نسبة العضلات والدهون بالجسم

نسبة العضلات والدهون بالجسم

تُشكل نسبة العضلات والدهون بالجسم أهمية كبرى لصحة الانسان بشكل عام ولعظامة بشكل خاص. فلا يقتصر مجال الإهتمام بنسبة العضلات والدهون على مجال السِمنة وفقدان الوزن، على ما لهما من أهمية، ولكن يمتد التأثير لمجالات طبية أخرى مثل توازن الهرمونات التي يحتاج إفرازها لنسبة صحية من الدهون، كما يحتاجها الجسم لبناء الخلايا والحفاظ على أعضاء الجسم.

أما عن العضلات فهي مكون أساسي لدعم العظام والحركة في جسم الانسان، بما في ذلك الحركة الداخلية للأوعية الدموية وأعضاء الجسم مثل القلب.

وللحصول على جسم صحي يجب الحرص على وجود نسب صحية من كل مكونات الجسم والذي يتكون من الدهون، العضلات، الماء والعظام. وفي هذا المقال نلقي الضوء على أهمية توازن نسبة العضلات والدهون بالجسم، وخاصةً للعظام، وكيفية الحفاظ على نسب صحية لكلٍ منهم، فتابعونا

نظرة عامة على أهمية نسبة العضلات والدهون بالجسم

تكمن أهمية نسبة العضلات والدهون بالجسم في أهمية كلٍ منهما بالنسبة للجهاز العضلي الهيكلي. والذي بدوره يلعب دورًا أساسيًا في حياة الإنسان سواء كان ذلك في دوره الخارجي الخاص بالحركة، أو الدور الداخلي المتمثل في حماية الأعضاء الداخلية.

والجهاز العضلي الهيكلي هو نظام معقد يتكون من العظام والعضلات والأنسجة الضامة التي تربطهما ببعضها البعض. يعمل هذا النظام على توفير الدعم والحركة والحماية للجسم.

والتعرف على مكونات الجهاز العضلي الهيكلي، يساعدنا على معرفة أهمية الحفاظ على نسبة العضلات والدهون بالجسم.

الجهاز العضلي الهيكلي ودوره في حركة الجسم
الجهاز العضلي الهيكلي

مكونات الجهاز العضلي الهيكلي

أولاً العظام: وهي نسيج صلب يشكل الهيكل العظمي للجسم. وتحتوي العظام على نسبة صغيرة من الدهون، تتراوح من 1 إلى 5٪. تقع هذه الدهون في نخاع العظم، وهي المنطقة الإسفنجية في مركز العظام.

تلعب الدهون في نخاع العظم دورًا مهمًا في إنتاج خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية. كما أنها توفر مصدر طاقة للعظام.

ثانيًا العضلات: والتي تتكون من نسيج مرن يسمح للجسم بالتحرك. وتحتوي العضلات على نسبة أعلى من الدهون مقارنةً بتلك الموجودة بالعظام، فتتراوح نسبتها من 10 إلى 20٪.

تقع هذه الدهون بين الألياف العضلية، مما يساعد على عزلها ومنعها من الاحتكاك. كما أنها توفر مصدر طاقة للعضلات.

ثالثًا النسيج الضام: وهو نسيج يربط العظام والعضلات ببعضها البعض ويتكون من ألياف وخلايا، ومنها خلايا دهنية. وهناك نوعان رئيسيان من الأنسجة الضامة الدهنية:

  • النسيج الضام الدهني الأبيض: هو النوع الأكثر شيوعًا من الأنسجة الضامة الدهنية. يوجد في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك تحت الجلد، حول الأعضاء، وفي نخاع العظم.
  • النسيج الضام الدهني البني: يوجد في مناطق معينة من الجسم، مثل الرقبة والكتفين والظهر. حيث يلعب دورًا مهمًا في توليد الحرارة.
الخلايا الدهنية وأهمية نسبة الدهون في الجسم
الخلايا الدهنية

تختلف نسبة الدهون في الأنسجة الضامة من شخص لآخر. وذلك اعتمادًا على العمر والوزن والعوامل الوراثية. على سبيل المثال، لدى الأطفال حديثي الولادة نسبة عالية من الدهون في الأنسجة الضامة، مما يساعدهم على الحفاظ على الدفء.

أهمية الدهون

تلعب الدهون دورًا مهمًا في صحة الإنسان، فهي توفر الطاقة والدعم والحماية للجسم.

وظائف الدهون في الجسم

  • توفير الطاقة: تعد الدهون مصدرًا مركزًا لطاقة الجسم.
  • تنظيم درجة الحرارة: تساعد الدهون على عزل الجسم ومنع فقدان الحرارة.
  • حماية الأعضاء: تساعد الدهون على حماية الأعضاء الداخلية من الإصابة.
  • امتصاص الفيتامينات: تساعد الدهون على امتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون، مثل فيتامين A و D و E و K.
  • افراز الهرمونات والعمل على توازنها: تلعب الدهون دورًا في إنتاج بعض الهرمونات، مثل هرمون الاستروجين والبروجسترون.
  • بناء الخلايا: تعد الدهون من المكونات الأساسية لبعض الخلايا، مثل خلايا الدم الحمراء والبيضاء.
افضل دكتور عظام و مفاصل فى مصر

أهمية العضلات

للعضلات دورًا مهمًا في صحة الإنسان، فهي توفر الحركة والدعم والحماية للجسم.

وظائف العضلات في الجسم

  • توفير الحركة: تتقلص العضلات لتحريك الجسم، ومن ثم تتيح لنا المشي والجري والقفز وأداء المهام اليومية الأخرى.
  • الدعم: تساعد العضلات على دعم العظام والأعضاء، مما يحافظ على شكل الجسم واستقراره.
  • الحماية: تعمل العضلات على حماية الأعضاء الداخلية من الإصابة عند الاصطدام.
  • إنتاج الحرارة: تساعد العضلات على إنتاج الحرارة للحفاظ على دفء الجسم.

أنواع العضلات في الجسم

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من العضلات في الجسم:

  • العضلات الهيكلية: هي العضلات التي تربط العظام ببعضها البعض، مما يسمح لنا بالحركة.
  • العضلات الملساء: وهي العضلات التي تتحكم في الأعضاء الداخلية، مثل المعدة والأمعاء.
  • عضلة القلب: هي عضلة لا إرادية تضخ الدم عبر الجسم.

أهمية العضلات في الصحة العامة

تلعب العضلات دورًا مهمًا في الصحة العامة، فهي تساعد على:

  • تحسين التوازن والثبات: تساعد على الحفاظ على التوازن والاستقرار، مما يقلل من خطر السقوط.
  • تعزيز الأداء البدني: حيث تعمل العضلات على أداء الأنشطة اليومية والرياضية بشكل أكثر فعالية.
  • تقليل الألم: يمكن أن تساعد العضلات القوية على تقليل الألم المرتبط بالتهاب المفاصل وأمراض أخرى.

نسبة العضلات والدهون الطبيعية بالجسم

تختلف نسبة العضلات والدهون الطبيعية بالجسم من شخص لآخر. وذلك اعتمادًا على العمر، الجنس والنشاط البدني. ومع ذلك، هناك بعض الإرشادات العامة التي يمكن اتباعها.

  • الرجال: تتراوح نسبة العضلات الطبيعية للرجال بين 30 و 40٪، ونسبة الدهون الطبيعية بين 10 و 20٪.
  • النساء: تتراوح نسبة العضلات الطبيعية للنساء بين 25 و 35٪، ونسبة الدهون الطبيعية بين 20 و 30٪.

أهمية الحفاظ على نسبة صحية من العضلات والدهون بالجسم

يمكن أن يساعدك الحفاظ على نسبة صحية من العضلات والدهون بالجسم على:

  • تحسين الصحة العامة: يمكن أن تساعدك العضلات القوية على أداء المهام اليومية والنشاط البدني بشكل أكثر فعالية، كما يمكن أن تساعدك في الحفاظ على وزن صحي.
  • تقليل خطر الإصابة بالأمراض: يمكن أن تساعدك العضلات القوية في حماية عظامك ومفاصلك من الإصابة.
  • تحسين مظهرك: يمكن أن تساعدك العضلات القوية في اكتساب جسمًا أكثر تناسقًا.
نسبة العضلات والدهون بالجسم أحد  مؤشرات الصحة العامة للانسان
نسبة العضلات والدهون بالجسم أحد مؤشرات الصحة العامة للانسان

الدور الحيوي لنسبة العضلات والدهون بالجسم في دعم صحة العظام

قد تبدو العظام والعضلات والدهون وكأنها كيانات منفصلة، لكنها تشكل ثالوثًا متشابكًا ضروريًا لصحة الهيكل العظمي والحركة بشكل عام. إليك كيف تلعب الدهون والعضلات أدوارًا حيوية في دعم صحة العظام:

الدهون:

  • دهون نخاع العظم: ليست كل الدهون متماثلة. حيث يحتوي نخاع العظم على نوع معين يسمى النسيج الدهني، والذي يلعب دورًا حاسمًا في عملية التمثيل الغذائي للعظام. وتعمل هذه الدهون كمخزن لطاقة خلايا بناء العظام. ويساعد في تنظيم إنتاج الهرمونات الأساسية لصحة العظام، مثل اللبتين والأديبونكتين.
  • التبطين والحماية: يعمل النسيج الدهني المحيط بالعظام كممتص للصدمات، حيث يحميها من التأثيرات والإجهاد أثناء الأنشطة اليومية والسقوط. وهذا التبطين مهم بشكل خاص للمفاصل.
  • تخزين فيتامين د: يخزن النسيج الدهني فيتامين د، وهو عنصر غذائي مهم لامتصاص الكالسيوم وتمعدن العظام. وتعد مستويات فيتامين د الكافية ضرورة لمنع أمراض العظام مثل هشاشة العظام والكساح وتلين العظام.

العضلات:

  • الحمل الميكانيكي: تعمل العضلات القوية على توليد قوى ميكانيكية على العظام أثناء الحركة. فتحفز هذه القوى خلايا العظام، وتعزز كثافة العظام وقوتها. تساعد التمارين المنتظمة، وخاصة تمارين تحمل الوزن، على بناء كتلة العضلات والحفاظ عليها. ثم يعود ذلك بالنفع على صحة العظام.
  • التنظيم الهرموني: تنتج الأنسجة العضلية هرمونات مثل عامل النمو شبيه الإنسولين (IGF-1) وعوامل النمو الميكانيكي، والتي تحفز تكوين العظام وتمنع تكسيرها.
  • وضعية الجسم والتوازن: تعمل العضلات القوية على تحسين الوضع والتوازن، مما يقلل من خطر السقوط، وهو عامل خطر كبير لكسور العظام.

التفاعل المتبادل بين الدهون والعضلات

  • التفاعل بين الدهون والعضلات: تشير الأبحاث الحديثة إلى أن هناك تفاعل معقد بين أنسجة الدهون والعضلات. حيث يمكن لبعض الأحماض الدهنية التي يتم إطلاقها من النسيج الدهني أن تؤثر بشكل إيجابي على وظيفة العضلات ونموها، مما يؤثر بشكل غير مباشر على صحة العظام.
  • توازن الطاقة: يعد الحفاظ على توازن صحي بين كتلة الدهون والعضلات أمرًا ضروريًا. يمكن أن يؤثر الإفراط في دهون الجسم سلبًا على صحة العظام. وذلك عن طريق تعطيل التنظيم الهرموني وتقليل الحمل الميكانيكي عليها.

بشكل عام، تلعب الدهون والعضلات، على الرغم من اختلافهما على ما قد يبدو لنا، أدوارًا حيوية ومتكاملة في الحفاظ على عظام قوية. والنهج المتوازن الذي يشمل نظامًا غذائيًا صحيًا وممارسة الرياضة بانتظام وتناول كمية كافية من فيتامين د، هو أمر أساسي لتحسين صحة العظام ومنع مشاكل الهيكل العظمي من الحدوث.

افضل دكتور عظام و مفاصل فى مصر


تحديد نسبة الدهون والعضلات في الجسم

تحديد نسبة الدهون والعضلات في جسمك يعتمد على عدة طرق. ولكل منها مميزات وعيوب، وهي كما يلي:

الطرق الدقيقة:

  • الوزن الهيدروستاتيكي: تعتبر هذه الطريقة هي المعيار الذهبي. حيث يتم وزنك تحت الماء وفي الهواء لحساب كثافة الجسم، وبالتالي حساب نسبة الدهون والعضلات. تعتبر هذه الطريقة دقيقة للغاية لكنها تتطلب معدات متخصصة وخبرة.
  • قياس كثافة العظام بالامتصاص ثنائي الأشعة (DEXA): يستخدم هذا الفحص أشعة سينية منخفضة الكثافة لقياس كثافة العظام وتقسيم تكوين الجسم إلى دهون وعضلات وأنسجة أخرى. تعتبر هذه الطريقة دقيقة ولكنها قد تكون مكلفة وتتضمن التعرض للإشعاع.

طرق أقل دقة ولكنها متاحة:

  • تحليل التفاعل الحيوي الكهربائي (BIA): هذه الطريقة سريعة وسهلة، حيث يتم إرسال تيار كهربائي ضعيف عبر جسمك لتقدير نسبة الدهون والعضلات بناءً على اختلاف موصلاتهما. على الرغم من كونها مريحة، إلا أنها قد تتأثر بمستويات الترطيب وعوامل أخرى، مما يؤدي إلى نتائج أقل دقة.
  • موازين قياس نسبة الدهون: تستخدم هذه الموازين تقنية BIA أو تقنيات أخرى لتقدير نسبة الدهون والعضلات في الجسم. تختلف الدقة حسب نوع الميزان والعوامل الفردية.
  • فرجار الجلد: باستخدام الفرجارات المتخصصة، يقوم المدربون المحترفون بقياس سمك طيات الدهون في أماكن محددة من الجسم لتقدير نسبة الدهون الكلية في الجسم. تعتمد الدقة على مهارة الشخص الذي يقوم بالقياس وقد تختلف بين الأفراد.
فرجار الجلد لقياس نسبة الدهون
فرجار الجلد لقياس نسبة الدهون

اختيار الطريقة المناسبة:

أفضل طريقة لك تعتمد على احتياجاتك وتفضيلاتك:

  • الدقة: إذا كنت بحاجة إلى نتائج دقيقة للغاية، ففكر في الوزن الهيدروستاتيكي أو DEXA، على الرغم من أنهما قد يكونان أكثر تكلفة وأقل سهولة.
  • الراحة والتكلفة: تقدم BIA وفرجار الجلد وموازين قياس نسبة الدهون خيارات أسرع وأرخص، ولكنها قد تكون أقل دقة.
  • التفضيل الشخصي: اختر الطريقة التي تناسب مستوى راحتك وميزانيتك.

استشارة أخصائي الرعاية الصحية أو مدرب اللياقة البدنية المُعتمد يمكن أن يساعدك في اختيار الطريقة الأكثر ملاءمة لحالتك وأهدافك المحدده

كيفية الحفاظ على نسب صحية من الدهون والعضلات

الحفاظ على نسب صحية من الدهون والعضلات يمكن أن يساعدك على تحسين صحتك العامة وأداءك البدني. ومن خلال اتباع الإرشادات العامة، يمكنك المساعدة في ضمان حصولك على النسبة الصحيحة من الدهون والعضلات لاحتياجاتك.

ممارسة الرياضة التي تركز على القوة، مثل رفع الأثقال، تساعد على بناء العضلات. ولهذا الغرض، عليك بممارسة التمارين الرياضية التي تركز على القوة لمدة 2-3 أيام في الأسبوع.

رياضة رفع الأثقال لبناء عضلات قوية والحفاظ على نسبة العضلات والدهون في الجسم
رياضة رفع الأثقال لبناء عضلات قوية

تناول نظام غذائي صحي يوفر العناصر الغذائية الأساسية التي تحتاجها العضلات للنمو والتطور. يشمل ذلك البروتين والكربوهيدرات والدهون الصحية. ثم يأتي دور تناول المكملات الغذائية، إذا دعت الحاجة لذلك.

تقليل نسبة الدهون

تساعد ممارسة التمرينات الرياضية الهوائية، مثل الجري والسباحة، على حرق السعرات الحرارية، ومن ثم خفض نسبة الدهون بالجسم. ويُنصح بشكل عام بممارسة التمارين الرياضية الهوائية لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع.

النصائح العامة للحفاظ على نسب صحية من الدهون والعضلات

  • اشرب الكثير من الماء حيث يساعد على ترطيب الجسم وإزالة السموم.
  • احصل على قسط كافٍ من النوم. فالنوم بشكل جيد يعمل على إصلاح العضلات وتقويتها.
  • تجنب التدخين. فالتدخين أحد أسباب ضعف العضلات.

References

https://www.rkm740-orthopaedie.de/en/range-of-services/diagnostic/bioimpedance-analysis-bia

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4274553/

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *