامل؛ تلتصق الأصابع تمامًا من العُقَل حتى الأظافر.
- مركب؛ الالتصاق في هذه الحالة يتشارك فيه الجلد والأنسجة الرخوة والعظام أو الغضاريف.
- معقد؛ حيث تلتصق عظام الأصابع بشكل غير منتظم
يوصى بإجراء جراحة فصل الأصابع عند الأطفال خلال عامهم الأول، وذلك لضمان نمو طبيعي للأصابع المصابة والاصابع السليمة المجاورة لها. وقد يحتاج الطفل لعدة جراحات قبل إتمام الشفاء، كما قد يحتاج لترقيع ذاتي من الجلد لتغطية أماكن الإلتصاق التي تم فصلها جراحيًا.
نقص عدد الأصابع (Oligodactyly)
نقص أو انعدام وجود الأصابع تشوه نادر يصيب القدمين واليدين. وله العديد من المسميات، مثل اليد أو القدم المشقوقة، أو تشوه مخلب جراد البحر. في هذه الحالة ينعدم وجود الاصبع الأوسط ويحل مكانه شق مخروطي يأخذ شكل المخلب.
وفي أحيان أخرى يقتصر الأمر على غياب الإصبع الأخير ولا يصاحبه شق سواء كان التشوه في القدم أو اليد. وعادةً ما تلتصق الأصابع الأخرى ببعضها البعض (أصابع وتراء).
في الغالب، يظهر هذا المرض نتيجة زواج الأقارب، ولكن قد يظهر أيضًا في حالات لا يتوفر فيها زواج الأقارب. ومن الجدير بالذكر أنه مرض وراثي قد يصيب الاطفال في حال كان موجود لدى أحد أفراد العائلة. ومع ذلك، فان الأسباب الوراثية ليست الاسباب الوحيدة للاصابة بهذا التشوه النادر.
قد يصاحب هذا التشوه مجموعة من المشكلات الأخرى. مثل؛ الصمم، مشاكل في الرؤية، انشقاق الشفة (الشفة الأرنبية). وكذلك خلل التنسج الأديمي الظاهر، وغيرهم من المشكلات والتشوهات.
تتفاوت حدة التشوه بين حالة وأخرى ولا يوجد تشابه بين الحالات، حتى إن حدثت نفس العائلة. وعن علاج هذا التشوه، يقتصر الأمر على محاولة تحسين الشكل الخارجي والـتأقلم معه وظيفيًا ونفسيًا. وقد تتم الإستعانة بأطراف صناعية لتحسين الأداء الوظيفي، خاصةً في حالة إصابة اليدين بهذا التشوه.
الأصابع القصيرة (Brachydactyly)
قِصَر الأصابع هي حالة جينيه تجعل أصابع اليد أو القدم تبدو أقصر من الطبيعي، بما لا يتناسب مع أجزاء أخرى من الجسم. وهو تشوه شديد الندرة. في كثير من الأحيان، لا تؤثر هذه الحالة على قدرة الطفل أو البالغ على استخدام اليدين أو القدمين وهي مجرد اختلاف تجميلي. لا يوجد علاج ضروري إلا إذا كانت تحد من الحركة.
هناك عدة أنواع من تشوه الأصابع القصيرة، ويتم تصنيفها وفقًا للعظام المصابة وموقعها.
جدول تشوهات الأصابع القصيرة
| النوع | العظم المصاب | الموقع |
| A | قِصر العظمة الثانية الموجودة بين العقله الأولى تحت الظفر، والمفصل الأوسط في الإصبع | جميع الأصابع، أو إصبع السبابة أو فقط إصبع الخنصر. |
| B | عظمة قصيرة أو مفقودة عند طرف الإصبع تحت الظفر | جميع أصابع القدم باستثناء إصبع القدم الكبير. |
| C | قِصر العظمة الثانية في الإصبع | إصبع السبابة والوسطى والخنصر. |
| D | قِصَر العظمة النهائية تحت الظفر. | الإبهام |
| E | قصر في عظام مشط القدم | الإبهام. |
في حالات نادرة، قد يواجه بعض الأشخاص صعوبة في المشي. ويتم العلاج بالصورة الآتية:
علاج الأصابع القصيرة:
يعتمد علاج الأصابع القصيرة على نوع التشوه وشدته. معظم الحالات لا تحتاج للعلاج، وفي حالات أخرى، قد يكون العلاج ضروريًا، مثل:
- العلاج الطبيعي: يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تحسين نطاق حركة الأصابع وقوتها.
- الجراحة: قد تكون الجراحة ضرورية في الحالات الشديدة للأصابع القصيرة. ولكن عادةً ما تكون جراحات تجميلية لا تهدف لتحسين الوظيفة التي غالبًا لا تتأثر بقصر طول الأصابع.
تضخم الأصابع (Macrodactyly)
تضخم الأصابع هو تشوه نادر حيث يولد الطفل بأصابع يد أو أصابع قدم كبيرة بشكل غير طبيعي. يرجع هذا التضخم إلى فرط نمو العظام والأنسجة الرخوة. ويشيع هذا التشوه في اليدين أكثر من القدمين.
عادةً ما يكون هناك إصابة بواحد أو أكثر من أصابع اليد أو أصابع القدم، وقد تنمو بنفس معدل نمو الأصابع غير المتأثرة. أو تنمو بشكل أسرع من بقية الطرف. مما يتسبب في:
- صعوبة في ارتداء الأحذية
- مشاكل نفسية، وخاصة عند الأطفال
تعتمد خيارات علاج تضخم الأصابع على شدة الحالة وعمر الطفل. والتي تشمل:
- الملاحظة: إذا كانت الأصابع الكبيرة ثابتة ولا تسبب أي مشاكل، فقد تكون الملاحظة هي كل ما هو مطلوب.
- الجراحة: قد يوصى بإجراء عملية جراحية لتقليل حجم الأصابع المصابة أو تحسين مظهرها أو تصحيح أي مشاكل وظيفية.
انحراف ابهام القدم الخلقي (congenital hallux valgus)
تشوه إبهام القدم الأروح الخلقي هو تشوه نادر في القدم يظهر عند الولادة. حيث يميل إصبع القدم الكبير نحو أصابع القدم الأخرى، مما يشكل نتوءًا عند قاعدة إصبع القدم الكبير.
على عكس إبهام القدم الأروح المكتسب الأكثر شيوعًا، والذي يتطور مع مرور الوقت عند البالغين، فإن إبهام القدم الأروح الخلقي موجود منذ الولادة ويمكن أن يكون سببه عوامل مختلفة، بما في ذلك:
- الوراثة: التاريخ العائلي للحالة يزيد من خطر الإصابة بها.
- وضع الجنين غير الطبيعي: في الرحم، يمكن أن يؤدي الضغط على إصبع القدم الكبير إلى تشوهه.
- الحالات الطبية: يمكن أن تساهم حالات معينة مثل متلازمة مارفان أو اضطرابات النسيج الضام في تطور إبهام القدم الأروح الخلقي.
علاج إبهام القدم الأروح الخلقي
يعتمد علاج إبهام القدم الأروح الخلقي على شدة التشوه وعمر الطفل. في الحالات الخفيفة، قد تكون الملاحظة كافية. أما في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، فتشمل خيارات العلاج:
- التجبير: ارتداء جبيرة للمساعدة في إعادة تنظيم إصبع القدم الكبير.
- العلاج الطبيعي: تمارين لتحسين المرونة ومدى الحركة في المفصل.
- تعديلات الحذاء: ارتداء أحذية ذات مقدمة واسعة ودعم جيد لقوس القدم.
- الجراحة: في الحالات الشديدة، قد تكون الجراحة ضرورية لتصحيح تشوه عظام إصبع القدم الكبير.
علاج تشوهات أصابع القدم الخلقية
يعتمد علاج تشوهات أصابع القدم الخلقية على نوع التشوه وشدته. ويعتمد بشكل أساسي على العلاج الجراحي، سواء كان علاجًا وظيفيًا أو تجميليًا، حسب نوع التشوه. وما قد يلي الجراحات من علاج طبيعي واستخدام جبائر وأربطة.
كما يلعب العلاج التحفظي الذي يشمل، الجبائر وأشرطة الأصابع الطبية والعلاج الطبيعي، دورًا في علاج بعض الحالات الطفيفة ومنع تفاقم حالات أكثر شدة.
الوقاية من تشوهات أصابع القدم الخلقية
لا يمكن الوقاية من جميع حالات تشوهات أصابع القدم الخلقية. لكن يمكن للنساء الحوامل اتباع بعض الخطوات للحد من خطر حدوثها، مثل:
- تناول نظام غذائي صحي غني بالفيتامينات والمعادن.
- تجنب تناول بعض الأدوية.
- تجنب التعرض لبعض المواد الكيميائية.
- الحصول على رعاية طبية منتظمة.
References
https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S187705681930194X
https://www.bennettpodiatry.com/congenital-foot-deformities.php
https://www.orthobullets.com/pediatrics/4079/oligodactyly
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/24081-brachydactyly
